تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

”كان كيسنال Quesnel أول من أظهر هذا الرأي و قد تمّ تلقيه بقبول حسن. لكن على كل حال الحقائق الثلاثة التالية, و إن كانت مثيرة للاستغراب, اعتُرِف بها عالميا: الحقيقة الأولى أن القديس أتانسيو ليس هو صاحب المذهب الذي يُرتّل باستمرار في الكنائس إلى اليوم. الحقيقة الثانية, لم يُعلم وجوده إلا بعد 100 سنة على موته, و الحقيقة الثالثة أنه أٌُلِّف في الأصل باللغة اللاتينية و بالتالي في الأقاليم الغربية" (9)

خينانديو Gennandio بطريرك القسطنطينية فاجأه هذا التركيب العجيب مما دفعه للقول بأن صاحب هذا العمل لا يمكن أن يكون إلا أبلها.

عدم وجود أي نص في الإنجيل يقر التثليث أو يوحي به

من المهم ذكر أن أيا من كتب العهد الجديد لم تذكر عقيدة التثليث. حتى الجملة الواردة في إنجيل يوحنا ( VI ; 7 ( و التي تِؤكد وحدة الثلاثة, قد تبيّن منذ فترة أنها غير صحيحة وأنها من بدع الكاثوليك الرومان بشمال إفريقيا. هذا التحريف أخرجه للعلن السير إسحاق نيوتن, الذي عثر على مخطوطات قديمة لم يتم تحريفها:

" من بين كل المخطوطات الموجودة اليوم, و التي يزيد عددها عن الثمانين, والتي يعود بعضها لأكثر من 1200 سنة بين نسخ أرتودكسية تابعة للفاتيكان و مطبوعات روبرتو إستبان, جميعها اختفت عن الأنظار, أما مخطوطي دوبلن و برلين فلا يتوفران على قيمة كافية ليشكلا الاستثناء… في القرنين 11 و 12 تمّ تصحيح الأناجيل بواسطة لانفرانك Lanfranc, أسقف كانتربري Canterbury و الكاردينال نيكولاس المسئول عن المكتبة في الكنيسة الرومانية « Secundum ortodoxan fidem ». و رغم هذه التصحيحات لازالت هناك فراغات في 25 مخطوطة لاتينية, هي الأقدم و الأصلية, و هما ميزتان نادرا ما يجتمعان. لقد ورد نص الشهود الثلاثة (10) في وصايانا اليونانية بسبب حذر إيراسمو, عدم التسامح الواضح للناشرين الكمبولتنسيين –التابعين لقلعة هنارث قرب مدريد-, الغش المطبعي أو خطأ روبرتو إستبان بإدخال بدعة و التحريف المتعمد أو التفسير الباطل لتيودور بيثا. (11)

تبني عقيدة التجسد

أما الامتداد الطبيعي و النتيجة الحتمية لعقيدة التثليث فكانت هي عقيدة التجسد التي شكلت باكورة النزاع في مجامع إفسس (تركيا 431 م) و كلدونيا (451م) أي بعد أن أقر مجمع نيقية (325م) أن ”المسيح هو الرب”:

"لقد ارتجف الكاثوليكيون لما وجدوا أنفسهم على شفا جرف هار لا مجال فيه للتراجع, حيث الثبات فيه خطِر و السقوط منه فظيع. لقد ترددوا في إعلان أن الرب نفسه, الذي هو الفرد الثاني في تثليث منصف و ذو جوهر واحد, قد تجسد في لحم و دم, أن كائناً ملأ الكون قد حوصر في رحم مريم, أن دوامه الأزلي قد عُدّ بالأيام, الشهور و السنوات البشرية, أن الذي على كل شيء قدير قد ضُرب بالسوط و صُلب, أن جوهره الثابت قد شعر بالألم و المعاناة, أن علمه شَابَهُ الجهل و أن مصدر الحياة و الخلود قد هلك في جبل الجلجثة. هذه الاستنتاجات المريعة أثبتها بصراحة جريئة أبولينو أحد وجهاء الكنيسة وأسقف لاوديسيا (تركيا)." (12).

تبني عقيدة الصلب

إن الاضطراب الذي أحدثه الدفاع عن عقيدة التجسد لم ينجلي إلا بتبني عقيدة الصلب الباطلة و المبنية على أن الذي صُلب هو المسيح. و إلى حدود مجمع القسطنطينية (680م) , حيث أقرًّ نهائيا المذهب, لم يكن يُدرّس للكاثوليك على مختلف أعمارهم أن إرادتين أو طاقتين انسجمتا في شخص المسيح. أمّا ببريطانيا العظمى فلم يستقر المذهب الكاثوليكي الروماني إلا في أواخر القرن السابع:

"لمّا دٌعِي إلى عقيدة التجسد, التي اعتُمدت في روما و القسطنطينية, في بريطانيا و أيرلندا بعد ذلك, كُرِّرت نفس الكلمات من طرف أولئك النصارى الذين كانت لغة شريعتهم اليونانية و اللاتينية" (13).

عدم وجود أي نص في الإنجيل يقر التجسد أو يوحي إليه

و ليس مفاجئا غياب أي ذِكر لعقيدة التجسد في العهد الجديد (الإنجيل). أما الفصل الذي يجزم بأن "الرب ظهر في الجسد" فهو مجرد تحريف:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير