تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 Nov 2008, 04:29 م]ـ

أحسنت .. ما زلنا نتابع، وفقك الله يا شيخ جمال.

ـ[جمال القرش]ــــــــ[21 Nov 2008, 09:20 ص]ـ

المبحث الثاني: الكلام عن قتادة رحمه الله من حيث [مكانته، بدعة القدر، تدليسه]

وفي ذلك عدة مباحث

المسألة الأولى: بنبغي أن نفرق بين [أبي قتادة الأنصاري، وعبد الله بن أبى قتادة، وقتادة بن دعامة].

فالأول: أبو قتادة الأنصارى، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم و فارسه قيل اسمه الحارث بن ربعى بن بلدمة، و قيل عمرو وقيل النعمان، السلمى، المدنى، توفي 54 هـ توفي بـ المدينة، و قيل: الكوفة. انظر: تهذيب الكمال [12/ 183] للعلامة يوسف المزي.

والثاني: عبد الله بن أبى قتادة الأنصارى السلمى، أبو إبراهيم، و يقال أبو يحيى، المدنى، من الطبقة: الثالثة: من الوسطى من التابعين، توفي: 95 هـ، وروى له: في الكتب الستة، رتبته عند ابن حجر: ثقة، انظر: تهذيب الكمال [15/ 441].

الثالث: قتادة بن دعامة بن قتادة، و يقال قتادة بن دعامة بن عكابة أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه المفسر، رأس الطبقة الرابعة [تلى الوسطى من التابعين، ولد: 60 هـ أو 61 هـ توفي: 100 و بضع عشرة هـ بـ واسط، روى له الكتب الستة، رتبته عند ابن حجر: ثقة ثبت، وعند الذهبي: الحافظ، انظر: تهذيب الكمال [23/ 498، 499].

والأخير كما هو معلوم مسار البحث.

وقبل الحديث عن مسألة تدليس من الإنصاف أن نعطي هذا العالم الجليل حقه بالتعريف به قتادة حافظ العصر، قدوة المفسرين والمحدثين، أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه

المسألة الثانية: مكانته عند العلماء

قال علي بن المديني عن عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن أبي مسلمة سمعت أبا قلابة وسأله رجل عن شيء فلم يقل فيه شيئا فقال له من أسأل أسأل فلانا قال لا قال أسأل قتادة قال نعم سل قتادة

وقال عبد الرزاق عن معمر قلت للزهري أقتادة أعلم عندك أو مكحول قال لا بل قتادة وما كان عند مكحول إلا شيء يسير

وقال عبد الرزاق عن معمر سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها شيئا

وقال سفيان بن عيينة عن معمر لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة

وقال أبو حاتم سمعت أحمد بن حنبل وذكر قتادة فأطنب في ذكره فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك وجعل يقول: عالم بتفسير القرآن وباختلاف العلماء وصفه بالحفظ والفقه فقال قل ما تجد من يتقدمه

وقال محمد بن سواء عن شعبة حدثت سفيان بحديث قتادة عن أبي حسان عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قلد الهدي وأشعره قال فقال لي سفيان وكان في الدنيا مثل قتادة

قال سلام بن أبي مطيع: كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة

قال أبو هلال عن مطر الوراق ما زال قتادة متعلما حتى مات

انظر: تهذيب الكمال: [23/ 516، 518]، و تسهيل الوصول /: [1/ 8]

المسالة الثالثة: ملكة الحفظ عند قتادة - رحمه الله-:

قال الصعق بن حزن حدثنا زيد أبو عبد الواحد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة

وقال غالب القطان عن بكر بن عبد الله المزني من سره أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا في زمانه وأجدر أن يؤدي الحديث كما سمعه فلينظر إلى قتادة ما رأيت الذي هو أحفظ منه ولا أجدر أن يؤدي الحديث كما سمعه

وقال عبد الرزاق عن معمر جاء رجل إلى بن سيرين فقال رأيت حمامة التقمت لؤلؤة فخرجت منها أعظم مما دخلت ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت أصغر مما دخلت، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت كما دخلت سواء فقال له بن سيرين أما التي خرجت أعظم مما دخلت فذاك الحسن يسمع الحديث فيجوده بمنطقه ثم يصل فيه من مواعظه وأما التي خرجت أصغر مما دخلت فذاك محمد بن سيرين يتنقص منه ويشك فيه وأما التي خرجت كما دخلت فهو قتادة وهو أحفظ الناس

وقال روح بن القاسم عن مطر الوراق كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافا وكان إذا سمع الحديث يأخذه العويل والزويل حتى يحفظه

وقال عبد الرزاق عن معمر قال قتادة لسعيد بن أبي عروبة يا أبا النضر خذ المصحف قال فعرض عليه سورة البقرة فلم يخط فيها حرفا واحدا قال يا أبا النضر أحكمت قال نعم قال لأنا لصحيفة جابر بن عبد الله أحفظ مني لسورة البقرة قال وكانت قرئت عليه

وقال علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول: قال سليمان التيمي ذهبوا بصحيفة جابر إلى قتادة فرواها أو قال فأخذها.

وقال عبد الرحمن بن يونس عن سفيان بن عيينة كان قتادة يقص بصحيفة جابر وكان كتبها عن سليمان اليشكري

وقال هشيم عن أبي بشر قلت لأبي سفيان ما لي لا أراك تحدث عن جابر كما يحدث سليمان اليشكري فقال أبو سفيان إن سليمان كان يكتب وإني لم أكن أكتب

وقال أبو هلال قيل لقتادة نكتب ما نسمع منك قال وما يمنعك أن تكتب وقد أخبرك اللطيف الخبير أنه قد كتب وقرأ في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى

وقال أبو حاتم عن عمرو بن علي قلت لعبد الرحمن بن مهدي حميد الطويل في حديث فقال قتادة أحفظ من خمسين مثل حميد قال أبو حاتم صدق بن مهدي ٍ

وقال أبو حاتم سمعت أحمد ابن حنبل وذكر قتادة فاطنب .. ووصفه بالحفظ والفقه وقال قلما تجد من يتقدمه.

وقال الاثرم سمعت احمد يقول: كان قتادة احفظ من أهل البصرة لم يسمع شيئا إلا حفظه وقرئ عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها وكان سليمان التيمي وأيوب يحتاجون إلى حفظه ويسألونه وكان له خمس وخمسون سنة يوم مات.

وعن قتادة قال إعادة الحديث في المجلس يذهب بنوره وما قلت لمحدث قط أعد علي وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي

وعن قتادة قال إعادة الحديث أشد من ثقل الصخر

انظر: تهذيب الكمال [23/ 517، 518]، وتهذيب التهذيب [ج/ 8/ 315: 317].

يتابع بإذن الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير