و على هذا فوجب معرفة العقيده لما سبق توضبحه من أهميتها فى إستقامة حياة المسلم فلو صلى إنسان كأحسن ما يكون و صام كأحسن ما يكون و يعامل الناس أفضل معامله و لكنه عنده نوع من أنواع الشرك فى العقيده يكون حاله كحال رهبان النصارى الذين يظلون يتعبدون طوال حياتهم يظنون انهم يعبدون الله و هم يشركون به مع ما يفعلون من أعمال فيها مشقة لهم كقوله تعالى {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}
و قوله تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} فهؤلاء عملوا و اخلصوا و لكن عقيدتهم فاسده و كذلك من تفسد عقيدته من المنتيمن إلى الإسلام بأحد الأمور الشركيه أو البدع التى تذهب ثواب العمل يكون حاله كحالهم يكون عمله هبائاً منثورا ..
الباب الأول: أصل الدين
الدين و الإيمان فى الإسلام: قول و عمل يزيد بالطاعه و ينقص بالمعصيه
القول .. قول القلب و قول اللسان
و العمل .. عمل القلب و عمل اللسان و عمل الجوارح
1) قول القلب فهو إعتقاده و تصديقه
2) قول اللسان نطقه بالشهادة
3) عمل القلب هو إخلاصه و خوفه و رجائه و محبته و يقينه
4) عمل اللسان هو الذكر و قرأة القرآن و الإستغفار
5) عمل الجوارح هو العبادات الظاهرة من الصلاة و الصيام و الحج و الجهاد
و نأخذه نقطه نقطه نوضح فيها العقيده الإسلاميه حتى نستوفى فى النهايه مجمل عقيدة أهل السنه و الله المستعان
[1] قول القلب
قول القلب كما قلنا هو إعتقاده و تصديقه .. تصديقه بماذا تصديقه بما أخبر به الله و رسوله من أركان الإيمان السته
1] الإيمان بالله
2] الإيمان بالملائكة
3] الإيمان بالكتب
4] الإيمان بالرسل
5] الإيمان باليوم الآخر
6] الإيمان بالقدر خيره و شره
ويقصد بالإيمان التصديق و الإنقياد التصديق و العمل بمقتضى ذلك التصديق
و العقيده معناها الإصطلاحى: جملة المعانى الشرعية التى يجب أن تنعقد فى ذهن المسلم و عقله و قلبه و وجدانه بما بتعلق بشأن الله و ملائكته و الكتب و الرسل و اليوم الآخر و القدر و غير ذلك مما دل عليه الدليل الشرعى.
و على هذا فأول ركن يجب التصديق به فى العقيده هو الإيمان بالله وحده لا شريك له
أى توحيد الله عزل وجل فى ربوبيته و ألوهيته و أسمائه و صفاته و سيأتى تفصيل كل من هذه على حدى بإذن الله
التوحيد شرعاً: إفراد الله عز وجل بما يختص به من الربوبيه و الألوهية و الأسماء و الصفات.
و القرآن كله يتكلم عن التوحيد فآياته إما:
1) خبر عن الله تعالى و عن أفعاله و صفاته يجب التصديق به
2) دعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له
3) أمر أو نهى فهو حقوق التوحيد و مكملاته
4) إخبار عن ثواب الموحدين فى الجنه
5) إخبار عن عقاب المشركين و الكافرين فى النار
و بناء على التعريف السابق للتوحيد فإنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام أستنبطها أهل العلم من القرآن و السنه بالتتبع و الإستقراء و أول من قال بها من أهل العلم إبن بطه و إبن منده
القسم الأول: توحيد الربوبيه
القسم الثانى: توحيد الألوهية
القسم الثالث: توحيد الأسماء و الصفات
و قد جمعها الله تعالى فى قوله {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}
و حديثنا اليوم بالتفصيل عن القسم الأول وهو:
توحيد الربوبيه
هو إفراد الله سبحانه و تعالى بأفعال الرب و صفاته من التصرف فى المخلوقات و تدبير الكون و التحكم فيه و تنظيم شأنه و مثال ذلك الخلق و الرزق و التدبير و الإحياء و الإماته و الملك و التدبير و التحليل و التحريم
و كل أفعال الربوبيه تندرج تحت ثلاث تشملها و هى إفراد الله تعالى بالخلق و الملك و التدبير
1) إفراد الله بالخلق:
¥