تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كنز الرغائب في منتخبات الجوائب: هو كتاب ينطوي على فصول منتخبة من مجموعة جريدة الجوائب الشهيرة التي أنشأها في الآستانة وصرف زهاء ربع قرن في تحريرها. وقد جمع هذا الكتاب نجله سليم فارس في سبعة مجلدات، 1871 – 1880.

مخطوطاته:

وهناك كتب أرى مخطوطة لم يتسع له الوقت لطبعها منها: ((المرآة في عكس التوراة)) وهو سفر ضخم يقع في نحو 700 صفحة أفرغه في قالب بديع لم ينسج أحد على منواله. وقد شرع في إنشائه على أثر ترجمته للتوراة في لندن على ما ذكرناه وأتمه في آخر مرحلة من حياته. وكان قد أوعز إلى نجله ألا يطبعه إلا بعد وفاته. وله: ((النفائس في إنشاء أحمد فارس)) و ((الروض الناضر في أبيات ونوادر)) و ((والتقنيع في علم البديع)) وله ديوان شعر يحوي 22ألف بيت من الشعر النفيس وقد صححه سنة 1882. وهذا علاوة على نبذة مخطوطة شائقة في الرد على مطران الروم في مالطة (4) وفصول ورسائل شتى في الأدب منها ما هو محفوظ إلى اليوم عند بعض أقاربه وهي مكتوبة بخط جميل يستوقف الأبصار.وكلل جهاده الطويل في خدمة اللغة بكتاب مطول عنوانه (منتهى العجب في خصائص لغة العرب))

وقد قضى في تأليفه أعواماً فجاء سفراً نفيساً طويلاً بلغ عدة مجلدات بحث فيه خصائص الحروف الهجائية عند العرب ونسج في وضعه وأسلوبه على منوال لم يسبقه إليه أحد من أئمة اللغة. ولكن هذا الكتاب احترق مع ما احترق من مخطوطاته. هذه وسواها من الأوراق و المؤلفات التي لم يتصل بنا نبأها على نحو ما ذكرنا فيما تقدم.

على أن فضله على اللغة لم يقف عند هذا الحد بل جاوزه إلى خدمتها من ناحية أخرى لها شأنها وأهميتها في عالم الأدب وهي انصرافه إلى طبع المخطوطات العربية النادرة في مطبعة الجوائب وإذاعتها في العالم العربي. وهي مأثرة له تذكر بالشكر والإطراء مع ما يذكر له من الأعمال المجيدة والمآثر الغراء.

أولاده: وقد لف فارس ثلثة أولاد: سليم ولد سنة 1826 في القاهرة وتوفي سنة 1906 في لندره. وفايز ولد سنة 1828 في القاهرة وتوفي سنة 1856. وأسعد ولد سنة 1850 وتوفي سنة 1851 في ضواحي لندره وقد رثاه والده بقصيدة عصماء مؤلفة من 72 بيتاً قال في مطلعها:

سليم فارس الشدياق: أما سليم فهو بكر أولاده وساعده الأيمن. عاونه عدة سنين في تحرير الجوائب ثم استقل بتحريرها تحت إشرافه إلى أن قضت الظروف السياسية بتعطيلها سنة 1884.

وسليم كان قطباً من أقطاب السياسة العثمانية ومستودع أسرار المابين، وأحد رجال تركيا الفتاة، ومن واضعي القانون الأساسي الذي اقترحه مدحت باشا الملقب بأبي الأحرار في عهد السلطان عبد الحميد، ومن أكبر أنصار السلطان مراد وأعوان صاحبي السمو إسماعيل باشا ونجله توفيق باشا الخديويين الأسبقين. عالم كبير وكاتب متفنن مجيد وله من الجوائب جولات سياسية و اجتماعية كان لها صدى عظيم في عالم الأدب وأندية السياسة في الشرق والغرب وخاض غمار السياسة في شؤون الممالك الهامة فأحرز مكانة سامية يحسد عليها.

وقد ظفر بثقة السلطان عبد الحميد فاختصه بالتبة الأولى المتمايزة، وجال في عواصم أوربا واتصل بأقطابها وحكامها، وورث عن أبيه كنوزه وثروته العظيمة مادية كانت أو أدبية فكانت له عوناً على الاحتفاظ بمقامه ومكانته الأدبية العالية.

ولم يعقب سليم ولداً ذكراً ومات عن بنت وحيدة تسمى روز، فآلت إليها ثروته الطائلة وهي مسلمة ولدت من أم جركسية اقترن بها والدها في الأستانة.

وقد امتازت روز بظرفها وجمالها وتلقت العلوم في كلية روبرت الشهيرة. وفي سنة 1896 سافرت إلى لندره في صحبة خالتها صفية هانم زوجة والدها الأولى وهي بريطانية الأصل اعتنقت الإسلام وتزوجها سليم. وفي لندره عرفت روز (أو كل هانم أي وردة أو روز كما كانت تسمى قبل الزواج) الجنرال ليج، وهو يومئذ ضابط برتبة يوزباشي في الجيش البريطاني، فتزوجته بعد أن أسلم من أجلها، وسمى نوري أفندي، وتولى عقد زواجهما الشيخ عبد الله كويليام الرئيس الديني لمسلمي ليفربول. وبذلك انتقلت ثروتها إلى زوجها وكان لا يملك شيئاً، وولدت له عدة أولاد ذكور أسمت أحدهم باسم والدها سليم، وفي أثناء الحرب العظمى ارتقى زوجها إلى رتبة جنرال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير