البزار، عن محمد بن أحمد بن حمدان، عن محمد المكي، عن محمد بن يوسف الفربلي، عن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، وبهذا يكون السند بن الشيخ ابن عاشور وبين رسول الله في الإجازة الأولى خمسة عشر راوياً.
وقد أجاز الشيخ بسنده هذا مئات من علماء تونس، والجزائر، والمغرب وهي عادة العلماء عندنا في تونس".
ثالثاً: مصادر الشيخ ابن عاشور في علوم الحديث ومصطلحه:
يقول د. بلقاسم الغالي: "إن مصادر الشيخ ابن عاشور في علم الحديث ومصطلحه تمتد من بداية تدوين هذا العلم، وتنتهي بعصر الشيخ، فكتب الحديث المعروفة ك"الكتب الستة" قد درسها الشيخ، وأخذ عنها، واستدرك، ونقد الرواية متناً وسنداً، وألم بفنون هذا العلم، وفروعه، واعتمد على مصادر كثيرة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1_ الجامع الصحيح للبخاري أبي عبدالله محمد إسماعيل.
2_ الجامع الصحيح لمسلم بن الحجاج القشيري.
3_ سنن الترمذي للترمذي أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة.
4_ سنن أبي داود لأبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني.
5_ سنن النسائي للنسائي أحمد بن شعيب بن علي.
6_ مسند أحمد لأحمد بن حنبل الشيباني.
ومن السنن التي اعتمد عليها الشيخ في نقل مروياته:
7_ سنن ابن ماجة.
8_ سنن الدارمي.
9_ السنن الكبرى للبيهقي.
أما كتب الرجال، وما يتعلق بها من تعديل وتجريح، فقد اعتمد ابن عاشور على آثار متنوعة منها:
10_ الجرح والتعديل لابن أبي حاتم.
11_ ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي.
وأما كتب السيرة فمن المصادر التي اهتم بها الشيخ:
12_ السيرة لابن هشام.
13_ الشفاء للقاضي عياض.
هذه المصادر والتي ألمعنا إليها هي عينة من الكتب التي تفحصها الشيخ ونقدها، ولا يمكن بحال الاكتفاء بهذا الإشارة التي سقتها على سبيل المثال لا الحصر؛ لأن هناك أمهات كتب الحديث التي لم نقف عمدها، ووقف عندها الشيخ:
14_ كالإلمام إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع للقاضي عياض.
15_ شرح صحيح البخاري.
16_ تهذيب التهذيب.
17_ تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني.
18_ مقدمة ابن الصلاح لابن الصلاح.
19_ التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح للزين العراقي.
20_ شرح الجامع الصحيح لابن بطال.
21_ أسباب النزول للواحدي.
يقول د. بلقاسم الغالي معلقاً على مصادر الشيخ في علم الحديث: "إذاً هناك مصادر مختلفة أفاد منها الشيخ إفادة الناقد، وألمَّ بمنابع هذا العلم إلمام الحافظ الحجة بكتب الرجال العدول، وكتب الضعفاء والمتروكين، فاستدرك على أئمة هذا العلم وبسط القول فيما اختصروا، وأفاض فيما لمحوا وفي ذلك دلالة على طول الباع في هذا العلم".
ويقول معالي الشيخ العلامة الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة –حفظه الله-:
"بمثل اهتمام الإمام الأكبر بالقرآن الكريم حفظاً ورواية ودراية، وبمثل اشتغاله به –رحمه الله- درساً ومحاضرة وتأليفاً، انصبت عنايته الكبرى على جوانب من السيرة النبوية الشريفة، كما أشرنا إلى ذلك فيما تقدم، وعلى السنة ودواوينها؛ فالتهم كل ما وقع تحت يده منها، أو تمكن من التعرف والوقوف عليه في مصنفاتها وكتبها عن طريق ما تحمله من جده من ذلك دروسه بالبيت، أو ما تلقاه عن أشياخه بجامع الزيتونة.
وقد بقيت مظاهر هذه العناية مصاحبة له، يدل على ذلك ما ورد من وصف مجالسه العلمية في إجازة نجله العلامة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور إياي يوم الأربعاء خامس شهر رمضان المعظم من سنة 1366هـ.
قال –رحمه الله- ختمت بين يديه -شيخ الإسلام العلامة الكبير- بمقام سيدنا أبي زمعة البلوي –رضي الله عنه- صاحب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومبايعه بيعة الرضوان، قراءة كتاب الشمائل النبوية للإمام أبي عيسى الترمذي –رضي الله عنه- في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول 1349هـ.
وقد كنت منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً ملتزماً في شهر رمضان المعظم من كل سنة أن أقرأ بين يديه كل ليلة بعد صلاة التراويح مقداراً من الحديث الشريف قراءة ضبط وتحقيق بمحلنا بالمرسى.
فقرأت عليه في تلك المجالس صحيح الإمام مسلم من أوله إلى آخره، وهو ينظر في صفحاته ويشكلها ويثبت الروايات بالقلم الأحمر.
وختمت عليه في تلك المجالس –أيضاً- موطأ مالك بن أنس –رضي الله عنه- مرتين.
¥