تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(([وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ] {النمل:14}

ولهذا فان الناس جميعا مقرون بهذا التوحيد اما طوعا واما قصرا كما ذكر الله فى غير موضع من كتابه الكريم فقال عن من اقر بهذه المعرفة طواعية

[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ] {العنكبوت:61}

وقال تعالى

[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ] {العنكبوت:63}

وقال تعالى

[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ] {لقمان:25}

وقال تعالى

[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ] {الزُّمر:38}

وقال تعالى

[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ العَلِيمُ] {الزُّخرف:9}

وقال تعالى

[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ] {الزُّخرف:87}

وقال عز من قائل عن من لم يقر بهذه الربوبيه والمعرفة طواعية انه مقر بها قصرا فى ساعات الشدة والكرب او فيما لايملكون القدرة على تغييره من امور خلقهم ورزقهم وحياتهم وموتهم

فقال تعالى

[فَإِذَا رَكِبُوا فِي الفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ] {العنكبوت:65}

وقال تعالى

[أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ] {آل عمران:83}

وقال تعالى

[وَللهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالغُدُوِّ وَالآَصَالِ] {الرعد:15}

ومع ان هذا التوحيد ثابت مقرر فى فطر الناس لايحتاج الى تعريفهم به ولكن ربما يحتاج الرسل الى تذكير الناس بهذه الفطره لما قد يلحقها من تغيير وتشويه بسبب وجود مانع كما جاء فى الحديث عن سيد الخلق فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ولهذا فان هذا التوحيد لايحتاج الى وجود شرط لتحققه وانما يحتاج الى اتنفاء المانع من تحققه وهو كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الابوان او مافى حكمهما

جاء فى مجموع الفتاوى

[جزء 16 - صفحة 338]

و المقصود هنا أنه ليس في الرسل من قال أول ما دعا قومه إنكم مأمورون بطلب معرفة الخالق فانظروا و استدلوا حتى تعرفوه فلم يكلفوا أولا بنفس المعرفة و لا بالأدلة الموصلة إلى المعرفة إذ كانت قلوبهم تعرفه و تقر به و كل مولود يولد على الفطرة لكن عرض للفطرة ما غيرها و الإنسان إذا ذكر ذكر ما فى فطرته

و لهذا قال الله فى خطابه لموسى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر ما في فطرته من العلم الذي به يعرف ربه و يعرف إنعامه عليه و إحسانه إليه و إفتقاره إليه فذلك يدعوه إلى الإيمان

أو يخشى ما ينذره به من العذاب فذلك أيضا يدعوه إلى الإيمان

كما قال تعالى إدع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة فالحكمة تعريف الحق فيقبلها من قبل الحق بلا منازعة و من نازعه هواه و عظ بالترغيب و الترهيب فالعلم بالحق يدعو صاحبه إلى إتباعه فإن الحق محبوب فى الفطرة و هو أحب إليها و أجل فيها و ألذ عندها من الباطل الذي لا حقيقة له فإن الفطرة لا تحب ذاك) انتهى

وقال ايضا فى مجموع الفتاوى

[جزء 2 - صفحة 37]

وكل واحد من وحدانية الربوبية والالهية وإن كان معلوما بالفطرة الضرورية البديهية وبالشريعة النبوية الالهية فهو أيضا معلوم بالأمثال الضرورية التى هى المقاييس العقلية لكن المتكلمون إنما انتصبوا لإقامة المقاييس العقلية على توحيد الربوبية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير