ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[28 - 01 - 06, 12:02 ص]ـ
هنا المقصود:
بل المقصود أن هؤلاء يجمعهم انطلاقهم من الاجتهاد في طلب الحق، ومن أصاب منهم فله أجران في ذلك ومن أخطأ فله أجر وليس عليه وزر في خطئه، فليسوا من المبتدعة، وإن كان بعضهم قد أخطأ في اجتهادات كثيرة، فهذه المذاهب كلها لا تخلو من أخطاء في الاجتهاد، وبعضها أكثر أخطاء من بعض لكنها مثل مذاهب أهل السنة في الناحية الفقهية
كالذين يقولون الأشاعرة أو الماتريدية في باب الصفات المشكلة أو الصفات التي يسمونها بالمشكلة ليسوا من أهل السنة، يقصدوا بذلك لم يصيبوا، لكن ليس معناه إخراجهم من أهل السنة بمعنى أنهم مبتدعة، فالمبتدعة هم القدرية والجبرية والمعتزلة والخوارج والجهمية والمشبهة، هؤلاء هم كبار فرق المبتدعة في ذلك الزمان، وهذه المذاهب الثلاثة الأخرى كلها مرجعها إلى النص ومأخذها من الدليل، وإن أخطأ بعضها بالاجتهاد،
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[01 - 02 - 06, 11:57 م]ـ
إن الحكم على أهل العلم الذين صدرت منهم اخطاء عقدية بأنهم مبتدعة هو من الخطأ الذي وقع ويقع فيه عدد من الناس.
فهو يجهل الفرق بين النوع والعين ولا يميز بينهما. ويجعل الحكم عاماً يشمل النوع والعين معاً.
والشيخ العلامة محمد الحسن الددو يريد أن يفرق بين هذين النوعين الذي خلط فيه أولئك. هذا أولاً.
وثانياً: من المعلوم بين أهل العلم أن لفظ " أهل السنة " يطلق باعتبارين، إطلاق عام وإطلاق خاص، فالعام هو ما يقابل الشيعة والرافضة، وإطلاق خاص يقابل المبتدعة من المعتزلة والجهمية والخوارج وغيرهم.
والأشاعرة والماتوريدية يدخلون في المعنى الأول بذلك الاعتبار.
ثالثا: الشيخ حفظه الله حدد المقصد من إطلاقه لفظ أهل السنة عليهم في قوله:
وإنما كانت هذه المذاهب الثلاثة من مذاهب أهل السنة لأنها لم يكن أصحابها ينطلقون من الابتداع وإنما كانوا يجتهدون في طلب الحق ويعتمدون على الدليل من الوحي، فما أصابوا فيه فلهم فيه أجران وما أخطؤوا فيه عذروا فيه باجتهادهم، فالحنابلة والأشاعرة والماتريدية، بهذا المعنى كلهم من مذاهب أهل السنة ......
المقصود أن هؤلاء يجمعهم انطلاقهم من الاجتهاد في طلب الحق، ومن أصاب منهم فله أجران في ذلك ومن أخطأ فله أجر وليس عليه وزر في خطئه، فليسوا من المبتدعة، وإن كان بعضهم قد أخطأ في اجتهادات كثيرة، فهذه المذاهب كلها لا تخلو من أخطاء في الاجتهاد، وبعضها أكثر أخطاء من بعض ....
رابعاً: لا يوجد أدنى شك في أن عدداً من كبار الأئمة كانوا ينتسبون للمذهب المنسوب للأشعري، كالبيهقي والنووي والقرطبي وابن حجر والسيوطي وغيرهم، وهم مع ذلك من أهل السنة، رغم ما أخطأوا فيه من الأقوال في باب الصفات وغيره. ولذلك نبه الشيخ حفظه الله على ذلك.
ولذلك فقد أصبح كثير من الناس اليوم يتجاسرون على بعض أئمة الدين من أهل السنة كالحافظ بن حجر والنووي والقرطبي وحتى البيهقي والحاكم النيسابوري فيقولون هؤلاء ليسوا من أهل السنة، وهذا غلط فاحش يقصدون ليسوا من الحنابلة في مذهبهم الذي هو أقرب المذاهب إلى الصواب في هذه الصفات ....
خامساً: إن قدماء الأشعرية كانت بينهم وبين الحنابلة صحبة ومحبة، حتى إن القاضي أبا بكر الباقلاني كان يكتب في أجوبته: " أبو بكر الباقلاني الحنبلي ".
وكان بعض أهل العلم يقول في ذلك الزمن: " إنما نفقت الأشعرية بين الناس بانتسابهم للحنابلة ".
والشيخ حفظه الله حريص على جمع الشمل بين المسلمين وتضييق هوة الخلاف كما كان يفعل من قبله ابن تيمية رحمه الله.
ولذلك قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: لم يزل الحنابلة والأشاعرة يدا واحدة حتى حصلت فتنة القشيري ببغداد، والله يعلم أني كنت من أشد الناس حرصا على جمع الكلمة، فقد كان ابن تيمية رحمه الله من أشد الناس حرصا على جمع الكلمة بين الحنابلة والأشاعرة ....
سادساً: قد ورد من بعض علماء الحنابلة ما يخالف عقائد السلف، مثل ما صدر من ابن عقيل من إنكاره رؤية الله تعالى في الآخرة، حتى قال بعض أهل العلم: " لقد خرء ابن عقيل على الحنابلة خراءة لا يغسلها الماء ".
وكذلك ابن الجوزي ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه ورد عنه تارة ما يوافق السلف،وتارة ما يخالفهم من منظوم ومنثور.
ومع ذلك لا يصح أن يُنسب ما خالف فيه هؤلاء إلى الحنابلة جميعاً. وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه انتسب لعيسى عليه السلام أناس هو منهم براء، وكذلك نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انتسب له أناس هو من نهم براء، وكذلك علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وغيرهم من الناس.
لا يمكن أن ينسب إلى الأشاعرة جميعا أو الماتريدية جميعا أو الحنابلة جميعا بل هو آراء شخصية لبعض أتباع هذه المذاهب وليست هي المذهب لدى الأشاعرة ولا لدى الحنابلة ولا لدى الماتريدية،.
سابعاً: من الكذب والبهتان أن يُنسب إلى الشيخ العلامة محمد الحسن الددو أنه يخالف أهل السنة في ما يشمله مسمى الإيمان، وفي التكفير، وليس هذا الكلام بغريب فقد قرأناه في تلك المنتديات التي ديدنها البهتان والتجريح.
اللهم احفظ الشيخ العلامة محمد الحسن الددو وسدد خطاه واحفظه وبارك فيه وفي حياته.
¥