[الإعلام بأن صوم السبت في النفل ليس بحرام]
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[18 - 08 - 05, 01:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله
الأخوة الكرام ... لقد بحثت في الملتقى المبارك عن مشاركات تتعلق بهذا الموضوع، وحيث إنني أظن أن في مشاركتي إضافة لما قرأت في تلك المشاركات فقد أحببت أن أتلقى منكم آراءكم وتصويباتكم حول ما كتبت، وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[18 - 08 - 05, 01:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون}، {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}، {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، و أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، و شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد… فهذا بحث في مسألة صيام السبت في النفل حاولت أن أستقصي فيه حجج القائلين فيها بالحرمة وذلك بتتبع كلام العلامة الألباني رحمه الله في كتبه و أشرطته ومن ثَمَّ الرد عليها، وكم كنت أتمنى أن يكون الشيخ رحمه الله حيَّاً بين أظهرنا كي أثني الركب عنده و أعرض هذه الردود لا كبحث مستقل ولكن على شكل إشكالات عنت ببالي، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه.
و رأس المسألة هو حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة، أو عود شجرة فليمضغه)
ويلحق به أثر موقوف على عبد الله بن بسر حيث سئل عن صيام السبت فقال: صيام السبت لا لك ولا عليك.
والكلام فيه هذه المسألة ذو شقين كما قال الشيخ الألباني رحمه الله، شق حديثي و شق فقهي.
أولاًًًًًـ الشق الحديثي:
بداية أقول أنك أيها القارئ الكريم لن تخرج عن أحد رجلين، فإما أن تكون على درجة من العلم تمكنك من النظر في الأسانيد و النظر في كلام أهل هذا الشأن من المحدثين و من ثم التمييز بين صوابه و خطئه، و إما ألا تكون كذلك.
فإن كانت لديك القدرة على التمييز فإني أحيلك إلى بحث العلامة الألباني رحمه الله في الجزء الرابع من الإرواء تحت الرقم 960، و أيضاً إلى بحث لفاضل من طلاب العلم هو الشيخ محمد زياد التكلة نشره على الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=136223#post136223
و إن كانت الأخرى فلا سبيل لك لمعرفة درجة هذا الحديث سوى التقليد، ولكن يلزمك أن تجتهد في اختيار من تقلده فتختار من تعتقد أنه الأتقى و الأعلم، وسوف أعرض فيما يلي أسماء الأئمة الذين لم يقبلوا هذا الحديث على اختلاف بينهم في سبب ذلك، وأسماء من قال بقبوله، كي تكون على بينة من أمرك، مع ملاحظة أن كل مابين هاتين العلامتين [] في البحث من كلامي.
هذا وقد استفدت هذه الأسماء من البحثين السابقين:
• الأئمة الذين لم يقبلوه:
1. ابن شهاب الزهري (ت 124) قال: حديث حمصي ولم يعده حديثاً كما قال الطحاوي.
2. الأوزاعي (ت 157) قال: ما زلت له كاتماً حتى رأيته انتشر.
3. مالك بن أنس (ت 179) قال: هذا كذب.
4. يحيى بن سعيد القطان (ت 194) أبى أن يحدث الإمامَ أحمد به وكان ينفيه.
5. أحمد بن حنبل (ت 241) وقد نقل عنه ذلك الأثرم كما في الاقتضاء لابن تيمية.
6. أبو بكر بن الأثرم (ت 261) قال: شاذ أو منسوخ كما في الاقتضاء.
7. أبو داود (ت 275) قال: منسوخ، نسخه حديث جويرية.
8. النسائي (ت 303) قال: مضطرب.
9. الطحاوي (ت 321) قال: شاذ.
10. ابن العربي (ت 543) قال: لم يصح فيه الحديث.
11. ابن تيمية (ت 728) قال في الاقتضاء: شاذ أو منسوخ.
12. ابن القيم (ت 751) قال في تهذيب السنن: شاذ أو منسوخ.
¥