تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أما بعد فهذه جملة واحدة0]

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[23 - 06 - 2007, 09:21 ص]ـ

أما: حرف شرط وتفصيل، من أدوات الشرط غير الجازمة، والكلام في هذا الحرف كثير في كتب النحو وحروف المعاني، ومعروف. وإنما الذي يحيرني هو كتابة (أما بعد) في سطر وجوابها في سطر آخر، بعد ظهور الطباعة واستخدام علامات الترقيم فيها. فما الداعي لهذا وهما جملة شرطية لا يتم المعنى إلا بذكر الشرط والجواب فيها؟

ولو كان هذا في كتابات بعض الشداة لهان الأمر وجل الخطب، ولكنه في كتابات الكبار من المؤلفين في العربية وغيرها، بل أصبح هو الشائع في معظم كتابات اليوم في حدود ما وقفت عليه0

الذي يبدو لي أن عبارة أما بعد وما بعدها تكتب في فقرة واحدة؛ لأنها جملة واحدة في المعنى الذي لم ينته حتى نبدأ فقرة جديدة.

ما رأيكم دام فضلكم؟ أفيدوني أفادكم الله.

ـ[معالي]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 08:43 ص]ـ

لفتة ذكية شيخنا الجليل!

والجمل منها هذا العنوان البليغ الذي جعلتموه مفتاحا لمشاركتكم!

سدد الله خطاكم، ونفع بكم.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 01:33 م]ـ

أهلا بك أخي الدكتور بشر

أما بعد، فعبارة (أما بعد) أصل وضعها قصد التخلص من المقدمات إلى ما يريد الإنسان بيانه، وتوضع في الخطب وفي الكتب وفي مقدماتها، وهي كما ذكرت أخي الكريم: حرف شرط غير جازم يفيد التفصيل والتوكيد ... والأصل كونها للتفصيل كقوله تعالى " أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا "، كما تفيد التوكيد في حالاتها مثل: أما أنت فمبدع أخي بشر! وقد حفل بها الخطباء في بدء خطبهم ومقالاتهم حتى أصبحت سمة رئيسة من سمات الخطبة ولا ننس أن الرسول الكريم عليه صلوات ربي وسلامه كان يقولها إذا خطب وكتب من ذلك كتابه لهرقل: " من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، أما بعد: أسلم تسلم يؤتك أجرك مرتين ".

وهي جملة واحدة " أما بعد "، وتقال في بدء الحديث وتصدير الكتابة لذا صار تموضعها تموضعا منكسر السياق، وأعني به فقد دلالتها الشرطية والتفصيلية والتوكيدية فأصبحت مفرغة من حمولاتها لتفضي إلى حمولات أخر ... ولا أرى دليلا على ما اقترحه هنا إلا أن المتحدث أو الكاتب لا يريد تفصيلا بقدر ما يريد إجمالا، ولا يبغي توكيدا بقدر ما يرغب إدلاء، فيدلي بحديثه ويدبج مقاله لغرض أوحد ليس إلا هو التخلص من المقدمات والانصراف إلى لب المقال

لذا تجد الأمر مختلفا عما عرضته بقولك: "وإنما الذي يحيرني هو كتابة (أما بعد) في سطر وجوابها في سطر آخر، بعد ظهور الطباعة واستخدام علامات الترقيم فيها. فما الداعي لهذا وهما جملة شرطية لا يتم المعنى إلا بذكر الشرط والجواب فيها؟ " فإن الكاتب أو المتحدث لا يعنيه دلالة ما وضعت من أجله بقدر ما يهمه الوصول إلى لب القضية المتكلم أو المتحدث عنها، ولا أدل على ذلك من فقد اقتران الجواب بالفاء كدليل كونها حرفا شرطيا، فتجد سياقات نحو: أما بعد ... أحيك أخي بتحية الإسلام!

ونحو: أما بعد ... يشرفني أن ألتقي بك!

ونحو ذلك، مجرد رأي وللفاعلين نظرهم

ـ[حازم إبراهيم]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 01:54 م]ـ

أحسنتم جميعا، ولتسمحوا لى بما جادت به قريحتى المتواضعة:

بداية لا خلاف على كون "أما: أداة شرط وتفصيل وتوكيد، و"بعد" ظرف مبنى على الضم، وأن التعبير فى اللغة يسمى فصل الخطاب لأنه يفصل بين تقدمة الإنسان وبين الموضوع الرئيس، وكثير ما هو فى الحديث الشريف، وفى أقوال الصحابة رضوان الله عليهم، كقول الصديق - رضى الله عنه -:"أما بعد - أيها الناس - فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم ..................................... ".

ونحن نعلم ماقد يعتر ى اللفظ من نحت أو إضافة لمعناه إو إلباسه مما لم يكن له قبلا، لذا فإنى أرى أنه لا شىء فى كتابة "أما بعد "ثم يليها سطر آخر به الموضوع، وكأن المتحدث فصل فصلا تاما بين مقدمته وبين موضوعه، بل واختصر المقدمة أيضا، ليس من قبيل الشرط أو التوكيد بقدر ما هو من قبيل الاختصار والوصول إلى لب الموضوع بما تقتضيه عجلة السرعة، وما يقتضيه تطور اللغة.

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[26 - 08 - 2007, 11:36 م]ـ

شكرا لك أختي معالي على إحياء هذا الموضوع ونقله إلى مكانه المناسب، وقد ظننت أنه مات في مهده؛ لأن أحدا لم يهتم به في حينه.

أخوي الكريمين مغربي وحازم أقدر لكما مروركم بهذا الموضوع الذي يبدو لبعضهم أنه من فضول القول وأراه غير ذلك. وما تكرمتما بالإشارة إليه من دلالات العبارة وإيحاءاتها لعله موضع اتفاق بين الجميع، وأفهم ضمنا من كلامكما الموافقة على أن العبارة كلها جملة شرطية واحدة متصلة المعنى مترابطة الدلالة بحيث لا يمكن فهم المقصود وتمام المعنى إلا بذكرها كلها، ولكن ما لم أفهمه هو: ما الداعي إلى كتابة الجملة الواحدة في فقرتين؟ ولم أجد هذا التقطيع لهذه الجملة التي قلما تخلو منها مقدمة كتاب، في شيئ من كتب القدماء ولا في كتب أهل العناية بالعربية من المحدثين، كأبي فهر على سبيل المثال، وإنما أجد ذلك في الكتب المطبوعة حديثا غالبا، ولا أدري أول من ابتدع ذلك، ويبدو لي-والله أعلم- أن هذا التقطيع من بدع بعض الجهلة من الطابعين والوراقين ثم بدأت هذه البدعة تنتشر وتعم في الكتابة العربية الحديثة، و لعل قواعد كتابة الفقرة أصبحت من الأمور المعروفة للجميع ممن له صلة بالكتابة، وسؤالي الذي أكرره مرة أخري: ما الفائدة اللفظية أو المعنوية من تقطيع الجملة الواحدة وجعلها في فقرتين شكلا وكتابة لا لفظا ونطقا؟ ولا تبدو لي أية صلة بين هذه البدعة المنكرة عندي وبين ما أشار إليه أخي الأستاذ حازم مما دعاه عجلة السرعة وتطور اللغة؛ إذ لم أفهم مراده بهاتين الكلمتين، ولعله يتكرم علي بتوضيحهما وعرض رأيه في الموضوع بشكل أوسع وأوضح. هذا مع كثير شكري لكم وللجميع على مشاركاتهم التي أنتظرها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير