و إنه قليل من كثير مما يسمح المقام بذكره عن سيدى أبى فراج السيد أحمد البدوى على أن فيه الكفاية و تمام الإفادة و لا ريب فإن كاتب الكتاب عالم من أتباع السيد أحمد البدوى - وكم ربى السيد البدوى من علماء - فى حياته و بعد انتقاله.فممّا قاله عنه سيدى عبد الوهاب الشعرانى فى طبقاته " أن السيد البدوى يربى مريده و هو فى البرزخ " و هو ما أؤمن به و أشهد بصدقه.
فقد كان لى مع السيد سابقة تربية و رعاية و لله الحمد و المنة. نفعنا الله به و أمدنا بمدده. آمين
نواصل المدد
والله لا أجد التعليق المناسب على ما قاله والله كنت أسمع أن الولى يشفع ويقضى الحاجات كما زعموا أما أن يربى ويرعى ويعلم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ويواصل صاحب الكتاب الذى أخشى أن يكون مات على هذا الله المستعان
حاله بطنطا
جاء إلى طنطا بحال عادية متزيياً بأزياء الأمة العربية ونزل على بعض أهلها و لازم الإقامة فوق
السطح بها منصرفاً إلى ربه والاتصال بقربه شاخصاً ببصره إلى السماء سابحاً بروحه فى العالم الأعلى متخلياً عن هذا الكون و ما فيه.
وله كراماتٌ أضاءت بهجة=منها يَكِلُّ الفكر فى كلماته
أنَّى تحيط بها مقالة مادح=لو صاغ زهر الأفق فى أبياته
و هو الذى صام النهار عبادة=كمثال ما أحيى الدجى بصلاته
و له مع الرحمن حال صادق=حسبت به الأيام فى حالاته
لم يلبث أن نم عليه حاله كما ينم النور على البدور أو شذا النشر على جيد العطر فهرع إليه الناس من كل جانب وذهب ذكره فى المشارق والمغارب زكثر أتباعه ومريدوه و هدى الله كثيراً من عباده الحضرة الربانية والمقامات القدسية.
وقد رفع الإله له مقاماً=به خفض الزمان له جِناحا
أطل ما شئت فيه ثنا وقولا=ًولا تخش الملامَ فلا جُناحا
آثاره فى الأمة
قام عليه الرضوان بالتربية الروحية وتطهير النفوس من شوائب نقصها المزرية ورفعها من حضيض
الحيوانية إلى أوج الصفات الملكية وأوصل الكثيرين إلى الكمال الإنسانى إلى حضرة الإله العلى.
من بحره أهل الصفا شربوا وكـ ـلُّ الأولياء بفضله تتزود
قطب الوجود أبو الوفود ومن له تلك الكرامات التى لا تجحد
كان يأتيه الرجل البسيط القروى فلا ينقلب إلى أهله إلا وقد امتلأ بالحب الربانى والكمال النفسانى
والسمو العلوى كما كان جده سيد الأنام عليه الصلاة والسلام حيث كان العربى الأمى يجلس بين يدى النبى فلا ينصرف من مجلسه فلا وهو من أفقه و أحسن الناس معرفة وحالاً و أشدهم بالملأ الأعلى اتصالاً وإن قلما سمعه أو تلقاه فى مجلسه هذا من رسول الله
وعلى هذا كان السيد البدوى فلا يعلم أحد إلا الله قدر من انتفعوا على يديه من هذه الوجهة
مباشرة أم بالواسطة.
لهذا صار للأقطاب قطب=اسموا بشذا محامده افتتاحا
فلو أن السها سامته قدر=الخلنا جِدَّ غايته مزاحا
بل هى التربية الشركية وتطهير النفوس من توحيد الله
وهذه الآثار واضحة من شركيات ملاْت أرض مصر دعاء غير الله، وذبح لغير الله وطلب الرزق من غير الله ونذر لغير الله.
فلا يعلم أحد إلا الله قدر من انتفعوا على يديه من هذه الوجهة
مباشرة أم بالواسطة!!!
لماذا لم ينشروا من أخذ من علم بدويكم علمه وألفوا كتب عن علمه أم هى أسرار لا ينبغى للعوام معرفتها!!!!!!!!
ويتابع تلميذ البدوى قائلاً: كان جم العلم غزير المادة عالى الكعب واسع الاطلاع بحراً لا قرار له اعترض عليه عدد من العلماء فأدهشهم بكشفه و اطلاعه واختبره جماعة من الأجلاء فأذهلهم بعلمه وقوة إقناعه. تحداه ابن دقيق العيد الشهير فذل بين يدى السيد وخضع وذهب لامتحانه الشيخ عبد العزيز الدرينى الكبير والعلامة الجليل القدير فبفضله اقتنع و إلى التسليم و الانقياد أسرع وفى رحاب السيد قبع وقال مفتخراً بهذا فأبدع:
يقولون يا عبد العزيز بن أحمد=بمن فى طريق القوم ما عشت تقتدى
فقلت بأستاذى و شيخ مشايخى=وشيخ طريقى و الحقيقة أحمدِ
طبعاً قصته مع ابن دقيق العيد –رحمه الله- لم يذكرها أحد إلا الشعرانى فى خرافاته (طبقاته) ولم يذكرها صاحب القصة ابن دقيق العيد فى كتبه ربما حقداً و كرها للبدوى لأنه أذله وجعله يعرف مقامه أمامه.
¥