أعمالهم إيمانهم به و كذالك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ثلاثة خرجوا في طلب الرعي فألجأهم المطر إلى غار فلما دخلوه سقطت صخرة فسدت عليهم الباب حتى ما يرون شيئا فقالوا إنه لا ينجيكم اليوم إلا أعمالكم فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان كنت بهما برا وكنت لا أغبق قبلهما أهلا و لا مالا فأبعد بي الرعي يوما فأتيت وقد ناما فاحتلبت عشاءهما فوقفت به عند رأسيهما مخافة أن أوقظهما و أولادي يتضاغون عند رجلي حتى أصبحا فقاما فشربا عشاءهما فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذالك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة شيئا غير أنهم لا يستطيعون الخروج فقال الأخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء وكنت أراودها عن نفسها فتمتنع وتتأبى حتى جاءت سنة شديدة فافتقرت فأتتني فعرضت علي نفسها فأتيت بالدنانير فوضعتها بين يديها فلما كنت منها مكان الرجل من امرأتة قالت: لي يا عبد الله اتق الله ولا تفك الخاتم إلا بحقه فقمت عنها وتركت لها المال فإن كنت تعلم أني فعلت ذالك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة شيئا غير أنهم لا يستطيون الخروج: فقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجراء فأديت إليهم حقوقهم فأما اثنان فاستاقا حقهما وأما الأخر فتركه وذهب فلم أزل أنميه له حتى كان وادي من النعم فأتاني فقال يا عبد الله اتق الله وأد إلي حقي فقلت كلما في هذا الوادي من حقك فقال أتهزأ بي فقلت لا بل هو من حقك فاستاقه ولم يترك منه شيئا فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذالك ابتغاء وجهك فافرجع عنا ما نحن فيه فسقطت الصخرة وخرجوا يمشون فهؤلاء توسلوا إلى الله بأعمال علموا أنهم أخلصوا فيها لله عز وجل فأستجاب الله دعاءهم وحقق رجاءهم. النوع الثالث من أنواع الوسائل التي شرعها الله لعباده في الدعاء التوسل بدعاء عبد مؤمن تسأله أن يسأل الله لك فقد أرشد لذالك الله تعالى في قوله: ?وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم? صل عليهم أي ادع لهم إن صلاتك أي دعاؤك سكن لهم وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر بن الخطاب في صحيح مسلم أنه قال: «يقدم عليكم أويس القرني في أمداد اليمن وهو رجل كان به وضح أي برص فشفاه الله إلا موضع إصبع. له أم هو بها بر فإذا قدم عليكم فمن لقيه منكم فليسأله أن يستغفر له» فهذا إرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه إذا قدم عليهم أويس القرني أن يسألوه الدعاء فدل هذا على مشروعية سؤال من تراه مؤمنا من عباد الله أن يدعو لك والتماس الدعاء في مثل ذالك كثيرا ما يستجاب فلسان الداعي لم تعص الله به فأنت لم تعصه بذالك اللسان وهو يدعوا لك فيستجاب و بالأخص ما كان من ذالك عن ظهر غيب فإنه يستجاب لا محالة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا دعى الإنسان لأخيه بظهر الغيب كان عند رأسه ملكان يقولان له آمين ولك بمثله» فهذا دعاء الملائكة الذي لا يرد فلذالك ليس التوسل بشخص النبي صلى الله عليه وسلم مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولا مما أرشدنا إليه وليس معنى هذا أنه ليس له جاه عند الله بل هو أعظم عباد الله جاها عند الله لكن مع ذالك لم يرشدنا هو إلى هذا ونحن لا نتهمه فما من خير إلا دلنا عليه ولو كان في ذالك خير لأرشدنا إليه.
ـ[منصور العنزي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 10:59 م]ـ
كلام الشيخ محمد الحسن الددو كلام جيد
وأقل أحواله أنه وجهة نظر تحترم يمكن القول بأنهامجانبة للصواب
على انني موافق لما قاله الشيخ اقتناعا وإيمانا بمضمونه لا لأنه الشيخ العالم محمد الحسن الددو
والله تعالى أعلم
ـ[أبو علي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 02:08 ص]ـ
على انني موافق لما قاله الشيخ اقتناعا وإيمانا بمضمونه
أيَّ كلامٍ تقصد؟ كلامه في تقسيم أهل السّنّة أم في الدّيموقراطيَّة أم في بيانات العلمانيِّين؟
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[30 - 11 - 06, 02:54 ص]ـ
الشيخ أبو على حفظه الله ,
السلام عليكم ,
نحسب أنك من محبى السنة , وأنك تنطلق فى هذا الحوار من منطلق الغيرة على دين الله
والتحذير من أهل البدع والأهواء وتمييز العالم من الجاهل والصالح من الطالح,
هذا الكلام من باب الذكرى ليس إلا ,ومن أخ لأخيه ,
ارى والله اعلم انه لا داعى لنقل الحوار من الكلام عن الشيخ الددو إلى معركة مع إخواننا,
لأننا نتفق جميعا فى البحث عن الحق ,وأهله ,
والعلم رحمة بين أهله ,
أخى العزيز إن كنت تأخذ على الشيخ بعض الماخذ ,فأنت على صواب فى أنه (ليس بمعصوم)
ويكون التنبيه عليها مع الحفاظ على قدر الرجل ومكانته من العلم.
فنتناقش فيما أشكل علينا من كلامه ونتعلم من بعضنا البعض (وهذا هو هدف الملتقى)
ثم نجتهد فى ايصال ما خلصنا إليه إلى الشيخ (وهو ليس منا ببعيد) لعل هناك من المقاصد فى كلامه ما قد يكون خفى علينا أو وهم هو فيه , وهذا قد يقع فيه الناس ,
فأرجو منك أخى أن يكون الحوار علميا محضا حتى تعم الفائدة ,
وأذكر نفسى والأخوة اننا لانتعصب لاحد من أهل العلم ,
فلكل جواد كبوة ,بل كبوات. ومن ذا الذى ما ذل قط ... ؟
¥