تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجن حتى لا يضرونهم و يأتى بيان ذلك فى موضعه فى توحيد الألوهية بإذن الله و إنما نحن هنا نركز على الإعتقاد

هنا نقطه .. ما ورد من إثبات ملكيه لبعض الناس فى الدنيا كقوله {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ} فهذه ملكيه قاصرة إذ لا يمكن أن يتصرف فى ملكية الآخرين و ملكيته له فيها ضوابط شرعها له الله فى التعامل معها

3) إفراد الله بالتدبير:

فهو أن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر للكون ولا مُصرف لشئونه إلا الله وحده لقوله تعالى {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}

و كما قلنا سابقاً من أعتقد أن غير الله يصرف أمور الكون و يتحكم فيه كمن يعتقدون فى الكواكب و النجوم أنهم يتحكمون فى بعض أمور الكون فهذا شرك فالله هو المدبر لهذا الكون وحده و كل مخلوق له وظيفه فى الحياه قد ينتج عن أدائه لوظيفته مثلاً هطول الأمطار فهذه وظيفته و ليس هو الذى يتحكم و يدبر بل إن الله هو الذى خلقه لذلك سبحانه و تعالى عما يشركون.

و من معانى الربوبيه أيضا قوله تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} فنفى العجز هنا دل على كمال صفتى العلم و القدرة لأن العجز إما يكون فى أحدهما او كلاهما

و نأخذ هنا قاعده هامه و هى " كل نفى أضيف إلى الله عز وجل فنفى عنه ما لا يليق بجلاله فى القرآن أو السنه فإن المقصود به إثبات كمال الضد " و مثال ذلك كثير منها قوله تعالى {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} و {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} و {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.

و هذا النوع من التوحيد أى الربوبيه لم يعارض فيه أحد من اهل الأرض حتى المشركين أيام النبى صلى الله عليه وسلم يُقرون بتوحيد الربوبيه

قال تعالى {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} و كذلك ما ورد أن في أول الإسلام حاول الكفار صد النبي صلى الله عليه وسلم عن دينه , فأرسلوا حصين بن المنذر فلما دخل حصين قال: يا محمد فرقت جماعتنا و شتت شملنا فان أردت مالا أعطيناك أو ملكا ملكناك فلما سكت .. قال صلى الله عليه وسلم: يا أبا عمران كم الها تعبد؟ قال أعبد سبعة , ستة في الأرض وواحدا في السماء!! فقال صلى الله عليه وسلم: فاذا هلك المال من تدعو؟ قال: أدعو الذي في السماء. قال فاذا أنقطع المطر من تدعو؟ قال: الذي في السماء .. قال: فيستجيب لك وحده أم يستجيبون لك كلهم قال: يستجيب وحده , فقال صلى الله عليه وسلم: يستجيب لك وحده و تشركهم في الشكر! أم تخاف أن يغلبوه عليك؟ قال: لا ما يقدرون عليه .. قال صلى الله عليه وسلم: يا حصين أسلم (أو كما قال عليه الصلاة والسلام)

إلا فرعون و المجوس

ففرعون عارض ذلك على سبيل المكابره مع كونه موقنا فى نفسه بأن الله هو الرب وحده المستحق للعباده لقوله تعالى {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} و قال الله حاكياً عن موسى أنه قال لفرعون {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا}

و المجوس على سبيل الشرك قالوا ان للعالم خالقين هما الظلمة و النور و النور خير من الظلمه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير