تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والقرآن "القديم"هو المقصود بالذات من هذا الإنكار. وقد أمعنوا في هذا الإنكار, وفي هذا الجحود, حتى أنهم ليكادون ينكرون على الشرق أنه هو مطلع الشمس المشرقة المنيرة.

على أن زعامة الأدب اليوم هي والحمد لله في أيدي الأدباء الراشدين، مثل الأديب الكبير السيد مصطفى صادق الرافعي، وكاتب الشرق الأكبر الأمير شكيب وأمير الشعراء الأستاذ شوقي بك، والصحفي المجاهد السيد محب الدين الخطيب صاحب (الزهراء) و (الفتح) ومن إلى هؤلاء الهادين المهتدين.

وعلى كل حال فان هؤلاء المجددين قد زادوا في ثروة اللغة العربية فنقلوا إليها كثيراً مما كان يحسن بأدبائنا أن يقرأوه في لغات أجنبية.

ولولا هؤلاء المجددون لما رأينا هذه الكتب القيمة الخالدة التي ألفها أنصار الحق في الدعاية إلى القرآن الكريم, وإلى ما في الشرق من أدب وجمال.

إن بعض هؤلاء المجددين في مصر ينادون جهرة بوجوب إحياء الأدب الفرعوني القديم وأدب الإغريق القديم واتخاذ أدب محلي في مصر، ليستغنوا بذلك عن الأدب العربي، وفي الحق أن هذا ليس خدمة لمصر، وإنما هو إسقاط لزعامة مصر على العرب كلها، وعلى شعوب الإسلام قاطبة. فان المسلمين وسائر العرب يرون في مصر إماماً لهم في الأدب العربي, والثقافة الإسلامية, لا في أدب الفراعنة, ولا في أدب الإغريق ولا في أدب محلي في مصر حديث.

قال صاحبي الاسباني: هل في ملوك المسلمين اليوم من ينصر هذا القرآن عملياً، ويقيم حكم الله بين الناس؟

فقلت: سمعنا عن جلالة ابن السعود ملك نجد والحجاز إنه يعمل اليوم لتجديد شباب الإسلام, ويحكم بين الناس بما أنزل الله. فقال: وهل عمل صاحب الجلالة ابن السعود يجدي في سائر المسلمين الذين يبلغون أربعمائة مليون؟ أحسب أن نفعه لا يتجاوز جزيرة العرب إلى بقية المسلمين الذين هم من أجناس مختلفة, وأقطار متنائية.

قلت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- " ألا وان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب" وبلاد الحجاز بما فيها من الأماكن المقدسة هي قلب بلاد الإسلام فإذا صلح هذا القلب, صلحت بلاد الإسلام كلها, وليس يستقيم للمسلمين أمر, ولا تصلح لهم حال إلا إذا صلحت قلوبهم, وخلص إيمانهم حتى لا تبقى فيه شائبة من شوائب الجاهلية الأولى.

إذا ما صفت للمسلمين عقائد

صفا كل فعل منهم وتجودا

وان خبثت بالمحدثات قلوبهم

فقد ضل سعي المسلمين وما اهتدى

ولا يمكن بحال أن تنتظر من المسلمين عملاً صالحا، ولا خلقاً براً شريفا، ما لم يدخل الإيمان في قلوبهم حقا، وما لم يتقو هذا الإيمان فيهم، حتى تطفح به أنفسهم هدى ونورا. وهنالك ينصرون الله وهنالك ينصرهم الله. (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).

فقال صاحبي الاسباني: هذه أمور مهمة, وحقائق عن الإسلام ما كنت أعلمها من قبل, ولقد جعلتني- بحديثك هذا- أعتقد أن فجر الإسلام لا محالة سيطلع من جديد, وسيملأ الأرض هدى ونورا, ما من ذلك بد, وليس فيه من شك. وسيكون ذلك قريباً أو بعيداً على قدر نشاط المسلمين في تزكية أنفسهم وتطهيرها, وإصلاح ذات بينهم, وعلى حسب ما يكون لهم من الدعاية والتبشير, وكل عمل صالح تقوم به حكومة إسلامية بعد تبشيراً عملياً بدين الإسلام وشريعته. ومن الأسف أن الصحافة الغربية وشركات الأخبار البرقية لم تتناول أعمال ابن السعود وغيره من حكام المسلمين وجماعاتهم بما تستحق من النشر والإذاعة, بل كثيراً ما تنشر عنهم أخبار السوء الزائفة. وذلك لأنها صحافة وشركات مادية قبل كل شيء, لا تعرف العمل لوجه الله؟

وكانت إحدى المجلات الأمير كانية نشرت فصلا بقلم بعض الرهبان المضللين يدعو فيه الحكومات الأوروبوية أن تتألب على جلالة بن السعود صاحب المملكة العربية السعودية وتضرب على يده ولا تدعه يعمل بأحكام القرآن الكريم بدعوى أن شريعة الإسلام هي قاسية فظيعة تصلح للمنهج المتوحشين ولا تلائم الحضارة الحاضرة ثم قالت: إن شريعة (السن بالسن والعين بالعين ... ) و (قطع يد السارق) هي شريعة الإنسان الأول وهي تعني بذلك شريعة الإسلام. وقد نقلت صحف في الغرب والشرق- وفي الشرق العربي أيضا- هذا الطعن على الإسلام من غير تعليق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير