تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعظم من فجور الفاجر، وإنما يقرب الناس الزلف عقولهم) ورواهما داود

ابن المحبر في كتاب العقل وتختلف ألفاظهما عنده وهو نفسه مختلف فيه

قيل: هو ثقة، وقال أحمد: لا يدري ما الحديث، وقال الدارقطني فيه: متروك.

وقال في كتابه كتاب العقل: وضعه أربعة أولهم ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه

منه داود بن المحبر فَرَكَّبَهُ بأسانيدَ غير أسانيد مَيْسَرة إلخ ما قال. أما سند

حديث أنس في النوادر ففيه جهالة، وأما سند حديث عائشة عنده فحسبك

أن في إسناده ميسرة بن عبد ربه الفارسي البصري قال ابن حبان: كان

يروي الموضوعات عن الأثبات، وهو واضع أحاديث فضائل القرآن،

وقال أبو داود: أقر بوضع الحديث. فعلى هذا لا حاجة إلى الجمع بين

الحديثين فأحدهما ضعيف والآخر موضوع، ولو فرضنا أنهما صحا فما

قاله ابن الأثير في تفسير الأول كاف في منع التعارض.

* * *

3 - حديث عرج العقول

حديث: (يَأَتْي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَعْرُجُ فِيِهِ الْعُقُولُ) موضوع أيضًا.

* * *

4 - حديث: (خُذُوا شَطْرَ دِيِنِكُمْ عَنْ الحُمَيْرَاءِ)

هكذا ذكر الحديث في الكتب قال السخاوي: يعني عائشة رضي الله

عنها، قال ابن حجر: لا أعرف له إسنادًا، ولا رأيته في شيء من كتب الحديث،

إلا في النهاية لابن الأثير، ولَمْ يذكر من خرجه.

وذكر الحافظ عماد الدين أنه سأل المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه اهـ،

أقول: وإذ لم يعرفه هؤلاء الحفاظ الذين أحاطوا بجميع كتب الحديث علمًا

وحفظًا فمن يعرفه؟ وقد قال بعضُ العلماء في تفسيره على تقدير ثبوته: إن

المراد بشطر الدين الأحكام الخاصة بالنساء باعتبار قسمة الأحكام الشرعية إلى

قسمي المكلفين من النساء والرجال.

* * *

5 - حديث ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على أويس القرني

روى مسلم في صحيحه عن أسير بن جابر أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر

وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس، فقال عمر: هل ههنا أحد من القرنيين؟

فجاء ذلك الرجل فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال:

(إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أُمٍّ له قد كان به

بياض؛ أي بَرَصٌ فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن

لقيه منكم فليستغفر لكم) وروى أيضًا عنه عن عمر أنه قال: إني سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن خير التابعين رجل يقال له

أويس له والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم)؛ وروى عنه أيضًا قال:

كان عمر إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر

حتى أتى على أويس فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من

مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال: فكان بك برص فبرئت منه إلا موضع

درهم؟ قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم. قال: سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول: (يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن

من مراد ثم من قرن كان به برص فبرئ منه إلا موضع درهم له والدة

هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره. فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)

فاستغفر لي. فاستغفر له. فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة. قال: ألا

أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي. فلما كان من

العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس فقال: تركته

رث البيت قليل المتاع (فذكر له عمر الحديث) قال: فأتى أويسًا فقال: استغفر

لي، فقال: أنت أحدث عهد بسفر صالح فاستغفر لي، قال: لقيت عمر؟ قال:

نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس فانطلق على وجهه، قال أسير (الراوي):

وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة؟ اهـ.

هذه رواية مسلم في صحيحه عن أسير بن جابر، وروى حديثه ابن

سعد وأبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تاريخه مطولاً

في قصة لأويس عن حاله في الكوفة، وروى قصته ابن عساكر وغيره

عن صعصعة بن معاوية وسعيد بن المسيب والحسن والضحاك بأسانيدَ

ضعيفة كلها عن عمر بن الخطاب، وفي رواية الضحاك عن ابن عباس

عند ابن عساكر أن عمر وعليًّا ركبا حمارين، وأتيا الأراك حيث كان

أويس وأنهما طلبا منه الدعاء فدعا لهما وللمؤمنين والمؤمنات.

وهذه الرواية لا تصح وإنما الصحيح من كل ما روي عن أويس هو ما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير