57 - وعن الأسود بن هلال قال قال عبد الله يعني بن مسعود رضي الله عنه إن أحسن الهدي هدي محمد وإن أحسن الكلام كلام الله وإنكم ستحدثون ويحدث لكم وكل محدثة ضلالة وكل ضلالة في النار
58 - وقال عبد الله اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم وكل بدعة ضلالة
59 - وقال إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالأثر
60 - وقال رحمة الله عليه عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه أن يذهب أهله وإنكم ستجدون قوما يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم فعليكم بالعلم وإياكم والبدع وإياكم والتنطع وإياكم والتعمق وعليكم بالعتيق
61 - وقال أنا لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال أمور تكون من كبرائكم فأيما مرية أو رجيل أدركه ذلك الزمان فالسمت الأول فإنا اليوم على السنة
62 - وقال ابن مسعود من كان منكم متأسيا فليتأسى بأصحاب رسول الله فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا وأقومها هديا وأحسنها حالا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم
63 - وذكر الحسن البصري أصحاب رسول الله فقال إنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم فإنهم ورب الكعبة على الهدى المستقيم
64 - وقال إبراهيم لم يدخر لكم شيء خبئ عن القوم لفضل عندكم
65 - وقال حذيفة يا معشر القراء خذوا طريق من قبلكم فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا
66 - وروى نوح الجامع قال قلت لأبي حنيفة رخمه الله ما تقول فيما
أحدث الناس من كلام في الأعراض والأجسام فقال مقالات الفلاسفة عليك بالأثر وطريقة السلف وإياك وكل محدثة فإنها بدعة
67 - أخبرنا علي بن عساكر المقرئ حدثنا الأمين أبو طالب اليوسفي أنبأنا أبو إسحاق البرمكي أنبأنا أبو بكر بن بخيت أنبأنا عمر بن محمد الجوهري أنبأنا الأثرم أنبأنا عبد الله بن صالح عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة أنه قال عليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة فإن السنة إنما جعلت عصمة ليستن بها ويقتصر عليها فإنما سنها من قد علم ما في خلافها من الزلل والخطأ والحمق والتعميق فارض لنفسك بما رضوا به لأنفسهم فإنهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا ولهم على كشفها كانوا أقوى وبفضل لو كان فيها أحرى وإنهم لهم السابقون فلئن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه ولئن حدث حدث بعدهم فما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم ولقد وصفوا منه ما يكفي وتكلموا منه بما يشفي فما دونهم مقصر ولا فوقهم محسر لقد قصر دونهم أناس فجفوا وطمع آخرون فغلوا وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم
68 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا الحافظ أبو نعيم بإسناده عن عمر بن عبد العزيز بنحو من هذا الكلام
69 - وقال الأوزاعي رحمه الله عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول
70 - وقال أبو إسحاق سألت الأوزاعي فقال اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم ولو كان هذا يعني ما حدث من البدع خيرا ما خصصتهم به دون أسلافكم فإنه لم يدخر عنهم خير خبئ لكم دونهم لفضل عندكم وهم أصحاب رسول الله الذي اختارهم الله لصحبة نبيه وبعثه فيهم ووصفهم به فقال (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا) الفتح 29
71 - وقال الإمام أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله والإقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة
72 - وقال علي بن المديني مثل ذلك
73 - فقد ثبت وجوب اتباع السلف رحمة الله عليهم بالكتاب والسنة والإجماع والعبرة دلت عليه فإن السلف لا يخلوا من أن يكونوا مصيبين أو مخطئين فإن كانوا مصيبين وجب اتباعهم لأن اتباع الصواب واجب وركوب الخطأ في الاعتقاد حرام ولأنهم إذا كانوا مصيبين كانوا على الصراط المستقيم ومخالفهم متبع لسبيل الشيطان الهادي إلى صراط الجحيم وقد أمر الله تعالى باتباع سبيله وصراطه ونهى عن اتباع ما سواه فقال وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون الأنعام 153
74 - وإن زعم زاعم أنهم مخطئون كان قادحا في حق الإسلام كله لأنه إن جاز أن يخطئوا في هذا جاز خطؤهم في غيره من الإسلام كله وينبغي أن لا تنقل الأخبار التي نقلوها ولا تثبت معجزات النبي التي رووها فتبطل الرواية وتزول الشريعة
ولا يجوز لمسلم أن يقول هذا ولا يعتقده ولأن السلف رحمة الله عليهم لا يخلوا إما أن يكونوا علموا تأويل هذه الصفات أو لم يعلموه فإن لم يعلموه فكيف علمناه نحن وإن علموه فوسعهم إن يسكتوا عنه وجب أن يسعنا ما وسعهم ولأن النبي من جملة سلفنا الذين سكتوا عن تفسير الآيات والأخبار التي الصفات وهو حجة الله على خلق الله أجمعين يجب عليهم اتباعه ويحرم عليهم خلافه وقد شهد الله تعالى بأنه على الصراط المستقيم وأنه يهدي إليه وأن من اتبعه أحبه الله ومن عصاه فقد عصا الله (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) الأحزاب 36 (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) النساء 14
¥