تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرجه مسلم عن أسير بن جابر ويقال ابن عمرو، وكان يقال له يسير أيضًا

على أن ابن حبان قال عند ذكره له في الثقات: (في القلب من روايته

قصة أويس شيء إلا أنه حكى ما حكى عن إنسان مجهول فالقلب إلى أنه

ثقة أميل). وقال ابن سعد: كان ثقة وله أحاديث. وذكره العجلي في الثقات

من أصحاب ابن مسعود. وقال ابن حزم: أسير بن جابر ليس بالقوي، الجمهور

على توثيقه تبعًا لمسلمٍ.

* * *

6 - حديث: (أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ)

حديث: (أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ)، قد رواه أحمد في مسنده،

ومسلم في صحيحه، وأصحاب السنن الأربعة، وهو وارد في شهداء أحد، وقد

اختلفت ألفاظه عند رواته، ففي بعضها أنها تكون في حواصل طير، وفي بعضها في

صورة طير وفي بعضها (كطير خضر)، ومجموع الروايات يدل على أن

أرواحهم تتشكل بصورة الطير فترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، ويكون

ذلك شأنها إلى يوم القيامة فتبعث مع سائر الخلق في الأجساد المعروفة،

وليس معناه أنها تحل في طير من الطير الموجودة كما يقول أهل التناسخ،

والحديث يمثل لنا حياة الشهداء الغيبية في عالم الغيب، قال بعض العلماء: إنه

خاص بشهداء أحد، وقيل: بل يعم من كان مثلهم في الإخلاص، ولا يمكن أن

يعم كل من قتل في الحرب لما ورد من عقاب من يقاتل رياء وسمعة.

* * *

7 - ثواب تالي القرآن بغير فهم

الأصل في مشروعية تلاوة القرآن الاهتداء والاعتبار والاتعاظ به،

ولا يكون ذلك إلا بالتدبر والفهم، وتلاوة القرآن مع الغفلة عن معناه ذنب

كما ورد في الأثر: (رُبَّ تَالٍ لِلْقُرْآنِ وَالْقُرْآَنُ يَلْعَنُهُ) وقد يثاب التالي

بغير فهم إذا كان يتلو لغرض شرعي آخر كتجويد التلاوة والحفظ؛ فإن

توجه الذهن إلى ضبط الألفاظ وإتقان مخارج الحروف مثلاً يشغل عن تدبر

المعاني؛ ولكن مثل هذا يكون غرضًا عارضًا لا دائمًا.

* * *

8 - ورع الصديق والقدوة به.

روى البخاري عن عائشة أنه كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج،

وكان أبو بكر يأكل من خراجه؛ فجاء يومًا بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال

له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في

الجاهلية فأعطاني، وفي رواية أبي نعيم كنت مررت بقوم في الجاهلية

فرقيت لهم فوعدوني فلما كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم فأعطوني،

فأدخل أبو بكر أصابعه في فيه وجعل يقيء حتى ظننت أن نفسه ستخرج،

ثم قال: اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء.

وروى مالك من طريق زيد بن أسلم مثل ذلك عن عمر الفاروق، قال زيد:

شرب عمر لبنًا فأعجبه فسأل الذي سقاه: من أين لك هذا اللبن؟ فأخبره أنه ورد على

ماء - قد سَمَّاهُ - فإذا نعم الصدقة وهم يسقون، فحلبوا لي من ألبانها، فجعلته في

سقائي فهو هذا. فأدخل عمر يده فاستقاء.

أين أهل زماننا وغير زماننا من هذا الورع وقد صار من يتقي الحرام

الصريح المجمع على تحريمه يعد من النوادر في أكثر الأمصار والحواضر،

التي يزعم متفرنجة أهلها أنهم أرقى وأكمل من السلف الصالح؛ لأنهم في

زمن اتسعت فيه دائرة الفنون والصناعات؟

* * *

9 - تشكل الملائكة والجن

لا حاجة إلى تأويل ما ورد عن ضيف إبراهيم، وهو لا يدل على صدق

أولئك الدجالين في حكاياتهم الخرافية عن الجن، وهل تقاس الملائكة

بالحدادين؟! نقبل كلَّ ما ورد في التنزيل عن عالم الغيب، وكذلك ما صح

في الأخبار ولا نقيس عليه، ونقول: صدق الله ورسوله وكذب الدجَّالون.

* * *

10 - القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم علة لخلق الكون.

المشهور المعروف عن متكلمي الأشاعرة الذين يتبعهم أكثر المسلمين

أن أفعال الله تعالى لا تعلل، ولكنهم يقبلون أمثال هذا البيت في الإطراء

وقصائد المدح.

وهذا المعنى في البيت مأخوذ من حديث: (لَوْلاَكَ لَمَا خُلِقَت الأَفْلاَكُ)

وهو موضوع كما قال الصغاني وابن تيمية وغيرهما.

* * *

(حَدِيثُ: الْعَمَائِمُ تِيِجَانُ الْعَرَبِ)

س46: من صاحب الإمضاء في فليمبغ بجاوه.

سيدي أسألك عن لفظ: إذا وضعت العرب عمائمها فقد ذلت، هل هو

خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أم أثر وما هو معناه؟ تفضل أجبني

على صفحات المنار.

عقيل بن عبد الله الحبشي

ج: روى الديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عباس مرفوعا:

(الْعَمَائِمُ تِيِجَانُ الْعَرَبِ، فَإِذَا وَضَعُوا الْعَمَائِمَ وَضَعُوا عِزَّهُمْ) وسنده

ضعيف، ولعل معناه أن العمائم لما كانت هي العلامة التي تمتاز بها

العرب عن غيرها من الأمم في المشخصات الظاهرة، وكان وضعها لها

وتركها إياها تركًا لرابطة من الروابط العامة بينها، ولا يكون غالبًا إلا

لتفضيل زي آخر من أزياء الأمم عليها، لما كان ذلك كذلك كان ترك

العمائم احتقارًا لهذا الزي المشخص يتضمن احتقارًا ما لأهله وتفضيلاً لمن

استبدل زيَّهم به عليهم، وذلك مبدأ ترك العز - عز الاستقلال - وتفضيل

الأفراد أمتهم على غيرها.

* * *


((مجلة المنار ـ المجلد [14] الجزء [11] صـ 821 ذو القعدة 1329 ـ نوفمبر 1911))
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير