وأصل القصة أنهما تنازعا في أيهما أكثر فائدة: علم الفقه أم علم النحو؟ فبحكم أن الفراء يعني كأنه قال: إن علم النحو يعني قل من أمعن النظر فيه ودقق فيه إلا وسهل عليه باقي العلوم. فسأله محمد بن الحسن وقال له: وما تقول في رجل سهى في سجود السهو؟ فقال الفراء: أرى أن لا شيء عليه، قال لماذا؟ قال لأن عندنا معاشر النحاة أن المصغر لا يصغر، فإذا الإنسان سهى في سجود السهو فإن سجود السهو هو صلاة صغرى بالنسبة للصلاة المعروفة فلا يلزمه سجود آخر؛ لأن المصغر لا يصغر.
ما ذكره المؤلف -رحمه الله- من أقسام الكلام فقال: أقل ما يتركب منه الكلام اسمان نحو زيد قائم أو اسم وفعل نحو قام زيد أو فعل وحرف نحو ما قام، وهذه مسألة خلافية مسألة فعل وحرف ما قام هل تعتبر كلمة أو تعتبر كلاما يعني كلاما مفيدا؟ وهي مسألة اصطلاحية. أو مثلا يعني حرف واسم مثل يعني يا زيد أو يا الله، هذه يعني على أساس أن يا اللي هو حرف النداء قائم مقام أدعو وأنادي، فكأنه قال: أنادي زيدا فتكون في هذه الحال إذا قلنا بأنها أنادي زيدا تكون من قبيل أنها فعل واسم مثل قام زيد.
والكلام عرفه علماء اللغة هو ما تضمن كلمتين بالإسناد، وقالوا ما تضمن ولم يقولوا ما تألف لماذا؟ نعم الشيخ؟
- ...
ليشمل المضمر يعني كاستقم مثلا مما فاعله غير مسبوق به فقالوا: ما تضمن ولم يقولوا ما تألف، أما تعريف الكلمة فقالوا: هي لفظ استعمل في معنى المفرد مثل: زيد، عمرو، خالد، أسد، فرس، جمل، هكذا هذه هي الكلمة ولماذا قالوا: استعمل ولم يقولوا وضع؟ قالوا: حتى يشمل ما كان بأصل الوضع وما كان بالاستعمال كحقيقة العرفية وغيرها فإن الحقيقة العرفية لم توضع لكنها بالاستعمال فقالوا يعني إن الكلمة لفظ استعمل حتى يشمل ما كان بالوضع بأصل اللغة وما كان بالاستعمال كالحقائق العرفية. نعم يا شيخ.
الأمر والنهي والخبر والإنشاء
والكلام ينقسم إلى أمر ونهي نحو: قم ولا تقعد وخبر نحو جاء زيد واستخبار وهو الاستفهام نحو هل قام زيد؟ فيقال نعم أو لا وينقسم أيضا إلى تمنٍ.
هذا نوع من التقسيم أنه ينقسم إلى أمر ونهي أمر نحو قم ونهي نحو لا تقعد وخبر نحو جاء زيد أو السماء تمطر أو الجو حار مثلا أو الجو بارد مثلا، واستخبار اللي هو هل جاء زيد، هل قرأت اليوم، هل فعلت كذا اللي هو طلب يعني ويجاب، استفهام يجاب عنه بنعم أو بلا، وبعضهم يقسمه تقسيم آخر يقول: ينقسم إلى خبر وإنشاء، فالخبر ما كان له حقيقة في الخارج موجودا كزيد مثلا موجود أو حاضر مثلا أو قائم أو جالس، هذا له حقيقة في الخارج، والإنشاء الذي ليس له حقيقة في الخارج اللي هو الاستفهام والسؤال والطلب. نعم يا شيخ.
الفرق بين التمني والترجي
وينقسم أيضا إلى تمن نحو ليت الشباب يعود، وعرض نحو ألا تنزل عندنا، وقسم نحو والله لأفعلن كذا.
ما الفرق بين التمني والترجي؟ التمني ليت الشباب يعود، الترجي مثلا تقول مثلا: ليت فلان يقدم علينا مثلا أو فلان مثلا ... نعم يا شيخ؟
- ...
الشيخ يقول: التمني لا يمكن حصوله والترجي يمكن حصوله، إذا قلت ليت فلان مثلا يأتي إلينا. هذا تمني المقصود تمني لكن يمكن حصوله، فلعل الفرق ما ذكره الأخ صحيح بس يحتاج إلى قيد، وأنا أقول الفرق بينهما أن التمني يكون في الممكن والمستحيل، والترجي لا يكون إلا في الممكن ولهذا قال المؤلف: ليت الشباب يعود، هذا من الممكن ولا من المستحيل؟ من المستحيل فهو تمنٍ نعم.
وعرض بإسكان الراء وعرض نحو ألا تنزل عندنا والعرض ما الفرق بين العرض والتحضيض أو الحض؟ ما الفرق بينهما؟ يعني بينهما التشابه نعم الشيخ الحث برفق بألا ألا تزورنا مثلا، ألا تجلس عندنا، والحض هو الحث بشدة وقوة مثلا، هلا فعلت كذا مثلا وهو المصدَّر بهلَّا، نعم يا شيخ.
الحقيقة والمجاز
ومن وجه آخر ينقسم إلى حقيقة ومجاز، فالحقيقة ما بقي في الاستعمال على موضوعه، وقيل ما استعمل فيما اصطلح عليه من المخاطبة.
¥