تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد رأى الشيخ أن كثيراً من المفسرين قد ولع بتطلب أسباب النزول إلى حد الغرابة، حتى كاد بعضهم أن يوهم الناس أن كل آية من القرآن نزلت على سبب، وقد أبدى الشيخ في أكثر من موضع الآراء القيمة التي تعكس متى تضلعه في علم الحديث".

ثم يبين الدكتور الغالي منهج ابن عاشور في التعامل مع الحديث النبوي من خلال تفسيره فيقول:

"إن أغلب الأحاديث النبوية التي استشهد بها الشيخ صحيحه، منها ما خرجها البخاري، ومنها ما خرجها مسلم، ومنها ما خرجها الاثنان معاً، ومنها ما خرجها أصحاب السنن كأبي داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجة، والدارمي.

ومنها ما خرجها الحاكم في مستدركه، وهو يقول عند ذكر الحديث: "وفي صحيح البخاري" أو "وفي صحيح مسلم" أو "في الصحيحين".

ويقول: وقد يعمد الشيخ إلى الإشارة إلى الحديث في مصادره، دون أن يورد نصه، أو يذكر مخرجه، ويظهر ذلك في مواضع من تفسيره".

ويقول: "وقد يروي ابن عاشور الحديث بالمعنى اعتماداً على حفظه ولِم لْم يفعل ذلك؟

وهو الحافظ الحجة العالم بالألفاظ ومدلولاتها، ومقاصدها، الخبير بما يحيل معانيها، البصير بمقادير التفاوت بين ألفاظها".

ويقول: ومن النادر جداً أن تعثر على حديث ضعيف في تفسير التحرير والتنوير، وإن وجد فإن الشيخ قد استخدمه في مبحث لغوي.

وقد جوّز علماء مصطلح الحديث هذا الضرب من الاستشهاد.

وقد ضرب د. بلقاسم الغالي عدداً من الأمثلة على ما ذكر، والمقام لا يسمح بمزيد تفصيل.

هذا ما تيسر إيراده في هذه العجالة؛ إذ إن كثيراً من المؤلفات التي ذكرت تحتاج إلى بسط، وبيان، وتوضيح لما احتوت عليه من المباحث الدقيقة، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى الكتب التي تكلمت على سيرة ابن عاشور وخصوصاً كتاب شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر بن عاشور حياته وآثاره د. بلقاسم الغالي، خصوصاً الفصل الثاني من الباب الثاني الذي جاء بعنوان ابن عاشور محدثاً من ص89 - 110، وكتاب شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الطاهر ابن عاشور تأليف الشيخ محمد الحبيب بن خوجة من ص326 - 405.

شاكراً للشيخ الدكتور عمر وكافة الإخوة.

ـ[بدر الجبر]ــــــــ[10 Jan 2008, 01:43 م]ـ

رحم الله هذا العالم البحر الذي لا يعرفه الكثير منا إلا مفسرًا, وأقول: إذاكانت هذه بضاعته في الحديث فهذا أمر يدعو إلى العجب في شأنه فسبحان من ألهمه هذا كله في زمن أعيا فيه الاستعمار أهله وضايق علماءه, وهذا يدعونا إلى مزيدٍ من النظر في سيرته ومؤلفاته والذي يظهر منه أنه قد ضرب في كل علم بسهم, فرحمة الله عليه, وشكر الله للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد الذي فتح لنا آفاقا جديدة مع هذا العالم الجهبذ وأدعوه إلى مزيد من سبر أغواره والكشف عن آثاره فالشيخ –وفقه الله- عوّدنا على مثل هذه المبادرات العلمية في إبراز علماء الأمة ومفكريها وإبراز الوجه المشرق في سيرهم.

http://www.toislam.net/files.asp?order=2&num=1&PageIndex=8

http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=2923&per=2922&kkk=

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 Jan 2008, 04:51 م]ـ

أشكر لأخي وصديقي العزيز ـ الذي لازلت أتعلم منه ـ الشيخ الدكتور محمد الحمد على هذه الإضافة القيمة التي زادتني بصيرة بجهلي بعلم هذا الإمام الفذ،وما هي بأول بركاتكم أبا إبراهيم.

وإني لأعتذر عما كتبته أعلاه،وأستغفر الله من زللي وتقصيري،وما الأمر إلا كما تفضل الشيخ محمد،بأن اطلاعي على ما سطره سيغير من نظرتي عن عناية الشيخ ـ رحمه الله ـ بعلم الحديث.

ولا زلتُ ـ أيها المحب ـ أتساءل عن ظهور الصناعة الحديثية ـ بالمعنى المعروف عند المحدثين ـ في تفسيره؟!

من خلال ما قرأته من تفسيره،تبين لي أن الشيخ يعتني بجانب المتن أكثر من جانب الإسناد،من خلال ذكر أسباب النزول،والعناية بالجمع بينها ـ إن كان ثمة شيء يدعو إلى ذلك،وكذلك إذا ورد في السنة ما يخالف ظاهره القرآن.

وما ذكره الدكتور القاسم بلغالي ـ وفقه الله ـ حول ندرة الأحاديث الضعيفة،تحتاج إلى تأمل!

فقد مرّ بي عدد ليس بالقليل من الأحاديث التي تكلم فيها أئمة الحديث،مع أنني لم استوعب قراءة التفسير كله ـ وهي أمنية أسأل الله العون على تحقيقها ـ اللهم إلا أن كان يعني بذلك المتفق على ضعفه،أو أنه لا يورد في تفسيره من الحديث إلا حديثا صححه إمام من أهل الحديث،ولو خالفه الأكثرون،فهذا شيء آخر،والله أعلم.

وليعلم أن ما ذكرته في المداخلة الأولى كان منصبا على تفسيره فقط، ليس على بقية كتبه التي تفضل الشيخ بذكرها.

أكرر شكري وتقديري لأخي الكبير الشيخ د. محمد الحمد على لطفه البالغ،ونصحه الغامر الذي ألبسه حلة الأدب،ووشاه بأصيل عباراته،وتنبيهه الخفي المشبع بالخلق الرفيع،الذي لا يصدر إلا من نفس كبيرة،وهي كذلك نفس أبي إبراهيم،زادني الله وإياه توفيقا وهدى،وسائر الإخوة القراء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير