تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:08 م]ـ

حرب تحرير الجزائر جهاد إسلامي لا ثورة إشتراكيةالسبت, 23 أكتوبر 2010 10:38

آخر تحديث: السبت, 30 أكتوبر 2010 20:45

الكاتب محمد حاج عيسى الجزائري

حرب تحرير الجزائر جهاد إسلامي لا ثورة إشتراكية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين والعاقبة للمتقين أما بعد: فإن من القضايا الجديرة بالاهتمام في تاريخ بلادنا البعد الإيماني لحربها التحريرية، والخلفية العقدية لنضالها ضد المستعمر الصليبي، وآثار التأييد الرباني للمجاهدين في أرض القتال، وهذا أمر قد تجلى في شهادات أكثر المجاهدين الصادقين وفي كتابات المؤرخين المنصفين، وإن لم يرض به بعض من أراد تحريف ذلك النضال والقتال عن مقاصده التي رمى إليها صانعوه الأولون.

الجهاد حقيقة يقررها المجاهدون المؤمنون والمؤرخون المأمونون

إن حرب التحرير كانت جهادا إسلاميا وحربا عقائدية هذه حقيقة يقررها المجاهدون المؤمنون والمؤرخون المأمونون، فمن شهادات المجاهدين الميدانيين قول أحد أبناء الأوراس الأشم:"إن الفرق بين الثورة الجزائرية وغيرها من ثورات العالم المعاصر أنها ثورة شعب مؤمن له مقوماته الدينية التي تميزه عن غيره من شعوب العالم الأخرى، إنها ثورة دينية روحية استهدفت أغراضا تخدم الدين والوطن في الحياة الدنيا،

ورميت إلى تحقيق أهداف نبيلة في الحياة الأخرى هي نيل الشهادة التي تطهر أصحابها من الذنوب والمعاصي ولقاء الله طمعا في رحمته. أما ثورات العالم المعاصر فهي تنظيمات ترمي على تحقيق أهداف دنيوية بحتة تخلو من البعد الروحي الديني، وتفتقر إلى الخيط الذهني الذي يربطها بالله ربطا يراعي المصلحة العامة في الدنيا تماما كما يراعي متطلبات الحياة الآخرة. لقد كان مما نجحت الثورة الجزائرية منذ البدء في تكوينه أنها أوجدت مجتمعا ربانيا عابدا همه إعلاء كلمة الله بالصدق في العقيدة والعبادة والعدالة في المعاملات بين أفراده المجاهدين، من هنا كانت الفيوضات الإلهية التي يختص الله بها من يشاء من عبادة المؤمنين" ([1]).

ومن الشهادات أيضا قول أحد أبناء جرجرة الشامخة"إن المجاهدين الجزائريين وخاصة منهم الأوائل قد فلسفوا الثورة وفهموها فهما عميقا صحيحا، فهموها تلبية لأصوات القرون الأربعة عشر من التاريخ المشرق بأضواء الجهاد والفتوحات المحررة، فهموها بذلا للروح في ميدان الشرف قربانا لله عز وجل، فهموها موتا من أجل حياة وفناء من أجل بقاء وشقاء من أجل سعادة وثباتا من أجل تمكين، فهم في حمى هذه الروح وهذه العقيدة وهذه القوة يهاجمون الجيوش الجرارة ولا يخشون ويقتحمون الخطر الداهم ولا يبالون ويسقطون في ميدان الشرف وهم يبتسمون" ([2]).

وبعد شهادة المجاهدين نذكر من كلام المؤرخين شهادة الدكتور يحيى بوعزيز رحمه الله وهو يصف خصائص ثورة نوفمبر:"وهي قبل هذا وبعده ثورة الجهاد والإسلام، اعتمد فيها المخططون والمقاتلون الحافز الديني الإسلامي لحفز الناس وحشدهم على الجهاد والمقاومة والاستبسال، ولتوحيد كلمتهم ضد عدو واحد شرس وطاغ متجبر ومذل لهم ولعقيدتهم الدينية الإسلامية، وبالتأكيد لو الدين الإسلامي ما كان للجزائريين أن يصنعوا تلك المعجزات، لقد كانت كلمة الله أكبر بمثابة السحر والإلهام للمقاومين الذين سموا بالمجاهدين لنفس الغرض، وبواسطتها يقتحمون المعارك الكبرى، ويستقبلون الشهادة بابتسام، ويضحون بمصيرهم ومصير عائلاتهم وأملاكهم عن رضا وطواعية، لقد كان الدفاع عن الإسلام هو الهدف الأول للمجاهدين قبل فكرة الدفاع عن الوطن والحرية، ولو أنها جزء منه على أي حال" ([3]).

ويقول أيضا:"ولقد عشت كغيري من أبناء جيلي هذه الثورة كشاهد عيان، وعايشت أحداثها عن قرب داخل الجزائر وخارجها، وحظيت باللقاء والجلوس والتحادث والتحاور مع عدد كبير من قادتها العسكريين والسياسيين، وتجولت في الجزائر كلها من مغنية غربا على القالة شرقا، ومن البحر شمالا إلى تامغست جنوبا، وحاورت المئات من المجاهدين الذين حملوا السلاح وعاشوا في الجبال وكتبت لهم الحياة لما بعد 1962م، وأجريت شبه استفتاء معهم، وكان السؤال التقليدي الذي أطرحه على كل واحد منهم هو لماذا حملت البندقية وصعدت إلى الجبل؟ فكان جواب الجميع:"من أجل الجهاد في سبيل الله والدفاع عن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير