العضو الذي يرى به التلميذ الكلمات، ويلاحظ أحرفها مرتبة وفقا لنطقها، ويتأكد من رسم صورتها الصحيحة، وهى العضو الذي يدرك صواب الكلمات ويميزها عن غيرها، ولكي ينتفع بهذا العامل الأساس في تدريس الإملاء، يجب أن يربط بين دروس القراءة ودروس الإملاء، ذلك بأن يكتب التلاميذ في كراسات الإملاء بعض القطع التي قرؤوها في كتاب القراءة، مما يحملهم على تأمل الكلمات بعناية، ويبعث انتباههم إليها، ويعود أعينهم الدقة في ملاحظتها، واختزان صورها في أذهانهم، وينبغي أن يتم الربط بين القراءة والإملاء في حصة واحدة، أو في حصتين متقاربتين.
2 ـ الأذن:
العضو الذي يسمع به التلميذ أصوات الكلمات، ويتعرف به إلى خصائص هذه الأصوات، ويميز بين مقاطعها وترتيبها، مما يساعده على تثبيت آثار الصور المكتوبة المرئية. لهذا يجب الإكثار من تدريب الأذن على سماع الأصوات وتمييزها، وإدراك الفروق الدقيقة بين الحروف المتقاربة المخارج. والوسيلة الفاعلة إلى ذلك: الإكثار من التهجي الشفوي للكلمات قبل الكتابة.
3 ـ اليد: هي العضو الذي يعتمد علية التلاميذ في كتابة الكلمات، وبها يستقيم الإملاء حين تستجيب للأذن، فإذا أخطأت إحداهما، أو كلتاهما أسرع الخطأ إلى اليد. وتعهد اليد أمر ضروري لتحقيق تلك الغاية. لهذا ينبغي الإكثار من تدريب التلاميذ تدريبًا يدويًا على الكتابة حتى تعتاد يده طائفة من الحركات الفعلية الخاصة. على أن اليد حين يستقيم أمرها؛ تكتسب القدرة على الكتابة والتدريب على الصواب.
4 ـ وإلى جانب الأسس العضوية السابقة لا يحسن بنا أن نتجاهل بعض العوامل الفكرية التي ترتبط بها عملية التهجي الصحيح، وهى تعتمد على محصلة التلميذ من المفردات اللغوية التي يكتسبها من القراءة والتعبير، ومدى قدرته على فهم هذه
المفردات والتمييز بينها. كما يجب الربط بين الإملاء والأعمال التحريرية، والاهتمام بالتذكير والتدريب المستمر عن طريق مطالبة التلاميذ بمذاكرة قطعة صغيرة، ثم نمليها عليهم في اليوم التالي، واضعين في الاعتبار مسألتي: الفهم والمعنى.
5 ـ أساليب التدريب الذاتي:
تستعمل الأسس الآنفة في عملية التدريب الجماعي، غير أن هناك أساليب أخرى يفضل استعمالها للتدريب الفردي، خاصة عند التلاميذ الضعاف والمبطئين في الكتابة، والذين تكثر أخطاؤهم في كلمات بعينها، وتعتمد هذه الأساليب على الآتي:
أ ـ طريقة الجمع:
أساسها غريزة الجمع والاقتناء، وتقوم على تكليف التلميذ بأن يجمع من كتاب القراءة أو غيره بعض المفردات ذات النظام المشترك، ويكتبها في بطاقات خاصة، كأن يجمع المفردات التي تكتب بتاء مربوطة أو مفتوحة، أو بلامين، أو مفردات ينطق آخرها ألفًا، ولكنها تكتب ياء، وغيرها.
ب ـ البطاقات الهجائية أو مفكرة الإملاء:
تعتمد على اقتناء التلميذ بطاقات أو مفكرة يدون فيها القواعد الإملائية مع بعض الكلمات التي تخضع لها، فيدون ـ على سبيل المثال ـ قاعدة كتابة الهمزة
المتوسطة على الياء، ثم يجمع طائفة من المفردات التي رسمت في وسطها الهمزة على الياء، أو كلمات تنتهي بألف تكتب ياء، مع قاعدتها، وقس على ذلك. ومن البطاقات أو المفكرة الإملائية ما يجمع فيها التلميذ الأخطاء الشائعة، أو يكتب فيها قصصا قصيرة، أو موضوعات طريفة تحذف منها بعض الكلمات ويترك مكانها
خاليا، على أن ترصد هذه المفردات على رأس الصفحة، أو أعلى القصة أو الموضوع، ويشترط فيها أن تكون ذات صعوبة إملائية، ثم يقرأ التلميذ القصة أو الموضوع، ويستكملها باختيار المفردات المناسبة، ووضعها في مكانها الصحيح.
ج ـ ومن الأساليب الذاتية ما يتم عن طريق تنفيذ عدة إرشادات بطريقة مرتبة
هي: انظر إلى الكلمة ثم انطقها بصوت منخفض، واكتبها ثم انظر إلى حروفها، وانطقها بصوت منخفض، اغلق عينيك عند النطق، غط القائمة واكتب الكلمة، تحقق من صحة الكلمة التي كتبتها، وهكذا، وغالبا ما يكون ذلك للفصول الدنيا.
سابعا ـ الشروط التي يجب توفرها في موضوع الإملاء:
الغرض من قطعة الإملاء تحقيق ما يهدف إليه المعلم من رفع المستوى الأدائي عند التلاميذ. لذلك إذا أحسن اختيار قطعة الإملاء تحقق الغرض. ولكي تحقق القطعة الهدف لابد من اشتمالها على الشروط التالية:
¥