فلا ييأس الداعية إذا رأى الناس فارين و يترك الدعوة بل يعلم أن اجره عظيم و يسعى سعياً حثيثاً في دعوته ِلمَاله من اجر عظيم كما قال صلى الله عليه وسلم: " فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيراً لك من حُمُر النعم " [رواه البخاري ومسلم].
صبر الداعية على المدعوين::
عليه أن يعلم أن الله معه فيصبر على ما يصيبه من الأذى في سبيل الدعوة. قال تعالى: {يَا بُنَيّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَاْنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاْصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.
فمن حمّل نفسه هذا العمل الجليل العظيم؛ عليه أن يتفقد رعيته فيسأل عنهم و ينظر المحتاج و يقف إلى جانبه ومن به حاجة للمال فيعطيه تأليفاً لقلبه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع صفوان بن أمية فقد كان يعطيه من الإبل حتى صار احب الناس إليه. ولا بأس باستعمال المحفزات و لكن عليه أن يراعي تربية الناس في دعوته على كسب الأجر من الله و إيثار الباقي على الفاني و ليس لأجل عرض من الدنيا قليل.
قال تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا}.
سلوا الله الأجر فالله يعطيكم.
فالغاية جل الغاية من دعوته أن تكون دعوة إلى عقيدة صافية خالصة صحيحة فَرُسل الله تعالى كانت دعوتهم لأقوامهم: {أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}.
وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلَا نُوحِي إِلَيْهِ أنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاْعْبُدُونِ}.
ومن شروط الدعوة الخالصة الصادقة:
1 - أن تكون خالصة لله تعالى من الشرك الأكبر والأصغر، وهذا مقتضى (لا إله إلا الله)؛ فإن مقتضاها إخلاص العبادة لله، وعدم الإشراك به.
2 - أن تكون صواباً على سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا مقتضى أن (محمد رسول الله) فإن مقتضاها وجوب طاعة الرسول و اتباع ما شرعه وترك البدع و الخرافات و المعاصي أيضاً.
و أخيراً وصيتي إلى إخواني الدعاة:
نقول لإخواننا الدعاة:
يا سائرين على طريق الدعوة:
إن الأمر ليس بالهين، ولن نجد الأرض مفروشة بالورود، بل ستكون هناك عراقيل وصعوبات و مشاق، ولكن هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يستعذبون كل شقاء وكل تعب في سبيل نشر هذا الدين وإعلاء كلمته .. رجال يبيعون كل غالٍ و رخيص في سبيل هذا الدين .. رجال اشتروا الآخرة و باعوا الدنيا محتسبين صابرين ..
نعم إن هذا لمن عزم الأمور.
نسأل الله تعالى أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه .. صواباً على سنة رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن يعز دينه، ويذل أعداءه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين
منقول/ عن شيخنا ابوعاصم عبدالله الغامدي جزاه الله خيرآ
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[01 - 07 - 05, 06:08 م]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة محبة السلف على هذا النقل المفيد
وجزى الله الشيخ ابوعاصم عبدالله الغامدي خيرالجزاء
ـ[سلفية حنبلية]ــــــــ[03 - 07 - 05, 01:15 ص]ـ
هل ممكن أن أنقل لكم المخالفات التي إتبعها شراح هذا الكتاب , مع المذهب الحنبلي؟؟
ألستن أتباع أحمد بن حنبل؟؟ أم أتباع الشراح لهذا اكتاب؟؟
ودمتن
ـ[محبة السلف]ــــــــ[05 - 07 - 05, 03:12 ص]ـ
بارك الله فيك اختي الفاضله سلفية حنبلية انا لست من أتباع احمد ابن حنبل ولا الشافعي ولا الامام مالك ولاابوحنيفة رحم الله الجميع، ولكني من اتباع القران والسنه قال الله وقال رسول الله من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فأن وافق قولهم قول رسول الله اخذت به وان لم يوافقه تركته وهذا ما اوصانابه هؤالأ الأئمة ونشهد الله على حبنا لهم، وتعصبي للكتاب والسنه فقط.
فليكن اخواتي الفاضلات طريقنا هو طريق صحابة رسوال الله صلى الله عليه وسلم " قال الله قال رسول الله" لم يكن لهم طرق اخرى او مذاهب او تحزبات او اشخاص يقدم قولهم على الكتاب والسنة.
فهل من عوده الى النبع الصافي الصحيح لهذا الدين بعد ان تشعبت بنا الطرق وضل كثير من المسلمين الطريق بسبب هذه الاختلافات بين المذاهب حتى انه والله قد تراجع بعض ممن اراد الدخول في الاسلام عن ذلك بسبب هذه الاختلافات في المذاهب وليست العله والله في الائمة وعلمهم ومذاهبهم ولكن في من اتى بعدهم وتعصب لهم وقدم قولهم على الكتاب والسنة.فالله المستعان ولاحولا ولا قوة إلا بالله.