تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حجر) في اللسان عن الأمير عبد الكريم بن نصر: قال: كنت مع الإمام الناصر

في بعض منتزهاته للصيد فلقينا في أرض قفر بعض العرب فاستقبلنا مشايخهم ,

وقالوا: يا أمير المؤمنين عندنا تحفة هي أننا كلنا أبناء رجل واحد وهو حي يرزق ,

وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وحضر معه الخندق واسمه جبر بن الحرث

فمشوا إليه فإذا هو في عمود الخيمة معلق مثل هيئة الطفل فكشف شيخ العرب عن

وجهه وتقرب إلى أذنه , وقال: يا أبتاه , ففتح عينيه فقال: هذا الخليفة جاء

يزورك فحدثهم , فقال: حضرت مع النبي صلى الله عليه وسلم الخندق فقال:

(احضر يا جبير جبرك الله ومتع بك وأوصاني) وكانت هذه الواقعة في جمادي

الأولى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة , (7) ومنهم جابر بن عبد الله اليماني وهو

كذاب جاهل , (8) ومنهم قيس بن تميم الطائي الكيلاني حدث في مدينة كيلان عن

النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع عشرة وخمسمائة وسمع منه جماعة أكثر من

أربعين حديثًا قال ابن حجر: هو من نمط شيخ العرب ورتن الهندي , (9) ومنهم

عثمان بن الخطاب أبو عمرو البلوي المعروف بابن ابي الدنيا الأشبح , قال الذهبي

في الميزان: ظهر على أهل بغداد وحدث بعد الثلاثمائة عن علي بن أبي طالب

فافتضح وكذبه النقاد ومات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. (10) ومنهم علي بن

عثمان بن خطاب قال الحافظ: حدث سنة إحدى عشرة وثلاثمائة بالقيروان عن

علي بن أبي طالب وزعم أنه رأى الخلفاء الأربعة.

وأنت ترى من تاريخ هؤلاء الكذابين الوضاعين الذين تجرءوا على ادعاء

الصحبة أن باب الوضع فُتِحَ وإفساد الدين ابتدأ مع الاشتغال برواية الحديث لا سيما

في القرن الثالث والرابع والخامس فيجب أن لا يثق الإنسان بحديث يراه في كتاب

أو يسمعه من أي إنسان حتى يكون على بينة من صحته رواية ودراية , وسنوضح

هذا في فرصة أخرى إن شاء الله تعالى.

((يتبع بمقال تالٍ))


((مجلة المنار ـ المجلد [3] الجزء [21] صـ 497 1 جمادى الآخرة 1318 ـ 25 سبتمبر 1900))

قسم الأحاديث الموضوعة
(2)
الكتب والرسائل الموضوعة
إن الأحاديث الموضوعة تعد بمئات الألوف وألوف الألوف فلا يمكن حصرها
فتنشر ويتحاماها الناس , وقد ذكروا ضوابط يعرف بها الموضوع , وكتب بعض
الفضلاء مقالة في الموضوعات نشرت في مجلة السنة الثانية من المنار وسنزيد
الموضوع بحثًا. ومن غرائب هذا الباب أن المحدثين بينوا أن بعض المصنفات
موضوعة في جملتها وتفصيلها فمنها الأربعون الودعانية التي يقال لها في بلاد
اليمن السبلقية قال الصغاني عند النص على وضعها: وأول هذه الودعانية: (كأن
الموت فيها على غيرنا كتب) , وآخرها: (ما من بيت إلا وملك يقف على بابه
كل يوم خمس مرات) إلخ وفي رواية (ملك الموت) والحديث مشهور سمعته على
المنابر من خطباء الجهل , وقال في الذيل: إن الأربعين الودعانية لا يصح منها
حديث مرفوع على هذا النسق في هذه الأسانيد وإنما تصح منها ألفاظ يسيرة وإن
كان كل كلامها حسنًا وموعظة , فليس كل ما هو حسن حديثًا. ثم قال: وهي
مسروقة سرقها ابن ودعان من واضعها زيد بن رفاعة ويقال: إنه الذي وضع
رسائل إخوان الصفا وكان من أجهل خلق الله في الحديث وأقلهم حياء وأجرأهم على
الكذب. وذكر الذهبي نحو هذا في مؤلفاته غير مرة.
ومنها كتاب (فضل العلم) لشرف الدين البلخي وأوله: (من تعلم مسألة من
الفقه) إلخ. وقد وضع جهال المتفقهة أحاديث في تعظيم الفقه ليعظم بهذا شأنهم مع
أن علم ظواهر الأحكام الذي يسمونه فقهًا لم يكن يسمى بهذا الاسم في الصدر الأول ,
وإنما الفقه هو العلم بأسرار الدين ونفوذ الفهم إلى حكمة الله في الحلال والحرام
والحظر والإباحة كما بينا ذلك في مقالات سابقة.
ومنها وصايا علي كرم الله وجهه التي أولها: (يا علي لفلان ثلاث علامات)
وفي آخرها النهي عن المجامعة في أوقات مخصوصة قال الصغاني: وكلها
موضوعة. وقال في الخلاصة: وصايا علي كلها موضوعة إلا الحديث الأول وهو:
(أنت مني بمنزلة هارون من موسى) فيظهر أنها نسختان قال في اللآلئ
المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: وكذا وصايا علي موضوعة اتهم بها
حماد بن عمرو كذا وصاياه التي وضعها عبد الله بن زياد.
ومنها أحاديث الشيخ المعروف بابن أبي الدنيا الموضوعة بإسناد واحد , وقد
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير