وكان الهدف التمهيد لجماعة النورانيين لإثارة الحروب والثورات في المستقبل، وقد عُين كلنتون روزفلت، الجد المباشر لفرانكلين روزفلت، وهوراس غريلي وتشارلز دانا لجمع المال لتمويل المشروع الجديد، وقد مولت هذه الأرصدة كارل ماركس وإنجلز عندما كتبا "رأس المال"، و"البيان الشيوعي" في حي سوهو في العاصمة الإنكليزية لندن.
في عام 1830م مات وايزهاوبت بعد أن ادعى أن النورانية ستموت بموته، ولكي يخدع مستشاريه الروحانيين تظاهر بأنه تاب وعاد إلى أحضان الكنيسة.
وفي عام 1834م اختار النورانيون الزعيم الثوري جيوسيبي مازيني ليكون مدير برنامجهم لإثارة الاضطرابات في العالم ..
وفي عام 1840م جيء إليه بالجنرال الأمريكي بايك الذي لم يلبث أن وقع تحت تأثير مازيني ونفوذه، وتقبل فكرة الحكومة العالمية الواحدة حتى أصبح فيما بعد رئيس النظام الكهنوتي للمؤامرة الشيطانية ..
وفي الفترة ما بين 1859 - 1871م عمل على وضع مخطط عسكري لحروب عالمية ثلاث، وثلاث كوارث كبرى، اعتبر أنها جميعها سوف تؤدي خلال القرن العشرين إلى وصول المؤامرة إلى مرحلتها النهائي ..
وعندما أصبح النورانيون موضعا للشبهات والشكوك بسبب النشاط الثوري الذي قام به مازيني في كل أرجاء أوربا، أخذ الجنرال بايك في مهمة تجديد وإعادة تنظيم الماسونية حسب أسس مذهبية جديدة، فأسس ثلاث مجالس عليا، سماها: "البالادية":
- الأول: في تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية في الولايات المتحدة.
- الثاني: في روما بإيطاليا.
- الثالث: في برلين.
وعهد إلى مازيني بتأسيس ثلاثة وعشرين مجلسا ثانويا تابعا لها، موزعة على المراكز الاستراتيجية في العالم، وأصبحت تلك المجالس منذئذ مراكز القيادة العامة السرية للحركة الثورية العالمية.
كان مخطط الجنرال بايك بسيطا بقدر ما كان فعالا، كان يقتضي أن تنظم الحركات العالمية:
الشيوعية، والنازية، والصهيونية السياسية، وغيرها من الحركات العالمية ..
ثم تستعمل لإثارة الحروب العالمية الثلاث، والثورات الثلاث:
- وكان الهدف من الحرب العالمية الأولى هو إتاحة المجال للنورانيين للإطاحة بحكم القياصرة في روسيا، وجعل تلك المنطقة معقل الحركة الشيوعية الإلحادية، ثم التمهيد لهذه الحرب باستغلال الخلافات بين الامبراطورية البريطانية والألمانية، هذه الخلافات التي ولدها بالأصل عملاء النورانيين في هاتين الدولتين، وجاء بعد انتهاء الحرب بناء الشيوعية كمذهب واستخدامها لتدمير الحكومات الأخرى وإضعاف الأديان.
- أما الحرب العالمية الثانية فقد كان المخطط لها أن تنتهي بتدمير النازية وازدياد سلطان الصهيونية، حتى تتمكن من إقامة دولة إسرائيل في فلسطين، كما كان من الأهداف المرسومة لها أن يتم بناء الشيوعية، حتى تصل بقوتها إلى معادلة مجموع قوى العالم المسيحي، وإيقافها عند هذا الحد.
- أما الحرب العالمية الثالثة فقد قضى مخططها أن تنشب نتيجة للنزاع الذي يثيره النورانيون بين الصهيونية السياسية وبين قادة العالم الإسلامي، بأن توجه هذه الحرب وتدار بحيث يقوم الإسلام (العالم العربي والمسلمون) والصهيونية (دولة إسرائيل) بتدمير بعضهما البعض، وفي الوقت ذاته تقوم الشعوب الأخرى التي تجد نفسها منقسمة أيضا حول هذا الصراع بقتال بعضها البعض، حتى تصل إلى مرحلة من الإعياء المطلق الجسماني والعقلي والروحي والاقتصادي.
لما مات مازيني عام 1872م عين بايك زعيما ثوريا إيطاليا آخر اسمه أدريانو ليمي خليفة له، وعندما مات ليمي بعد ذلك خلفه لينين وتروتسكي، وكانت النشاطات الثورية لكل هؤلاء تمول من قبل أصحاب البنوك العالميين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.
وقد كشفت الأبحاث عن رسائل مازيني بينت عناية كهان النظام الشيطاني بالحفاظ على سرية أشخاصهم وأهدافهم الحقيقية، وقد جاء في رسالة كتبها مازيني لمساعده الدكتور برايد ينشاين قبل وفاته بسنين قليلة:
"إننا نكون جمعية من الإخوة المنتشرين في كل بقاع الكرة الأرضية، ونحن نرغب بكسر كل الأطواق، ولكن هناك واحدا خفيا ولا يشعر به أحد، بالرغم من أنه يثقل بوزنه علينا، من أين جاء هذا الطوق؟، وأين هو؟، لا أحد يعرف، أو على الأقل لا أحد يشير إليه بكلمة، إن هذه الجمعية سرية حتى بالنسبة إلينا نحن الخبراء القدامى في الجمعيات السرية".
¥