أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ) متفق عيه , فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً، لزم بضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر، والعمل بالإيمان المطلق، فالظاهر تابع للباطن لازم له، متى صلح الباطن، صلح الظاهر، وإذا فسد، فسد , وعلى هذا فإنه يمتنع أن يكون الشخص مؤمناً بالله تعالى، مقراً بالفرائض، ومع ذلك فهو تارك لتلك الطاعات، ممتنع عن فعلها.
س2 - ما هي أركان الإيمان؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أن: أركان الإيمان ستة أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره قال الله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) البقرة85 , وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ) متفق عليه.
س3 - ما معني الإيمان بالله؟
اعلم وفقني الله وإياك أن: الإيمان بالله هو أساس العقيدة وأصلها , وهو يعني الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه , وأنه الخالق وحده لا شريك له , وأنه المدبر للكون كله , وأنه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له , وأن كل معبود سواه باطل وعبادته باطلة قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) الحج62 , وأنه سبحانه متصف بصفات الكمال ونعوت الجلال , منزه عن كل نقص وعيب قال تعالى (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) الأعراف180.
س4 - ما الذي يتضمنه الإيمان بالله؟
اعلم رحمك الله أن: الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور , أولها الإيمان بوجود الله , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَاءَ يَهُودِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ (يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ قَالَ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) صححه الألباني, وثانيها الإيمان بربوبيته , أي أنه وحده الرب لا شريك له ولا معين , (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد اللَّهُ الصَّمَد لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد) الإخلاص , وثالثها , الإيمان بألوهيته أي أنه وحده الإله الحق لا شريك له قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات56 , ورابعها الإيمان بأسمائه وصفاته , أي أن تثبت ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل , قال تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى 11.
س5 - ما وصف الملائكة؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: الملائكة عالم غيبي مخلوقون، عابدون لله تعالى، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، خلقهم الله تعالى من نور، ومنحهم الانقياد التام لأمره والقوة على تنفيذه.
س6 - ما عدد الملائكة؟
اعلم وفقك الله أن: عدد الملائكة كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى , قال تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاّ هُوَ) المدثر 31 , وجاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال (أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ) صححه الألباني , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت المعمور (يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه) رواه البخاري ومسلم , وقال عليه السلام (يؤتي بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك) مسلم.
س7 - ما الذي يتضمنه الإيمان بالملائكة؟
¥