تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اتبع الصادون عن سبيل الله أساليب مختلفة للصد عن سبيل الله؛ كم استخدموا وسائل مختلفة للغرض نفسه. ومن أساليبهم:

• أساليب فكرية، وهي: التي تستهدف العقول والأفكار؛ إما بالدعوة والجدال والإقناع، أو بالتشكيك والتشويه، أو بالتضليل والتحريف، مثل: الدعوة المباشرة إلى الكفر، وإثارة الشبهات حول الدين الحق، وتحريف دين الله وتشريع ما يخالفة.

• أساليب نفسية وسلوكية، وهي: التي تستهدف التأثير على النفس، وتؤدي إلى زعزعة الثقة بالحق، والامتناع عن اتباعه، أو إلى الثقة بالباطل، واتباعه، مثل: تزيين الباطل، والإفساد في الأرض، والاستهزاء والسخرية من الحقّ وأهله، والقدوة السيئة، وموالاة الكافرين.

• أساليب اقتصادية، وهي: التي تعتمد على الاقتصاد والمال إما بمنعه من الوصول إلى أهل الحق وإما باستخدامه لمحاربة الحق وأهله، مثل: الحصار الاقتصادي، والانفاق على الأنشطة المعادية للحق.

• أساليب عسكرية، وهي: كل ما يدل على استخدام القوة، أو التهديد بها، أو السعي إلى إضعاف قوة الجماعة المؤمنة عسكريا أمام عدوها، مثل: تهديد أهل الحقّ وتعذيبهم، ومنعهم من أداء شعائر الإسلام، وقتلهم وقتالهم، وإثارة الفتنة بينهم.

• أما وسائل الصد عن سبيل الله فهي: ما يستخدمه الصادون عن سبيل الله ويستعينون به في تنفيذ عملهم، ويقربهم إلى الوصول إلى أهدافهم. وهي تختلف بحسب الزمان والمكان، وبحسب الظروف والأحوال. ومن وسائلهم التي عرضها القرآن: التعليم، والأندية، ودور اللهو المحرّم والمسكرات، والإعلام، والمؤسسات الإقتصادية، والجاه والسلطة، والتحالفات الأمنية والعسكرية.

الفصل الثالث: دوافع الصد عن سبيل الله ونتائجه:

التصرف الصحيح تجاه الحق هو: الاستسلام والانقياد والاتباع، وتجاه أهل الحق: النصرة والتأييد، ولكننا نرى كثيرا من الناس يعرضون عن الحق، ويؤذون أهله ويصدونهم عن اتباع الحق. وإذا كان هذا لا يتوافق مع الفطرة السليمة فلا بد أن هناك دوافع تدفع أولئك الصادين إلى الصد عن سبيل الله. وقد ذكر القرآن منها: اتّباع الهوى، والحسد، والاستكبار، والخوف على المكاسب الدنيوية، والتقليد واتّباع المألوف.

أما نتائج الصد عن سبيل الله فهي قسمان: نتائج دنيوية، ونتائج أخروية.

فالنتائج الدنيوية هي: ما يترتب على الصد عن سبيل الله من جزاء عليه في الحياة الدنيا، مثل: الحرمان من الهداية، والعقاب الدنيوي قبل الأخروي، والخزي والهزيمة، والحرمان مما أحلّ الله عقوبة، والهلاك والدمار وعذاب الاستئصال.

والنتائج الأخروية فهي: ما يترتب على الصد عن سبيل الله من جزاء عليه في الآخرة، مثل: إحباط العمل، واللعن، والفضيحة في المحشر، ومضاعفة العذاب.

الخاتمة: نتائج البحث:

• يتناول موضوع الصد عن سبيل الله كل الأعمال الموجهة ضد الإسلام، والتي يقصد منها هدم عقيدته وتقويض نظامه كنظام مهيمن على شئون الحياة كلها، سواء كانت موجهة إلى داخل النفس (أي: أن المرء يوجه هذا العمل إلى نفسه ويمنعها من سلوك سبيل الإسلام)، أو كان موجها إلى خارجها.

• ظهر من الدراسة معنى الصد في اللغة، وأنه يدور على معنيين أساسين، هما: الإعراض والمنع. وأنه كذلك في القرآن يدور مع المعنيين، وأن المشتقات الأخرى التي وردت لا تخرج منهما.

• ينسب الصد عن سبيل الله إلى جماعة غالبا؛ حيث لم تتجاوز الحالات التي نسب فيها إلى مفرد ثماني حالات، مع احتمال النسبة إلى الجماعة في بعضها. وإذا نظرنا إلى الحالات التي نسب فيها الصد عن سبيل الله إلى المفرد نجد أن الصاد عن سبيل الله لم يكن فردا عاديا، بل كان فردا يقوم مقام جماعة. فالشيطان هو الذي بدأ بعملية الصد عن سبيل الله – متمثلا في إبليس -، وهو سبب كل صد عن سبيل الله، ولا يبعد كذلك أن يكون المراد به الجنس، فالذي أسند إليه الصد عن سبيل الله في هذه الحالة لا يكون مفردا، وإنما يكون جنس الشيطان المتمثل في كل فرد أو جماعة منهم. وفرعون معروف بجبروته وغطرسته، ولولا أنه كان ملكا ورءه جماعة كبيرة من الجنود والأعوان لما استطاع أن يقوم بما قام به من الصد عن سبيل الله؛ فهو بصفته تلك يقوم مقام جماعة. وتخلص من ذلك إلى أن الصد عن سبيل الله يقوم به – في الغالب – جماعة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير