تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jul 2010, 06:00 ص]ـ

بارك الله فيكم جميعاً.

صياغة خطط البحوث العلمية مسألة تخضع لبعض الضوابط العامة المذكورة في كتب البحث العلمي، وهي تعتمد على الخبرة في صياغة البحوث ومُمارستها، والمرحلة التي يُكتب فيها البحثُ، وطول البحث وقصره والغرض من البحث ونحو ذلك من العوامل التي تؤثر على صياغة مخطط البحث. فبحثكم هنا في مرحلة البكالوريوس يهدف إلى تدريبكم بالدرجة الأولى على صياغة خطط البحث، والتعرف على مصادر البحوث، والطريقة الصحيحة في التعامل مع هذه المصادر، وكيفية الاستفادة من البحوث السابقة في الموضوع أو قريبة منه، وكل هذه الأمور تنمو مع الوقت في حياة الباحث والباحثة، فلا يوجد أحد منا إلا وبدأ في البحث العلمي خطوة خطوة، وتبقى مسألة صياغة خطط البحوث تتفاوت فيها أنظار الباحثين دوماً.

وعلى سبيل المثال هنا، فقد قرأتُ مخطط البحث الذي كتبتموه في المشاركة الأولى فظهر لي فيه الملحوظات التالية من أول نظرة:

- عدم تطابق الأجزءا التي قسمتم البحث إليها مع مرحلة البحث (بكالوريوس) حيث جعلتموه أبواباً والأبواب تقسيم كبير، يصلح للماجستير والدكتوراه دون البحوث الجامعية الدنيا. ثم رأيتكم جعلتم العناوين عامة جداً أوسع من عنوان البحث نفسه. فكتبكم (الحضارة الإسلامية - معنى الأخلاق والتربية في الحضارة الإسلامية - معنى الأخلاق في الإسلام - معنى التربية في الإسلام - على أي أساس بنيت لحضارة الإسلامية - على أي أساس بنيت الأخلاق في الحضارة الإسلامية - على أي أساس بنيت التربية في الحضارة الإسلامية - أثر العبادات الدينية على الأخلاق والتربية - ما لعلاقة بين العبادة والتربية؟ - تعريف العبادة - تعريف التربية) وهذه لا عناوين واسعة، لم تدخل بعدُ في صلب البحث المفترض فيه أن يكون مُركَّزاً على نقاط العنوان، وليس هناك تناسق ولا تسلسل بين هذه العناوين، ولكن هذا طبيعي في بداية التفكير في الموضوع، وأنا شخصياً أقوم بعمل الآتي في أثناء صياغة خطة أي بحث يعرض لي:

- أقوم بكتابة كل الأفكار المتعلقة بالموضوع في ورقة بيضاء، أو على صفحة وورد في الحاسب الآلي، وأكتبها دون ترتيب، وأبقى في هذه الأمر حتى اشعر أنني قد استوفيت معظم النقاط الأساسية في الموضوع، ثم أبدأ في تحويل هذه الأفكار والأسئلة إلى مخطط متناسق فيه مقدمة وتمهيد إذا احتجت لذلك وفصول ومباحث وخاتمة .. الخ. وبعد ذلك أراجع وأستشير حيث إن الأنظار تختلف كثيراً في النظر إلى الموضوعات مهما كانت بسيطة، فتجد عند باحث ما لا تجده عند غيره، بحسب خبرة الباحث وسعة اطلاعه وحسن تنظيمه وغير ذلك، والباحثون يتفاوتون في ذلك تفاوتاً كبيراً، فبعضهم مفيد جداً، وبعضهم غير مفيد، وبعضهم بين بين. والباحثون يشكون كثيراً من تفاوت آراء اللجان التي تناقش المخططات، وهذا لا غرابة فيه فالنظر للخطط يتفاوت بحسب العوامل السابقة، والفائدة في النهاية تعود للبحث والباحث، بحيث لا يكتب في موضوعه إلا وقد أخذت الخطة حظها من النظر، واستوفت جوانب الكمال إلى ما تبلغه طاقة هذه العقول الناظرة في الخطة.

ولا بد قبل وضع الخطة من معرفة مشكلة البحث التي يسعى البحث لمعالجتها، فمثلاً هنا في موضوع بحثكم تريدون دراسة (أثار تعليم القرآن على الفرد والمجتمع - الأثر التربوي والأخلاقي) فالبحث يكون مركزاً على آثار عملية تعليم القرآن على الأفراد وعلى المجتمع، في جانبين: التربوي والأخلاقي، وهما يتداخلان في بعض النقاط. لكن لا خيار لنا الآن فهذا خياركم في العنوان، وفي بعض الأحيان يخضع العنوان نفسه إلى نقاش طويل حتى يستقر الرأي على العنوان، ولكن الغالب على بحوث البكالوريوس أن تكون مهيأة للطلاب من قبل الأساتذة بخلاف الدراسات العليا فيكون الطالب هو المبادر إلى اختيار العنوان وتبرير الاختيار.

ونحن نريد في وضع خطة البحث هنا أن ندخل مباشرة للموضوع دون الدخول في مقدمات وممهدات طويلة قد تستغرق البحث على قصره.

فخطر على ذهني أن يكون تقسيم البحث على المحاور التالية:

- المقدمة. وهذه لا بد منها في كل بحث.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير