وقدكان حق محمد الأمين - لمّا علم أن هذا طعن في نسب الإمام ظلما وعدوانا - أن يعرض عنه من أول الأمر، لما علمه من قول نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم -: (أربع بقين في أمتي من أمر الجاهلية ليسوا بتاركيها: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب ... ) انظر في تخريجه سلسلة الأحاديث الصحيحة حديث 734 - 735. ولكن غلب علي محمد الأمين حب التشغيب على الإمام، والرغبة الملحة في تنقصه جهلا وظلما، فجاء يذكر ما استشهد به الكوثري على ظلمه للإمام، خوفا علي الكوثري أن ينسب إلى التقول على الإمام في هذا، ومستكثرا - من طرف خفي - من عدد الذين تكلموا في نسب الإمام، وجهل محمد الأمين أو تجاهل أن هذا أمر قد فرغ منه أهل العلم من قرون عديدة، بل أعرض النسابة عن هذا منذ سمعوه، وقد علموا من أين أتي من قال مثل قول الإمام الزهري – رحمه الله – فلم يلتفتوا إلى قوله هذا وقول محمد بن إسحاق – رحمهما الله – واتفقوا كما ذكر غير واحد من أهل العلم: أن آل الإمام مالك عرب أصبحيون صليبة، وبسبب حلفهم مع آل تيم من قريش، ومصاهرتهم لهم نسبهم البعض إليهم.
وكذلك تجد جماعة من شراح البخاري – ابن حجر والكرماني والقسطلاني - أعرضوا عن ظاهر هذه العبارة، وذكروا نسب الإمام على الجادة، وأضافوا أن آله حلفاء تيم بن مرة القرشيين، كأنهم بذلك يبينون مراد الإمام الزهري بكلمة مولى.
ثم جاء ابن بجدتها العلامة المعلمي اليماني – رحمه الله – فقال في التنكيل 1/ 382 وهو بصدد رد عدوان الكوثري على الإمام مالك: (أقول: كلمة مولى تطلق في لسان العرب على معاني مختلفة منها: الحليف، وذلك معروف مشهور في كلامهم وأشعارهم، وهو المراد هنا كما بينه مالك وغيره، وابن أبي أنس الذي روى عنه الزهري هو نافع بن مالك بن أبي عامر، وقال البخاري في تاريخه [8/ 86] في ترجمة نافع هذا: الأصبحي حليف بني تيم من قريش.
وقال في ترجمة أبيه مالك بن أبي عامر [7/ 305]: الأصبحي حليف عثمان بن عبيد الله التيمي.
وهكذا قال [7/ 310] في ترجمة مالك الإمام، فأما ابن إسحاق فيظهر أنه إنما كان يطلق أن مالكا مولى، يريد أنه حليف، ولكن يحب أن يوهم خلاف ذلك لكدورة بينه وبين مالك).
ثم ختم الشيخ المعلمي كلامه بهذه الجمل التي تقال اليوم لمحمد الأمين – كما قيلت سابقا للكوثري -: (ولا نلوم الأستاذ في التشبث بالشبهات فإنه قد أقام نفسه مقاما يضطره إلى ذلك، ولكننا كنا نود لو أعرض عن الشبهات التي سُبق إليها فحُلَّت وانحلت واضمحلت، واقتصر على الشبهات الأبكار التي يجد لذة في اختراعها، ويجد أهل العلم لذة في افتراعها).
يتبع - إن شاء الله -.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 02 - 06, 02:13 ص]ـ
#57 17 - 02 - 2005, 04:45 AM
رضا أحمد صمدي
عضو مميز تاريخ الإنضمام: May 2002
المشاركات: 589
الأخ الحبيب الفهم الصحيح ...
لعلك تذكر حينما قلت لك يوما ونحن نتناقش في موضوع الأهلة وقد لمتني على
شدتي على محمد الأمين؛ قلت لك فيما معناه: لي معه سابقة ولعلك سترى ذلك
بنفسك منه ... والحمد لله الذي اراك .. ولعلك عرجت على موضوعات الأخرى في
موقعه وتخصيصه مقالا خاصا عني ملأه بالأكاذيب وفحش القول ولكنه حين يواجهني
لا يجرؤ على أن يصارحني بمثل ما في مقاله هذا .....
والرجل قد نبهنا إلى عجائبه وغرائبه منذ زمن بعيد ... وقد حدثت مواجهة
بيننا أدت إلى إغلاق بعض الموضوعات وكان أغلبها ينحاش محمد الأمين إلى
الصمت وعدم الرد ...
وحسبنا الله ونعم الوكيل ...
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 02 - 06, 02:21 ص]ـ
نعم أخي الفاضل لقد رأيت ما ينقضي منه العجب، وإن كنت إلى جانب اللين والرفق أميل.
وقد بالغ - هداه الله - في حقده وغيظه على الإمام مالك وأتباعه، وركب كل صعب وذلول، وما أظنه ترك لأهل الكفر والفسوق شيئا ليعيبوا به أمة عظيمة من أهل الإسلام.
وقد أعرضت عنه هذه المدة، استجابة لكلام بعض الأحباب رجاء أن يكف أذيته عن علماء المسلمين، فلم يفعل لساعتنا هذه، وها هو يعود وقد بلغ منه الحقد والغل مبلغا عظيما على المالكية جملة، فراح يتلقط ما سقط من المرويات، ويستدعي ما خمل ذكره من الأخبار، ويلقي به على المسلمين يطعن في بعض أفاضلهم، فيظن أن أحدا سيصدقه، ولكن هيهات هيهات .. فلناس عقول وفهوم تقاصر عنها صاحب المقال.
¥