ما هو المقياس الذي يكتبُ به هذا النوع من الرسائل و البحوث؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[15 Jul 2010, 11:25 م]ـ
ألاحظُ أن عنوان عدد غير قليل من الرسائل العلمية [ماجستير و دكتوراة] هو:
منهج [فلان] في التفسير من خلال كتابه [كذا]. أو بعبارة أخرى العالم [فلان] و منهجه في التفسير.
و العالِم المراد معرفة منهجه في التفسير تجده متبحرا في علم آخر، الحديث أو الفقه مثلا، و الكتاب الذي أجريت الدراسة عليه في الفقه أو الحديث أو غيره من العلوم، و لم يكن له منهجٌ يخصه في التفسير أصلا و إنما هو ناقلٌ عن غيره إذا عرض له تفسير آية.
فهل كل من تبحر في علم من علوم الشريعة وصنف فيه كتابا لابد أن يكون مفسرا، و له منهج في التفسير؟
مالضابط في هذا بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jul 2010, 04:35 ص]ـ
شيءٌ من الجواب ...
الضابط في هذا مقدار المادة العلمية في التفسير التي يكون للمؤلف أثر فيها باختيار أو إضافة أو نقد أو استدراك ونحو ذلك مما يجعل تناول جانب التفسير عنده جديراً بالدراسة المفردة، فمثلاً قد تجد كتاباً في الفقه لمؤلف من المؤلفين، ولكنه عندما يتعرض للآيات القرآنية ويستدل بها يتوسع في تفسيرها وتظهر اختياراته في التفسير في تناوله لهذه الآيات، ويكون حجم هذه الإضافة مناسباً للدراسة، فعند ذلك نقول للباحث: يمكنك أن تتناول هذا الجانب التفسيري عند هذا العالم الفقيه بالدراسة، وقس على ذلك أي عالم في أي فن من الفنون يتعرض للتفسير في كتابه.
وأصل هذه الفكرة مقبولٌ علمياً، حيث إن العلم الموجود في غير مظنته كثير، ومن مهام البحث العلمي تتبع مثل هذه المسائل التي توجد في غير مظنتها وإبرازها وترتيبها ليفيد منها الباحثون في هذا التخصص أو ذاك، وربما تجد كلاماً في التفسير في غير مظنته يفوق كلام المفسرين في كتب التفسير بكثير.
المأخذ الذي قد يؤخذ على بعض هذه الرسائل أنها تجعل العالم في الفقه أو الحديث أو العقيدة مفسراً بالقوة والإكراه، فيتمحل الباحث في أن يجعل هذا العالم مفسراً ولو لم يكن كذلك، فيجعل نقله لكلام المفسرين تفسيراً وهذا خطأ، أو أن يجعل روايته لتفاسير السابقين بالأسانيد تفسيراً له وهذا أيضاً فيه إشكال، وأمثال هذه التكلفات التي تعود أحياناً على أصل الفكرة بالإبطال والإساءة.
ولم أر كالتوسط والاعتدال في الأمور، والموفَّقُ من وفقه الله.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[16 Jul 2010, 08:35 ص]ـ
أمر آخر في هذا النوع من الرسائل غير الذي تفضل بذكره الدكتور عبد الرحمن، هو لفت أنظار الباحثين إلى تلك الجهود المتفرقة حول تفسير الآيات، صحيح أن أصحابها لم يقصدوا بالاستدلال بها أن تكون تفسيرا بالمصطلح المعروف، إلا أن الذي ينبغي مراعاته أن لا يحاكم أصحاب هذه الكتب على أنها تفاسير، ففي ذلك ظلم لأصحابها، كما أن استدلالهم بالآيات متناثرا في ثنايا الكتب لا يعطي - بالضرورة - صورة واضحة عن موقف الكاتب من بعض مسائل هذا العلم، فالسياق مثلا، والمناسبة بين الآيات، والوحدة الموضوعية لا تظهر بجلاء في هذه الكتب، لكن القيمة العلمية لها في أن جمع المواطن المتناثرة التي استدل بها صاحب الكتاب تشكل صورة واضحة عن المؤلف وطريقته في الاستدلال، والأمور التي يغلبها في ترجيح المعاني، وكل هذا داخل في منهج المفسر.
كما أنه ليس بالضرورة اعتبار لفظ " مفسر" مختصا بمن دون كتابا وأطلق عليه اسم تفسير، فكم أفاد العلماء من وقفات سلفنا وكانت قواعد لمن بعدهم في نصوص القرآن!! كما في حال شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم - رحمهما الله تعالى-
وفي ظني أن المخرج من المبالغة في إطلاق اسم التفسير على هذا النمط أو اسم المفسر على صاحب هذه الكتب هو أن تكون الدراسة بعناوين من مثل (الجهود التفسيرية في كتاب فلان) أو (التفسير وعلوم القرآن عند فلان من خلال كتاب كذا- أو من خلال كتبه)، وقد ارشدت بعض طلبة العلم للكتابة في مثل هذا اللون، وكان آخرهما هذين العنوانين:
الأول: التفسير في كتب الأمالي
الثاني: التفسير في كتب الأدب
فقد لمست في هذين النوعين من الكتابات كثرة الاستدلال بالآيات، ولعل جمع المكتوب فيها يكشف لنا عن أمور مشتركة بين هذه الأنواع، والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jul 2010, 08:44 ص]ـ
الثاني: التفسير في كتب الأدب
دللتُ إحدى الباحثات للكتابة عن جهود النويري في التفسير من خلال كتابه (نهاية الأرب) ومنهج المؤرخين وأهل الأدب في تناول التفسير، وقد انتهت من بحثها وهي تنتظر المناقشة الآن ولله الحمد.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Jul 2010, 08:59 ص]ـ
وكتب المجالس فيها جهود تحتاج إلى عناية وخاصة من التزموا في مجالسهم تفسير آية من القرآن أو إزالة إشكال حولها الخ
إضافة إلى وجود فوائد في هذه الكتب لا تكاد توجد في كتب التفسير من التنبيه على وهم أو ترجيح قول الخ و
¥