الفصل الثالث: أخطارها , ويتضمن ثلاثة مباحث:
ـ المبحث الأول: الخطر الذي يحيق بالقرآن الكريم فينصرف الناس عن القرآن ويستغنون عنه بالترجمة.
ـ المبحث الثاني: الخطر الذي ينزل بالأمة الإسلامية فيتفرقوا وتذهب ريحهم ويضعفون.
ـ المبحث الثالث: الخطر الذي يحل باللغة العربية فتنعزل لغة العرب عن المسلمين.
ثم ذكرت في الخاتمة النتائج التي توصلت إليها من خلال هذه الرحلة الممتعة مع ترجمة تفسير القرآن الكريم وأعتقد أن هذه النتائج على جانب عظيم من الأهمية , مرضية ومقنعة لكثيرين فيما أعتقد , وأظن أن بعض الناس ربما لن يكونوا راضين عنها كل الرضا , وحسبي أني لم أجنح لهاجس هوى , وإنما دعمت كل رأي بدليله , مسترشداً بالقرآن والسنة , ثم آراء العلماء والمحققين , قدامى ومحدثين.
النتائج والتوصيات:
1 _ الترجمة: هي نقل الكلام من لغة إلى أخرى , عن طريق التدرج من الكلمات الجزئية إلى الجمل والمعاني الكلية.
2 _ الترجمة في الاصطلاح تقوم مقام الأصل , وتغني عنه.
3 _ الترجمة غير التفسير , ففي التفسير لا ينقل الكلام بل يشرح ويوضح , سواء باللغة العربية أو غيرها.
4 _ الترجمة التفسيرية غير التفسير أيضاً , فالترجمة التفسيرية: هي قسم من أقسام الترجمة الاصطلاحية.
5 _ الترجمة للقرآن الكريم بهذا المفهوم مستحيلة , وذلك لاعتبارات متعددة منها: طبيعة القرآن, ورسمه, وإعجازه, وأسلوبه, ومعانيه, ومبانيه, وبلاغته, وفصاحته, وقراءته, وتجويده, وموسيقاه, وغير ذلك.
6 _ تحرم ترجمة القرآن الكريم بمفهومها ذلك , لأدلة من القرآن والسنة , ومن باب سد الذرائع.
7 _ تجوز ترجمة تفسير القرآن الكريم , بشروط وقيود وضوابط شرعية.
8 _ اتفاق الأئمة الثلاثة ومعهم الإمام أبو حنيفة ـ رضي الله عنه ـ على الصحيح , على تحريم ترجمة القرآن الكريم.
9 _ اتفاق الأئمة الثلاثة , على عدم جواز القراءة بغير العربية في الصلاة , القادر وغير القادر في ذلك سواء, وأجازها الحنفية لغير القادر وهو من أعياه تعلم العربية.
10 _ أجاز بعض المتأخرين ترجمة القرآن , مستندين إلى حجج واهية , لا دليل لهم من القرآن والسنة, وقد رأينا خبر سلمان الفارسي رضي الله عنه , الذي لا تقوم به حجة, ولا ينهض به حكم.
11 _ لترجمة تفسير القرآن الكريم فوائد عظيمة منها: تبليغ معاني القرآن الكريم بتفسيره للأمة الإسلامية جمعاء , كل أمة بلسانها , و دفع الشبهات والأباطيل التي ألصقها أعداء الإسلام بالقرآن الكريم وتفسيره , و كشف النقاب عن جمال القرآن الكريم ومحاسنه, وإحياء لغة العرب, وتعريب الأعاجم.
12 _ يترتب على هذه الترجمة أخطار أيضاً , منها: خطر يحيق بالقرآن الكريم , ويتمثل هذا الخطر في انصراف الناس عن القرآن الكريم , والاستغناء عنه بالترجمة المزعومة, وخطر ينزل بالأمة الإسلامية الواحدة , فيتفرقوا وتذهب ريحهم ويضعفون , والخطر الذي يحل باللغة العربية , فتنعزل لغة العرب عن جميع المسلمين.
13 _ التراجم الموجودة في الأسواق , لا تغني في باب التلاوة والصلاة , ولا يمكن استنباط الأحكام الشرعية منها , ويجوز مسها للمحدث والجنب والحائض و النفساء , كما يجوز قراءتها لهؤلاء , لأنها لا تعتبر قرآناً , وإذا قرأ آية سجدة من هذه الترجمة لا يجب عليه سجود التلاوة.
14 _ إذا كانت الترجمة للقرآن بهذا المفهوم حراماً , فإننا نستطيع إن ندعوا غير العرب إلى الإسلام بالوسائل التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمسلمون الأوائل منها: ترجمة التعاليم الإسلامية إلى اللغات الأجنبية , وتعليم بعض المسلمين للغات الأجنبية , وإيفادهم إلى تلك البلاد لتبليغ الدعوة , ونشر الإسلام بلغات أهل تلك البلاد , أو ترجمة تفسير القرآن ولا بدَّ من الشروط والقيود التي وضعها العلماء حتى تتميز ترجمة تفسير القرآن الكريم , عن الترجمة الاصطلاحية.
15 _ يجب على غير العرب , أن يتعلموا اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم , لأن اللغة العربية هي الأداة لفهم الكتاب والسنة , وحتى يقوموا بأداء ما افترض عليهم من صلاة وتكبير وتسبيح وتحميد وغير ذلك.
¥