خامساً: كان للتلوين الصوتي بالتعريف والتنكير في إطار المفردة دور بارز في إثراء الدلالة المتوقعة لمثل هذا التلوين في سياق التوظيف القرآني وذلك طلباً لأغراض بلاغية ودلالية مبتغاة من وراء هذا التوظيف، بعيداً عن قولبة الأغراض الثابتة، إذ إنّ للنص القرآني دلالاته الخاصة التي تنبع من تفصيلات السياق، وأداءات النظم في الآيات الكريمة.
كما تعاضدَت هذه الفنية الجمالية للتلوين الصوتي بالتعريف والتنكير مع فنية أخرى تتعلق بوضع المفردة من حيث العدد، أي ورودها على صورة الإفراد أو التثنية أو الجمع بما يعمِّق من دلالة الأداء في هذه السياقات، ويُثرِي سياقات القصد الجمالي في هذه المواضع.
سادساً: وَضَحَ ما لفنية الاختيار (الانتقاء) في سياق التلوين الصوتي في القرآن الكريم من دور عظيم في إثراء هيكل الدلالة القرآنية من حيث الاتكاء على تراتبية الأداء في هذه الاختيارات مثلما يتضِّح حين يوظف القرآن الكريم مفردة بعينها في موضع ما ثم يوظف مرادفها في موضع آخر دون توظيفها، وذلك على نحو تبادلي مقصود جمالياً ودلالياً.
كذلك كان لهذه الاختيارات أيضاً دور في إيثار صيغ تصريفية معيَّنة على صيغ أخرى في إطار التلوين الصوتي لتفصيلات التصريف العربي على نحو جمالي رائع يستثمر كل معطيات هذا الجانب الهام من اللغة؛ جانب المورفولوجي في إثراء جوانب الدلالة القرآنية حين التوظيف. وقد لمسنا للتلوين الصوتي بتغاير الصيغ التصريفية ثلاثة أشكال تمثلت في:
* تغاير الصيغ الفعلية ذات الأصل الاشتقاقي الواحد.
* تغاير صيغ المشتقات ذات الأصل الاشتقاقي الواحد.
* تغاير صيغ المصادر الراجعة إلى أصل اشتقاقي واحد.
سابعاً: كان للتلوين الصوتي بالعدول جميل الأثر في إثراء السياق التوظيفي لمثل هذا التلوين في القرآن الكريم، ذلك لأن فنية العدول في جوهرها محاولة لاستثمار النسق المكسور دلالياً في إطار جمالي جديد. وقد لمسنا في هذا السياق العدولي في القرآن الكريم بعض مظاهره الجمالية منها:
* التلوين بالعدول عن نظائر المفردة.
* التلوين بالعدول عن الاسمية إلى الفعلية والعكس.
* التلوين بالعدول عن توظيف المفرد إلى التركيب والعكس.
* التلوين بالعدول التوظيفي للصيغ الاشتقاقية.
وقد تمّ ذلك في إطار منظومة صوتية دلالية جمالية تستثمر هذه المعطيات اللغوية كلها في نسق بديع وصولاً إلى لمح الجماليات المتولدة عنها، وبيان الأثر النصي على سياقات الدلالية القرآنية.
ثامناً: برز التكرار كملمح تلويني بارز في إطار التوظيف الدلالي للتلوين الصوتي في السياق القرآني. وكان لحضور هذه الفنية بمظاهرها المتنوعة أكبر الأثر في إثراء هذه السياقات. وقد تمثلت فنية التكرار في:
* تكرار حروف المباني في سياق المفردة القرآنية.
* تكرار الصيغ الإفرادية مع اتحاد الوزن الصرفي.
* تكرار الوزن الصرفي دون الصيغة البنائية.
* تكرار الصيغ الاشتقاقية لمادة لغوية واحدة.
وقد وضح جلياً تآلف هذه المظاهر التكرارية في إطار التلوين الصوتي لهذا الملمح، وما لحقه من تعانق دلالي وبلاغي في السياق التوظيفي في النص القرآني.
تاسعاً: تمّ توظيف فنية الحذف كملمح تلويني صوتي في إطار انتقاء المفردة القرآنية من خلال محاولة إظهار الأشكال التي يتعاضد فيها الحذف مع محددات السياق والدلالة. وقد تمّ لمْح الأغراض البلاغية المتوخاة من هذه الحذوفات في إطار السياق العام للآية التي تحوي المفردة المنتقاة.
كذلك كان لإحصاء الأشكال التي توارد عليها الحذف في سياق التلوين الصوتي بهذه الفنية الأثر الأكبر في إبراز الأغراض الدلالية والبلاغية التي يُهْدَف إليها من خلال هذه الحذوفات. وقد وضح أن أهم تلك الأشكال التي توارد عليها الحذف القرآني في سياق المفردة ما يلي:
* حذف التاء في أول المضارع.
* حذف ياء المتكلم.
* حذف ياء المنقوص.
* الحذف لالتقاء الساكنين.
وتمّ كل ذلك في إطار الحفاظ على الخطّ العام الدلالة القرآنية، وسياق الغرض في الآيات.
¥