تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولم يكن الهم الأساسي في هذا البحث هو السجال في الفروع والتطبيقات، أو الجدال في الأشكال والهامشيات وإنما كان الهم الأساسي هو في البحث عن الجذور الغائرة والأسس الكامنة والأرضية الناظمة التي تشكل المنابع والروافد والقواعد التي يبني عليها الخطاب العلماني رؤاه وأطروحاته عندما يتعامل مع القرآن الكريم أو مع الإسلام عموماً.

وتطلّب هذا البحث استخدام مناهج متنوعة ومتكاملة لعلها تفي بالغرض وتحقق الهدف فكان المنهج الوصفي لا بد منه في إطار العرض والتنظير، وأحياناً يمزج الباحث بين المنهجين الوصفي والتحليلي، وأحياناً تتجاور المناهج المختلفة في الدراسة فيكون الوصف ثم التحليل ثم المقارنة، ويأتي النقد على شكل تعقيبات أو خلاصات في نهاية المباحث.

ولا بد من الإشارة إلى أنني وإن دخلت هذا البحث بخلفية إسلامية وأصولية إلا أن هذا لم يحل بيني وبين قدر كبير من الحياد، ولقد ظننت أني سأجد ما يقنعني من أفكار، ويبهرني من حقائق، وكنت أترقب كثيراً من هذا – وهو ما يعني أنني لم أدخل متحاملاً باحثاً عن النقائص والعيوب، ومنقباً عن العثرات والأخطاء فقط – ولكن الذي هالني أنني لم أزدد علماً، وأنني شعرت خلال فترة طويلة من الدراسة وأنا أطالع كتب الخطاب العلماني مقارنة بما قرأته في تراثنا الأصولي والفلسفي والكلامي أنني أنحط من أسمى الدرجات إلى أدنى الدركات، وأنه من العبث المقارنة بين ما كتبه علماؤنا الأفذاذ وهؤلاء الشذّاذ، فليست كتابات هؤلاء إلى أولئك إلا كلعب الأطفال إلى جانب صولات الأبطال.

ربما تكون هذه هي الفائدة الوحيدة التي حصلتها من خلال قراءتي في هذا الحقل، والحقيقة عندما تكون عن تجربة ومعايشة يكون أثرها في النفس أرسخ، وتمكنها من العقل أثبت.

هذا ويمكن إجمال خطة البحث في الآتي:

* المقدمة: وفيها إشارة إلى أهمية الموضوع وخطورته وأسباب اختياره والدراسات السابقة فيه والمناهج المستخدمة في معالجته كما تحتوي على موجز لخطة البحث.

* الباب الأول: وعنوانه: العلمانية من الغرب إلى الشرق وفيه ثلاثة فصول:

- الفصل الأول: الجذور التاريخية والفلسفية للعلمانية الغربية.

- الفصل الثاني: العلمانية في العالم العربي.

- الفصل الثالث: العلمانية والمفاهيم المتشابكة معها.

- الفصل الرابع: العلمانية وجدلية العقل والنقل.

* الباب الثاني: التاريخية ومداخلها المعلنة. وفيه خمسة فصول:

- الفصل الأول: التاريخية الشاملة والتاريخية الجزئية.

- الفصل الثاني: المدخل الأصولي.

- الفصل الثالث: المدخل الكلامي.

- الفصل الرابع: مدخل علوم القرآن.

- الفصل الخامس: المدخل الحداثي.

* الباب الثالث: الأصول الحقيقية للتاريخية وانعكاساتها. وفيه أربعة فصول:

- الفصل الأول: الأصل الأول: النزعة الإنسية.

- الفصل الثاني: الأصل الثاني: النزعة الماركسية.

- الفصل الثالث: الأصل الثالث: الهرمينوطيقا.

- الفصل الرابع: انعكاسات التاريخية على الرسالة القرآنية.

* الخاتمة: وفيها تلخيص للنتائج والتوصيات.

وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن يغفر لي ما فيه من الزلات والعثرات، وأن يبارك بما فيه من الخيرات، وصلى الله على سيدنا محمد سيد الكائنات وعلى آله وصحبه وسلم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخاتمة

بسم الله الرحمن الرحيم

يمكننا بعد تلك الجولة في المصادر المختلفة أن نشير إلى النتائج التالية:

1 – لقد خلق الله عز وجل العقل وزوّده بأدوات تُمكّنه من سلوك الطريق الذي يُفضي به إلى الحق إذا تجرد عن الأهواء والنوازع والأغراض، ولكنه سبحانه وتعالى أيضاً جل لهذا العقل حدوداً كما جعل للبصر حدوداً، وحدوده لا يمكن أن تتجاوز عالم الشهادة والحس، ولذلك فكل المغامرات العقلية التي تريد أن تستكنه الغيب أو تستكشف الملكوت الأعلى باءت بالفشل، والتاريخ الفلسفي الذي بين أيدينا أبرز دليل على ذلك، ونجد فيه مغامرتين للعقل الغربي استغرقت كل مغامرة منهما أكثر من خمسمائة عام، الأولى: مغامرة العقل اليوناني، والثانية: مغامرة العقل الأوربي الحديث، وكلتا المحاولتين انتهت إلى الشك والعدمية واللاأدرية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير