ترى اللجنة أن عمل أي من المؤلفين لا يخلو أن تخالطه بعض الأوهام، وأن المحقق الذي يقع على هذه الأوهام، لا بد له من التنبيه عليها، على أن يتروى ويلتزم جانب الحذر والتحقق، فلا يتعجل في أمور لها ما يجوزها، أو حالات لها ما يفسرها. ويكون موضع هذا التنبيه في الحاشية. ويثبت المحقق في المتن الوجه الصحيح الذي اطمأن إليه إلا أن يخالطه شيء من تردد، أو يغلبه جلال مكانة المؤلف عنده، فإنه حينذاك يترك المتن على حاله ويقترح التنبيه في الحاشية.
6 - المقدمة:
يضع المحقق مقدمة للكتاب المحقَّق يراعى فيها ما يأتي:
1 - أن يعرف المؤلف المشهور تعريفاً موجزاً على أن تدون مصادر ترجمته لمن يريد التفصيل. ويستحسن تدوين تراجم تفصيلية لمن لم يعن بالكتابة فيهم.
2 - وصف موضوع الكتاب وما كتب في فنه، ومكانته بين هذه الكتب.
3 - منهج الكتاب.
4 - وصف النسخ المعتمدة في التحقيق، وبيان مواضعها وما دوّن عليها من وقفيات وتملكات وسماعات ونحو ذلك.
5 - ويوضع للكتب العلمية تلخيص لمادة الكتاب، في آخره.
7 - الفهارس:
القاعدة التي انتهت إليها اللجنة هي فهرسة كل ما يمكن أن يفهرس: الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة، والأمثال والأعلام والكتب التي رجع إليها في التحقيق، والكتب التي ذكرها المؤلف أو أخذ عنها، وإثبات ألفاظ الحضارة والمصطلحات العلمية والفنية.
وتراعى في فهارس الأعلام ما يأتي:
يبدأ فهرس الأعلام بالأسماء المبدوءة بألفاظ: ابن، ثم ابنه، ثم أبو، ثم أم، ثم بنت.
ولا تذكر هنا الصفحات إذا كانت الأسماء معروفة وإنما يحال على الاسم في موضعه من تتالي الحروف الهجائية، فالعلم: أبو اليمن الكندي: يذكر في "أبو اليمن"، ويذكر اسمه على جانبه: زيد بن الحسن، ويحال عليه، وتذكر أرقام الصفحات في حرف الزاي.
ثم تبدأ فهرسة الأسماء على ترتيب حروف الهجاء، بدءاً بالهمزة الممدودة (مثل آدم ونحوه) ثم ما يكون بعد ذلك: الهمزة والباب ...
والألفاظ التي تداخلها الهمزة يراعى في موضعها الحرف الذي توضع عليه الهمزة.
وفي فهارس المصادر يذكر اسم الكتاب كاملاً، واسم مؤلفه ومحققه، أو مترجمه، ثم موضع الطبع وتاريخه الهجري أو الميلادي بحسب المدون على الكتاب. أما المصادر الأجنبية فيصار في تدوينها إلى النظام الأجنبي.
أما ألقاب التكريم أو الألقاب العلمية فلا مكان لها في الفهرسة.
وتوصي اللجنة بتقدير صنع الفهارس حق قدره، مادة ومعنى.
8 - الطباعة والنشر:
1 - ينتفع بأساليب الطباعة الحديثة وتطويعها للحرف العربي بما يضمن المحافظة على أصالته وجماله، وبما يحقق احتماله للشكل في موضعه المناسب من الحروف، دون إبهام أو إيهام.
2 - تستعمل الأرقام العربية المشرقية دون غيرها.
ومن التوصيات الهامة التي أقرت:
تخصيص أستاذ كرسي لمادة تحقيق المخطوطات العربية في الجامعات العربية لتدريس هذه المادة، بغية توفير المتخصصين في هذا الميدان، وتوجيه طلاب الدراسات العليا نحو تحقيق التراث واعتبار العمل فيه جزءاً من متطلبات الحصول على الدرجات العلمية العالية.
المصدر:
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد الثالث – السنة الأولى – تشرين الأول "اكتوبر" 1980