تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولخلاف وقع بينهما يرجع إلى عدم سماحها له بالتصرف في الثروة التي ورثتها عن والدها طلقها بحجة أنها تأبى أن تتقيد بتقاليد الزوجية التي تخول الرجل الحق في السيطرة على مال زوجته طبقاً للقانون الإنجليزي. وهي اليوم [1934] في لندره ولا تزال محتفظة بالذخائر الأدبية النفيسة المتروكة عن جدها فارس وتأبى التخلي عنها لذويها من آل الشدياق مع ما أبدوا لها من الرغبة في احتيازها لطبعها وإذاعة ما احتوته من الدرر الغوالي، وهذا ما يبعث على الآسف. ولعل عذرها يعود إلى شدة حرصها على هذه المخلفات التاريخية وخوفها أن تعبث بها يد الضياع، ولا سيما أنها مخطوطة بيد جدها نفسه. ولكن هذا العذر قد انتحلته فيما مضى لا يبرر هذا الإصرار من جانبها على الاحتفاظ بهذه المخلفات، ولا سيما متى أيقنت أنها لن تلبث أن تبرز إلى عالم المطبوعات بحلة قشبية ادعى إلى تمجيد اسم المؤلف وإضافة ركن جديد إلى صرح مجده الباذخ وعظمته الخالدة.

هوامش مرجعية:

1 - جاء في الصفحة 364 من كتاب سفر الأخبار للمطران يوسف الدبس ما نصه: ((وخلف قسطنطين اللحياني ابنه يوستنيانوس الثاني الملقب بالأخرم لجذع أنفه وكان شريراً خبيثاً جائراً. واتبع بدعة القائلين بالمشيئة الواحدة. . .وفي السنة الأولى من ملكه أرسل إليه عبد الملك ابن مروان وفداً لتجديد الصلح الذي كان عقد في أيام أبيه، بشرط أن يصدّ عساكر المردة الذين في جبل لبنان ويمنع هجومهم وعبد الملك يدفع إليه كل يوم ألف ذهب وألف جواد وألف مملوك فأجابه يوستنيانوس إلى ذلك وعقد الصلح معه. وأخذ الملك من المردة 12 ألفاً لكنه أضعف بذلك قوة مملكته ... ذلك أن يوستنيانوس أرسل عسكراً بحجة قتال العرب، وأرسل مع قائده رسائل وهدايا إلى أمير الموارنة (الأمير يوحنا) وأمره بأن يمكر به ويقتله فأتى قائد الجيش إلى يوحنا أمير الموارنة الذي كان يسكن حينئذ في قب الياس. فقبله يوحنا بمزيد التكريم وبينما كان القائد يحدثه بشأن غزوة العرب أشار إلى جنوده فوثبوا على الأمير يوحنا فقتلوه مع كثير من أعوانه وجنوده)) وجاء في الصفحة 373 ما نصه: ((وبعد مدة شرع قائد جيش الملك يعتذر للموارنة عن هذا الصنيع ويظهر لهم أن الملك يحتاج إلى إنجادهم له في القسطنطينية، وأن من مضى لنجدته نال خير الجزاء. فاقتنع كثيرون من الموارنة فتوجهوا وعلى رأسهم الأمير سمعان ابن أخت الأمير يوحنا المقتول، وكانوا نحو 12 ألفاً، فأخذوا أولاً إلى أرمينيا ثم إلى تراقية واستمر خلفاؤهم في مقاطعة بمفيليه أجيالاً حيث كان ملك الروم يعين لهم والياً منهم يقيم في أضاليا ويسمى قبطاناً)).

2 - من أكبر بواعث على هجرة فارس أن بني الشدياق كانوا في جملة الذين تآمروا على الأمير بشير الكبير، وأحبط الأمير مساعيهم في حادثة المختارة الشهيرة، وخاف هؤلاء انتقامه، وفارس يومئذ شاب تطمح نفسه إلى المجازفة و الجهاد في مطارح الغربة فوافقوه على الرحيل إنقاذاً له من شر الأمير.

3 - أقدم أحد أنجال يوسف بك الشدياق بن غالب شقيق فارس على إصدار الجوائب في بيروت بعد الحرب العالمية العظمى ولكنها لم تلبث أن احتجبت ثانية إلى اليوم.

4 - عرب فارس للإنكليز كتاباً يشتمل على صلواتهم وعقائدهم وطبع في مالطة. وذهب المطران أثناسيوس التوتنجي إلى بلاد الإنكليز فسئل عن تعريب ذلك الكتاب وغيره مما عربه لهم فارس فقال: إن عبارته إسلامية لا تناسب أهل الكنيسة. ففوضوا إليه النظر في كتاب الصلوات هذا وتصحيحه فجعل يبدل الفصيح منه بالركيك القبيح و الكلام العربي بالأعجمي، وحرّف وصحف وزاد وأجحف وأوهم القوم أنه قد صححه، أي تصحيح. وقد رد عليه فارس في نبذة أسماها ((الدر اللجي في غلط المطران أثناسيوس التوتنجي)) وذلك في سنة [1260هـ /1844 م] وصدره بقصيدة جاء فيها:

أكل طويل اللحية اليوم عالم*وكل مشير بالبنان مناظر

وكل امرئ يبري اليراعة كاتب*وكل فتى يحوي الدفاتر شاعر

أفي كل دهر يهضم الحق هاضم*وفي كل عصر يكفر الفضل كافر

وفي كل وقت يخذل العلم خاذل*وفي كل جيل ينصر الجهل ناصر

ألم يخل يوم عن حسود ومفتر*يطاول أرباب العلى وهو قاصر

يظن المعالي أنها طول جبة*وتوسيع أكمام وعلج يعاقر

ويحسب أن الفضل ما شهدت به*له عجم لم تدر ما هو هاذر

-

-

-

-

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير