تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تربية الحيوانات في بلاد المغرب من الفتح الإسلامي حتى سقوط دولة الموحدين]

ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 12:53 م]ـ

نص الكلمة التي ألقاها الطالب الباحث "هواري موسى" أثناء مناقشة رسالته للماجستير والمعنونة بـ "تربية الحيوانات في بلاد المغرب من الفتح الإسلامي وحتى سقوط دولة الموحدين" وذلك يوم الأربعاء 10 جوان 2009 بمعهد التاريخ بجامعة الجزائر، يذكر أن الرسالة كانت تحت إشراف الأستاذ الدكتور "محمد بن عميرة" ولجنة المناقشة مكونة من كل من: الاستاذة رافعي نشيدة رئيسة للجلسة والأستاذين: رشيد تومي وعبد الشكور نبيلة عضوين، كما أن الطالب نال على رسالته علامة 17.25 بتقدير حسن:

وقبل ان يبدأ الطالب بإلقاء الكلمة التي أعدها سلفا ارتجل هذه الكلمة:

كنت قد حضرت كلمة أشرع فيها بالحديث عن سبب اختيار الموضوع، وفق ما هو متعارف عليه في مثل هذه المناسبات، ولكني في الفترة الأخيرة ـ أي منذ أن علق إعلان المناقشة إلى اليوم تقيت أسئلة واستفسارات عديدة من طرف طلبة وزملاء وحتى أساتذة وتتفق جميعها في أنها تستغرب الموضوع، ومنها من انكرت علي اختياره، وهذا ما دفعني إلى أن أشرع بالدفاع عن الموضوع قبل ا أقدم له.

لقد تصادفت فترة بحثي عن موضوع لدراسة في الماجستير مع قراءتي لمقال للفيلسوف الفرنسي "ميشال فوكو" يقول فيه:" إن التاريخ ليس تاريخ الملوك والأمراء والحكام فقط، بل هو تاريخ الرعاة والعبيد والحرفين أيضا" وهذا ما جعلني أفكر في داسة طائفة من هؤلاء، كما أني لاحظت من خلال دراستي لتاريخ المغرب في القديم وفرة الحيوانات التي كانت تصدر أعداد كبيرة منها إلى روما، وبالمقابل شح المعلومات عن الحيوانات خلال الفترة الإسلامية، لذلك فكرت في القيام بدراسة حول تربية الحيوانات.

إن موضوع تربية الحيوانات لا يبحث في تاريخ هذه الأخيرة كما قد يتبادر لى الذهن، بل هو يبحث في تاريخ بشر قضوا حياتهم خلف قطعانهم، وفي رعي مواشيهم، ولم يعرفوا غيرها لكنهم لم يلقوا من الباحثين أي اهتمام، لقد أردت أن انفذ من خلال تربية الحيوانات إلى تاريخ الرعاة ..

...

بعدها ألقى كلمة المناقشة والتي ننقل لكم نصها بالحرف الواحد:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد أيها الجمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أرحب بادئ الأمر بالضيوف الكرام وعلى رأسهم لجنة المناقشة الموقرة، التي تشرفتُ بقراءتها لعملي المتواضع، كما أرحب بأسرتي الكريمة، وجميع الأساتذة والطلبة، والأصدقاء الذين تحمل بعضهم عناء الحضور من بعيد.

اخترت هذا الموضوع لأني لاحظت ندرة الدراسات التي تتحدث عن التاريخ الاقتصادي لبلاد المغرب، مقارنة بتلك التي تناولت الجوانب السياسية والحضارية، فارتأيت أن أتناول في دراستي التاريخ الإقتصادي للمنطقة، وبعد اتصالي بالأستاذ المشرف نصحني بوجوب حصر الدراسة في نشاطٍ اقتصاديٍ واحدٍ، ولفت انتباهي إلى نشاط تربية الحيوانات، وعندما شرعت في قراءتي الأولية حول هذا الموضوع، لم أعثر على دراسةٍ واحدةٍ تتطرق له، فقررت أن يكون بحثي عن تربية الحيوانات ببلاد المغرب.

واستوجبت دراسة هذا النشاط، دراسة المنطقة دراسة طبيعيةً، لأنَّ الحيوانات تتأثر بالظروف الطبيعية من تضاريس ومناخ وغطاء نباتي، وبعد ذلك معرفة أهم الحيوانات التي كانت تُربَّى هناك، والمناطق التي اشتهرت بتربية أنواعٍ منها أكثر من غيرها، ثمَّ معرفة الطرق المستعملة لتربيتها، والمشاكل التي واجهتها، كما استوجبت تبيان وجوه الاستفادة من هذه الحيوانات، وطرق استخداماتها في الزراعة والصناعة والتجارة.

وقد قسمت هذا الموضوع إلى أربعة فصول، تناولت في الفصل الأول دراسة بلاد المغرب من الناحية الطبيعية، فحدَّدت موقعها وأشرت إلى حدودها التاريخية، ثم تطرقت إلى تضاريس المنطقة ومناخها، وقد اعتمدت على المراجع الحديثة التي تناولت مناخ بلاد المغرب بعدما بينت أن مناخ المنطقة لم يتغير من الفترة المدروسة إلى اليوم، وأشرت أولاً إلى أهم العوامل المتحكمة في هذا المناخ، ثم إلى الحرارة والتساقط، وتعرضت أخيرا إلى الغطاء النباتي، لأبين أهم النباتات التي تنتشر في المنطقة، مركزاً على المراعي والمناطق الصالحة للرعي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير