ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:27 م]ـ
الشبهة الثانية: فإن قيل لك فما تقول في هذا الحديث (إن أخوف ما أتخوف على أمتي الإشراك بالله أما إني لست أقول يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية) فإنه صريح في نفي الشرك عن الأمة.
الجواب: أقول هذا الحديث رواه ابن ماجة وفي إسناده عامر بن عبد الله قال ابن حجر مجهول وقد رواه أحمد والحاكم وفي إسناده عبد الواحد بن زيد قال الذهبي: متروك فالحديث فيه ما ذكرت وعلى فرض صحته فليس فيه إشارة إلى ما أردت فإن فيه بيان أن النبي ص لا يخاف على أمته عبادة غير الله من شمس أو قمر أو وثن لأن من فعل ذلك خرج من أمته وإنما أراد الشرك الخفي وهو الرياء وهو أن يعمل الرجل العمل يريد به المراءاة ولا يخلصه لله تعالى فإن ذلك هو الذي يخافه على أمته لأنه يقع فيه الإنسان وهو لا يشعر بكونه من الشرك.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:28 م]ـ
الشبهة الثالثة: فإن قيل لك يجب أن تخصص المدينة المنورة من كلامك هذا لوجود نص صريح في ذلك وهو قوله ص إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية من جحرها.
الجواب: أما الحديث فمعناه ظاهر وخصوصاً في عهده ص كان يهاجر إليها كل من آمن بالله تعالى وكانت معقل الإيمان إذ ذاك وهي إلى الآن أيضاً بحمد الله يتجلى فيها مظاهر الإيمان عن غيرها من بلدان العالم ولكن هذا لا يعني أن كل من فيها مؤمنون لأن في عهده ص كانت نقطة ارتكاز أساسية للمنافقين قال تعالى: (وممن حولكم من الأعراب منافقين ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) ومر أنها في آخر الزمان ستكون نحو ذلك فترجف ثلاث رجفات فيخرج المنافقون للدجال وستكون بعد ذلك بفترة خراب ومأوى للسباع والوحوش كما في أحاديث الصحيح.
وإن واقع حركة إرجاع الجزيرة العربية إلى التوحيد على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد أن كانت عبادة الحجر والشجر فيها أكثر من عبادة الله تعالى لأكبر دليل على بطلان كل ما توهمته بالفهم الخاطئ لتلك الأحاديث. وقد حدثني أحد الأخوة الذين نشأوا في مناطق لم تصلها دعوة الشيخ أنه كان قريباً من بلادهم شجرة يعبدها الناس حتى أزيلت في عهد قريب على يد حكومة هذه البلاد جزاها الله خيراً.
وإن قيل لك لا يجوز تكفير المسلمين فإنه عظيم والمجازفة به خطيرة فاعلم أن هذا من باب ذر الرماد في العيون ليبين هذا الشخص انه يعلم ما يكفر ثم يقرر ما شاء من الشرك على أنه ليس مما ذكر ولكن هناك أعين مفتوحة بفضل الله ترى ما يحاك في الظلام. أن مما ذكر من الأمور المكفرة ووضعها في غضون كلامه أو شرك جلي لا يحتمل التأويل وقوله أو إنكار معلوم من الدين بالضرورة كالتوحيد وهذان البابان هما اللذان ندور حولهما فإن من دعا غير الله فهو مشرك بالإجماع ومن جعل للمخلوق مهما كان شيئا من صفات الخالق خرج من التوحيد بالإجماع ومن رفع مخلوقاً إلى مقام الألوهية فهو مشرك بالإجماع ومن تلاعب بالشريعة فجعل الشرك توحيداً أو التوحيد شركاً فقد تزندق وخرج من الدين كلية. ومن تتبع المتشابه زاغ وضل ومن حرف الكلم من بعد مواضعه ففيه يهودية جلية. ألم يقرأ هذا الرجل في بعض ما يحتج به من الكتب ويوهم الناس أن أصحابها متفقون معه على ما يقرره من الأباطيل أن نواقض الإسلام عشرة منها: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر ومنها من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعا بالطبع قد قرأها ولكن. . . .
سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
أتى بحديث خالد بن الوليد بالرواية المنكرة التي فيها أنه قتل بني جذيمة بعدما قالوا له آمنا وصلينا وبنينا المساجد وغير ذلك وترك لفظ الحديث في البخاري عن ابن عمر بعث النبي ص خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل واحد منا أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي ص فذكرناه فرفع النبي ص يديه فقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين. وقد سقت الرواية ليعلم الفرق الشاسع بين ما أتى به وما صح فيها وما صح فيها وعلى أي فإن إنكار النبي ص على خالد كان لتسرعه في القتل قبل التثبت من معنى قولهم صبأنا ويراجع فتح الباري في شرح الحديث.
وكذا قصة أسامة عندما قتل من قال لا إله إلا الله بعدما رفع عليه السيف لأنه لم يأخذ بظاهر الرجل الذي قتله ولكن ظن أنه قالها تعوذاً ولكن شتان بين هذا وبين من رأى من يقول لا إله إلا الله ويدعو شجرة ويطلب منها أن تحمل زوجته أو يأتي قبر نبي فيسأله أن يدخله الجنة ويغفر له ذنوبه. أو يسجد على ضريح سيدة من السيدات أو يذبح عجلاً لأصحاب العجول المعروفين أو ينذر لميت قيل أنه من العارفين وربما كان من الخائنين لتحمل زوجته بذكر بعد أن أنجبت سبع بنات أو ينفك عنها عقمها الذي دام معها ودام. فما أقرب هؤلاء من المشركين القدامى في قولهم لبيك الله لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك. ثم ذكر أثر على – إذا فرضنا صحته – في الخوارج ولم يصرح بهم لأنه يعلم تماماُ أن ضلال الخوارج لم يكن من الشرك بمكان ولكن التعمية على الناس تقتضي هذا الذي فعله وإنا لله وإنا إليه راجعون.
¥