ثالثاً: أنهم ما زالوا يلوكون تلك الشبهات القديمة ويرددونها، فهم مثلاً لم يتقبلوا بعد – وما زالوا يتجاهلون – تلك الوثائق الصحيحة التي كشفت عنها الدراسات، خاصة بشأن السلطان عبدالحميد والدولة العثمانية، وبروتوكولات صهيون ومخططات المؤامرة الثلاثية للنفوذ الأجنبي والشيوعية والصهيونية، وما يتصل بالماسونية، ودورها في الثورة الفرنسية وإسقاط الدولة العثمانية.
رابعاً: أنهم ما زالوا يرفعون من أقدار الشعوبية وأبحاث الباطنية والمجوسية، التي تلتحق بالتصوف الفلسفي وعلم الكلام، والمعتزلة والفلاسفة المشائين، والمتابعين للفكر اليوناني أمثال الفارابي وابن سينا (وقد تبين أخيراً أنهما من الباطنية أتباع القرامطة وغيرهم).
خامساً: أنهم ما زالوا يحجبون تماماً ذلك العطاء الإسلامي السخي الذي قدمه ابن تيمية وابن حنبل وابن القيم والشافعي والماوردي وابن حزم، ويشيحون عنه في كراهية وحقد، ويقفون عند تلك الأبحاث التي تتصل بابن الراوندي والحلاج وابن عربي ومن تابع الفلسفة اليونانية، حتى إذا عرضوا للإمام الغزالي لم يقدموه إلا في صورة تابع للفلسفة اليونانية.
سادساً: لقد كشفوا عن انهم لا يملكون شيئاً إيجابياً أو صالحاً – في هذه الفترة – يمكن أن يقدموه للمسلمين في مجال الحاجة إلى وجهة نظرهم، فما زالت أهواؤهم تسيطر على عطائهم فهم يقدمون السموم والأساطير والآراء الضالة أو على الأقل يقدمون تجربة مجتمعاتهم الفاسدة، وليست لهم قدرة حقيقية على أن يستوعبوا أحوال مجتمعات المسلمين، ليقدموا لها شيئاً ينفع، كما أن عطاءهم قليل وغير مجدٍ، وغير إيجابي ويمكن الاستغناء عنه.
ولذلك فعند استدعائهم إلى الملتقيات الإسلامية، يجب أن يكون محوطاً بقدر كبير من الحذر، وخاصة إذا كانت هناك مجموعات من الشباب لم يستوعب بعد ثقافة إسلامية عميقة، تعصمهم من شبهات المستشرقين التي قدموها وأعلنوا صراحة أنهم يقدمونها للشباب.
سابعاً: أن محاولة مناقشة آراء المستشرقين بتقديمهم في هذه الملتقيات قد كشف زيفهم، وبين أن المنهج (العلمي!) الذي يعتمدون عليه في البحث مضلل وقائم على الأهواء، وهم يستعملونه في المغالطة بتحريف النصوص أو تأويلها، أو المراوغة في شرحها، أو التضليل في التعليق عليها وإثارة الشبهات منها، وليست لديهم القدرة الحقيقية على الرجوع إلى الحق، إذا تبين لهم أو إذا علموه، وهم يصرون على باطلهم ويراوغون؛ إما بالتغاضي عن التعقيبات التي توجه إليهم وإما بالتمويه بالتعليق بأذيال خيوط باهتة لتبرير آرائهم."
... من كتاب شهادة العصر والتاريخ ص 170
ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[21 - 02 - 09, 11:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلَّى اللهُ على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الفاضل الغيور على دينه محمد مبروك.
• تقول – أكرمك الله -: (ليس هناك تشدد، وإن جاز التشدد فالتشدد في هذه الحالة واجب).
أخي العزيز، التشدد يتحقق بحرمان الباحثين من مرجع هام (غالي الثمن) (صعب الحصول عليه)، من أجل (خوف موهوم) من أن يقع القارئ للموسوعة في الضلال، بسبب ما فيها من ضلال ... هذا خوف وهمي لا أساس له من الصحة ... هل ستؤمن بالتصوف عندما تقرأ في الموسوعة أن الحلاج ادعى الألوهية وحلول الله فيه! أو أن ابن عربي كان يؤمن بوحدة الوجود؟! أنت وأنا وجميع أعضاء المنتدى عندما نقرأ هذه الخزعبلات لن نزداد بالسنة إلا تمسكا، ولن نزداد بالمتصوفة إلا مقتا ... فالخوف من أن نقع في الضلال والبدعة عند قراءة الموسوعة خوف وهمي لا داعي له، ولا ثمرة له إلا حرمان الباحثين من مرجع غالٍ (في السعر) و (غير متوافر)، ويصعب الرجوع إليه عند الاحتياج إليه.
• ثم تقول – أكرمك الله -: (أخي الفاضل، ماذا فعل سلفنا الصالح مع كتب اليونان والفلسفة؟ هل نُشِرت إلا في أزمان متأخرة؟).
¥