القول الأول: إن اللغات توقيفية بمعنى أنها نزلت مع آدم عليه السلام، توقيفية والقول الآخر إنها اصطلاحية ليست توقيفية وأن الناس تعارفوا عليها، تعارفوا على أن يسمون الجبل جبلا والأسد أسدا مثلا، والشمس شمسا والقمر قمرا هكذا يعني اصطلحوا على هذا ومنهم من يقول لا، يتوسط في الأمر فيقول: إن أصول الأشياء أنها توقيفية الأصول، وإن باقي الأشياء الجزيئات الدقيقة هذه اصطلاحية، وإن الأشياء الأصول والأساسيات هذه توقيفية نزلت مع آدم عليه السلام. وفيما يروى عن ابن عباس رضى الله عنه على قوله تعالى: (وعلم ادم الاسماء كلها)؛ قال علمه حتى القصعة والقصيعة.
بقي معنا الإشارة إلى أمر يذكره أهل الأصول عادة وهو يعني أخذوه من علم اللغة هل هناك ارتباط يعني بين الاسم والمسمى أو ليس هناك ارتباط؟ يعني هل هناك ارتباط بين الاسم وبين المعنى أو ليس هناك ارتباط؟ معنى مثلا الحجر، هل هناك ارتباط بين الاسم وبين كونه صلبا؟ وكلمة مثلا شمس بين الاسم وبين كون هذا الكوكب أو الجرم المضيء مثلا، هل هناك ارتباط؟ كثير من أهل العلم يقولون: ليس هناك ارتباط بين الاسم والمسمى ويحتجون لهذا بوجود الأضاد في اللغة وهي تسمية الشيء بضده.
كثير من أهل العلم يقولون: ليس هناك ارتباط بين الاسم والمُسَمَّى، ويحتجون لهذا بوجود الأضداد في اللغة، وهي تسمية الشيء بضده، كالقُرء؛ فإن القُرء في اللغة يطلق إطلاقين كلاهما حقيقة، كلاهما حقيقة من باب الاشتراك اللفظي، يطلق على الطهر ويطلق على الحيض، والحيض مضاد للطهر، فلا يمكن أن يكون بينهما مناسبة؛ لأن هذا ضد هذا، أو هذا نقيض هذا، الحيض نقيض الطهر، فليس بينهما مناسبة، فهذا -يعني- دليل من يقول إنه ليس هناك ارتباط.
وكان بعض أهل اللغة، شخص اسمه عباد بن سليمان، كان -يعني- يدافع أو يرى أن هناك بينهما علاقة لا بد، فيقال أنه كان -وهو لا يحسن الفارسية- فسئل عن كلمة بالفارسية هي الإدراد، فقيل له: ما الإدراد إذا كنت تستطيع إنك ترى بينهما مناسبة؟ والإدراد في الفارسية هو الحجر فقال: أرى شيئا فيه صلابة وقسوة وأظنه الحجر، يعني هذا ما ذكره أهل اللغة في ذلك، ولكن الصواب أنه ليس بينهما علاقة.
نعم يا شيخ .. من الأول يا شيخ .. ومن وجه آخر ..
تعريف الحقيقة
ومن وجه آخر ينقسم إلى حقيقة ومجاز، فالحقيقة ما بقي في الاستعمال على موضوعه، نعم، وقيل ما استعمل فيما اصطلح عليه من المخاطبة، وإن لم يبق على موضوعه، كالصلاة في الهيئة المخصوصة.
يعني ذكر تعريفين للحقيقة، فقال: الحقيقة هي ما بقي في الاستعمال على موضوعه، والتعريف الثاني ما استُعمل فيما اصطُلح عليه من المخاطبة، طبعا بينهما فرق في التعريفين:
التعريف الأول دل على أنه في أصل الوضع اللغوي أنه باق، والثاني يتناول حتى لو لم يكن في أصل اللغة إنما استعمل استعمالا، بينهما فرق، وبعضهم يعرف الحقيقة يقول: هي اللفظ المستعمل فيما وُضع له في اللغة، هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في اللغة.
وإذا أطلقت كلمة الحقيقة انصرفت للحقيقة اللغوية، أو يقال الحقيقة الوضعية، أو الحقيقة اللغوية، أو الحقيقة، كلها بمعنى واحد، كلها من باب الترادف، نعم من أول يا شيخ، فالحقيقة ..
فالحقيقة ما بقي في الاستعمال على موضوعه، وقيل ما استعمل فيما اصطلح عليه من المخاطبة، وإن لم يبق على موضوعه، كالصلاة في الهيئة المخصوصة، فإنه لم يبق على موضوعه اللغوي وهو الدعاء بالخير، أو وهو الدعاء بخير، والدابة لذات الأربع كالحمار، فإنه لم يبق على موضوعه، وهو كل ما يدب على الأرض.
يعني على التعريف الأول ليس هذا من باب الحقيقة اللغوية، وعلى التعريف الثاني؛ لأنه استعمل في المخاطبة هو من باب الحقيقة اللغوية، فعلى التعريف الأول يقول: الحقيقة فقط هي مثل كلمة الشمس، القمر، الفرس، أو الجدار، أو كل ما كان باقيا على أصل اللغة لم ينقل، فهو حقيقة لغوية، وعلى التعريف الثاني إذا استعمل استعمالا واشتهر ونُقِل واستعمل، وفي هذا الحال يكون أيضا حقيقة لغوية.
ثم ذكر الصلاة، قال: وهي الدعاء بخير، يعني: هل الصلاة في اللغة هي الدعاء مطلقا، وللا الدعاء بخير؟ قولان لأهل اللغة؛ منهم من يقول: إن الصلاة في أصل في اللغة هي الدعاء بالخير، وبعضهم يقول: لا، هي الدعاء مطلقا. نعم يا شيخ ..
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[27 - 06 - 09, 07:00 م]ـ
¥