تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

منهجي و أدوات ثلاث, فالأصل المنهجي: هو العلاقة التفاعلية بين المصطلح والنص, تبعا لما سبق بيانه في المدخل النظري المنهجي. وأما الأدوات الثلاث: فهي تفاعل الوصف والتحليل، وتفاعل المقام والمقال في النظر إلى المصطلحات القرآنية , وتفاعل الاستقراء والاستنباط , أثناء الإعداد والعرض المصطلحي للنتائج. وأما على مستوى النتائج: فإن الصحة فيها تقاس بمعايير ثلاثة: وهي التجرد والانسجام ومستوى الصواب. إذ ليس المطلوب في علمية النتائج أن تكون مطلقة وواحدة وعارية من الخطأ, فهذا لم تحصله العلوم الدقيقة بله العلوم الإنسانية! وإنما قصارانا أن نقول: إنما يرجو الباحثون في علم اصطلاح النص القرآني بلوغه, هوتجرد بريء من الهوى, وانسجام يقي من التنازع والتضاد , ودرجة في الصواب تقلص احتمال الخطأ تقليصا يتناسب طردا مع ما يكون في أصل البحث ومساراته من صدق في العزم والقصد, وصفاء في النبع, ودقة في النظر, وقوة في الهمة.

أما من الجهة العلمية الشرعية, فإن ثمة حاجة متبادلة بين الدراسات القرآنية والدارسة المصطلحية: فمن ناحية أولى:تحتاج الدراسة المصطلحية إلى الدراسات القرآنية لتحقيق مطلبين:

-أحدهما: مطلب التوسيع: أعني توسيع الإجراءات والمجالات، لأن امتحان علمية المنهج لا يكون إلا باختبار مدى فاعليته في المجالات المختلفة التي ترتبط بموضوعه , نحوا من الارتباط. لأن تعدد المجالات يقضي بحصول اتساع في الأدوات والأساليب وغنى في إمكانات المنهج, نظرا وتطبيقا.

والثاني: مطلب التنويع: وهو متصل بالأول, لأن تنوع المجالات من شأنه أيضا أن يؤدي إلى تنوع في خطوات المنهج , وفي أشكال تنفيذه وفي النتائج المحصل عليها. وبَيِّنٌ أن من يستصحب معه الإرث العلمي الواسع الذي خلفه المسلمون في اللغة والأصول والتفسير والحديث ... بعد تخليصه من نزاعات الخلف, وكان مع ذلك يستلذ العيش في ظلال القرآن والحديث, ويشتم ريح المعاني من ألوان العبارات والكلمات, فإنه سيكون –لعمري- أقدر الباحثين على الاستفادة من منهج الدراسة المصطلحية وإفادته معها!

ومن ناحية ثانية فإن بالدراسات القرآنية اليوم حاجة إلى ذلك المنهج لتحقيق مطلبين:

أحدهما، مطلب التقعيد: أعني صياغة قواعد تفسير موضوعي ارتفع شعاره منذ زمن بعيد, ولما يحصل على تأصيل قواعد منهجية علمية تضبطه , وأحسب أن علم اصطلاح النص قادر على أن يكون الوسيلة الإجرائية للتفسير الموضوعي للقرآن الكريم خاصة , وللتفسير عامة بما يحققه من جودة في الفهم , وصفاء في المشرب, وشمول في النظرة , وتحصيل للتدبر في آيات الله عز وجل.

والثاني، مطلب التجديد: الذي صار مطلبا ملحا على علماء الإسلام , في زمن آلت فيه أفكار القوم إلى ترداد مناهج وتصورات مستوردة خرقاء , أو نكوص إلى مذاهب تاريخية شوهاء , أو ركون إلى دعوات سوقية تخاطب الأهواء. وإنما التجديدصناعة إنسانية متفردة: قوامها قلب عاقل عموده الإخلاص في الطلب, وفهم ذكي أساسه نظرة فاحصة و همة عالية نموذجها أولو العزم من العلماء الباحثين الراشدين."

الفهرس:

تقديم

فاتحة .................................................. .................... 2

مقدمة .................................................. .................. 4

بيان الرموز ونظام الإحالات ................................................. 12

الباب الأول: مدخل منهجي: الدراسة المصطلحية والمفاهيم القرآنية (13 - 102)

مقدمة ............................................. ........................ 15

الفصل الأول: من الدراسة المصطلحية " الى "علم اصطلاح النص" (17 - 54)

المبحث الأول: مقدمة في علم " المصطلح ":النشأة والموضوع والمنهج ....... 18

المبحث الثاني: "الدراسة المصطلحية ":تعريفها وواقعها ..................... 24

المبحث الثالث: علم اصطلاح النص: مفهومه ومنهجه ..................... 37

الفصل الثاني: المصطلح القرآني و الخصوصية المنهجية (55 - 101)

المبحث الأول: المصطلح القرآني وواقع البحث فيه ......................... 56

المبحث الثاني: موجبات الدراسة المصطلحية للألفاظ القرآنية ومقاصدها .... 77

المبحث الثالث: الخصوصية المنهجية في دراسة المصطلح القرآني .............. 85

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير