تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[27 - 11 - 06, 11:30 م]ـ

ولما كان التوسل بشخص النبي صلى الله عليه وسلم .. من المسائل الخلافية ..

فإن كلام الشيخ الددو .. واختياره للتحريم .. يدل على بعده عما يتهم به .. لأن هذه المسألة ..

أجازها الجمهور .. وحرمها أبو حنيفة .. وهو اختيار شيخ الإسلام ..

ولا أعلم أشعريا إلا وهو صوفي .. ولا أعلما صوفيا يحرم التوسل بشخص النبي صلى الله عليه وسلم ..

وإليكم نص السؤال والفتوى

ما حكم التوسل بشخص النبي صلى الله عليه وسلم؟

إن الله تعالى قد شرف رسوله صلى الله عليه وسلم غاية التشريف و أعلا منزلته و جعله أفضل خلقه وأكرمهم عليه وأحبهم إليه عز وجل وجعله خليله و صفيه و حبيبه ونوه بمنزلته في كتابه في سور من القرآن فقال تعالى: ?ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك و رفعنا لك ذكرك? وقال تعالى: ?والضحى و الليل إذا سجى ما ودعك ربك و ما قلى و لا الآخرة خير لك من الأولى و لسوف يعطيك ربك فترضى? وقال تعالى: ?إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر و يتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا? وجعله الله سبحانه وتعالى ذا المقام المحمود و الحوض المورود وصاحب لواء الحمد يوم القيامة و صاحب الشفاعة الكبرى التي يدخل فيها آدم ومن دونه فكل هذا من إعلاء الله لمنزلة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يختلف فيه اثنان من المؤمنين برسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ليس معنى هذه المنزلة أن يخالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر الله عز وجل أو أن يتعدى به ما شرع فمن تمام توقيره صلى الله عليه وسلم ومحبته أن ننطلق في التشريع وفي العبادة وفي العمل مما جاء به فإنه لم يترك خيرا إلا دلنا عليه و لم يترك شرا إلى حذرنا منه و كلما لم يأت به النبي صلى الله عليه وسلم فلا خير فيه قطعا ومن زعم ذالك فليس من الموقرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أمرنا بتوقيره و إجلاله وتعظيمه وافترض علينا ذالك و افترض علينا محبته وجعلها شرطا في الإيمان به سبحانه وتعالى و لا يمكن ذالك إلا باتباعه فمن زعم أنه يحبه وخالف ما جاء به أو أراد الإبتداع في دينه أو الزيادة عليه فمعناه أنه يظن أن الدين ناقص وأن الله لم يكمله للنبي صلى الله عليه و سلم أو يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خان أمته فكتم عنهم بعض دينه و معاذ الله أن يكون ذالك فهو الصادق المصدوق الأمين الذي هو معصوم لا يتهم فكل ما أمره الله ببيانه قد بينه و كل ما أمره بتبليغه قد بلغه وقد شهد له الله بذالك فقال:?فتول عنهم فما أنت بملوم? فليس مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم التوسل بشخصه صلى الله عليه وسلم و ذاته لم يبين ذالك لأمته وإنما بين لهم التوسل في الدعاء بثلاثة أمور: الأمر الأول: التوسل بأسماء الله الحسنى و صفاته العلى فإن الله ارتضى لعباده أن يتوسلوا إليه بذالك فقال تعالى:?ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها? وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الأنصاري: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت ديان السماوات و الأرض» وكذالك في قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك» وكذالك في دعاء الإستخارة «اللهم إني أستخيرك بعلمك و استقدرك بقدرتك و أسألك من فضلك فإنك تعلم و لا أعلم وتقدر و لا أقدر و أنت علام الغيوب» فهذا التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى وهذا لا غبار عليه ولا يختلف عليه اثنان وهو نص في القرءان و في السنة. النوع الثاني: من أنواع التوسل في الدعاء التوسل بعمل صالح عرف العبد إخلاصه فيه لله تعالى حتى ولو كان شيئا يسيرا فأحدكم الآن يجلس هنا و يعرق في المسجد ينتظر الصلاة بعد الصلاة و يسمع كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يريد بذالك الثواب عند الله ويريد به الدار الأخرة فإن كان صادقا في نيته تلك فهذا عمل خالص لله يمكن أن يتوسل به فيتوسل إلى الله بجلسته هذه ليقضي له حاجة معينة فإن الله سيقضيها له و لا يرده قطعا ودليل ذالك قول الله تعالى: ?ربنا إننا آمنا فاغفر لنا و ارحمنا وأنت خير الراحمين? فهؤلاء الذين ارتضى الله أعمالهم توسلوا إلى الله بأعمالهم التي أخلصوا فيها لله و من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير