ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - 04 - 05, 08:29 م]ـ
جزاك لله خيرا اخي حارث همام
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[23 - 04 - 05, 10:39 م]ـ
من كلام كاملة الكواري حول المسألة في شرحها على القواعد المثلى لابن عثيمين
** المثال الثاني عشر:
قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تعالى (1) أنه قال: " من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ومن أتاني يمشى أتيته هرولة "
وهذا الحديث صحيح رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء (2) من حديث أبي ذر رضي الله عنه وروى نحوه من حديث أبي هريرة أيضاً وكذلك روى البخاري نحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في كتاب التوحيد الباب الخامس عشر (3)
وهذا الحديث كغيره من النصوص الدالة على قيام الأفعال الاختيارية (4) بالله تعالى وأنه سبحانه فعال لما يريد كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة مثل قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} (5) [البقرة: 186] وقوله: {وجاء ربك والملك صفاً صفاً} (6) [الفجر: 22] وقوله: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك
(1) سبق ان عبر المؤلف عن الحديث القدسي بقوله (قال الله تعالى في الحديث القدسي) وهنا عبر بتعبير آخر وكل ذلك صيغ وطرق لرواية الحديث القدسي وانما أراد المؤلف من هذا التنويع تعليم الطالب
وانظر وسيط أبي شهبة ص221
(2) انظر شروح مسلم:
للنووي (17/ 12) والسيوطي (6/ 50) والأبي والسنوسي (7/ 120)
(3) انظر فتح الباري (13/ 395)، وشرح كتاب التوحيد للغنيمان (1/ 259)
(1) سبق معنى ذلك
(2) الشاهد من الحديث اثبات صفة الإجابة لله وهي صفة فعلية
انظر الصفات في الكتاب والسنة للسقاف ص40
(3) الشاهد إثبات صفة المجىء
أويأتي بعض آيات ربك} (الأنعام: 158] (1) وقوله: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] (2) وقوله صلى الله عليه وسلم: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر " (3) وقوله صلى الله عليه وسلم: " ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه " (4) إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على قيام الأفعال الاختيارية به تعالى
فقوله في هذا الحديث: " تقربت منه وأتيته هرولة " (5) من هذا الباب.
(1) الشاهد إثبات الإتيان.
(2) الشاهد إثبات الاستواء.
(3) الشاهد إثبات النزول وقد سبق الحديث.
(4) الشاهد إثبات صفة الأخذ
والحديث رواه البخاري برقم 1410وانظر الفتح (3/ 326) ومسلم بشرح النووي (7/ 98)
(5) فنصف الله بالقرب والهرولة ولا يلزم من ذلك قطع المسافة أو شيء من لوازم المخلوق.
وقد ورد في الفتوى (رقم 6932) من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (3/ 142) ما يلي:
س: هل لله صفة الهرولة؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه …وبعد
ج: نعم صفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به قال تعالى: " إذا تقرب إلي العبد شبراً تقربت إليه ذراعاً وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتاني ماشياً أتيته هرولة " رواه: البخاري ومسلم
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم "
وقد وقع على هذه الفتوى كل من المشايخ: عبدالعزيز بن باز، عبدالرازق عفيفي، عبدالله بن غديان، عبدالله بن قعود.
وفي " الجواب المختار لهداية المحتار " (ص24) للشيخ محمد العثيمين قوله: " صفة الهرولة ثابتة لله تعالى كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم =
والسلف أهل السنة والجماعة يجرون هذه النصوص على ظاهرها وحقيقة معناها اللائق بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول ص (466) جـ (5) من مجموع الفتاوى: " وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستواءه على العرش وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث والنقل عنهم بذلك متواتر " ا0هـ
فأى مانع يمنع من القول بأنه يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه؟ وأي مانع يمنع من إتيانه كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل؟
وهل هذا إلا من كماله أن يكون فعالاً لما يريد على الوجه الذي به يليق؟
¥