[في رسم همزة الوصل ولفظها حين تكون أولى]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 01:56 ص]ـ
[في رسم همزة الوصل ولفظها حين تكون أولى]
اَلألف مع الوصلة أم القطعة أم الحركة؟
بقلم الدكتور إلياس عطا الله
لسنا بحاجة إلى تبيين مواقع همزة ?لوصل وهمزة ?لقطع، فكتب ?لإملاء وتدريسه ضبطت هذا ?لأمر، وثمّة همزاتٌ للوصل تُقطع (رسما ولفظا)، وذلك في ?لمواطن ?لتالية:
همزة "ال" إذا جُعلت كلمةً على حيالها تصبح همزة قطع، كأن أقول: " أداة ?لتعريف في ?لعربيّة هي أَلْ/ ألّ".
همزة أل في ?سم ?لجلالة ?لمنادى ب?لياء، همزةُ قطع عند ?لجمهور: " يا ألله! "، ومنهم من أبقاها للوصل: " يا ?لله"، وكذا حين تَكسعُ الميمُ ?سمَ ?لجلالة، ف?لهمزة تُقطع وتوصل" أللهمّ، ?للهمّ".
همزة ألبتّة/ ?لبتّة مختلَفٌ فيها، فهنالك من يصل وهنالك من يحقّق، أي يلفظها ب?لقطعة.
اَلأسماء ?لبادئة بهمزات وصل، تُقطَعُ همزاتها إذا تعيّنت للعَلَمِيّة" إبتسام، إعتدال…".
وممّا ?ختلفوا فيه أيضًا، قطع ووصل ?لهمزة في ?لإثنين/ ?لاثنين ?سما لليوم، و?لمناديات ?لمتّصلة بأل: يا ألرجل… يا ألّذي، في أسلوبيّة من ينادي ?لمتّصل بـ"ال" بيا ?لنداء.
أمّا في ?لشعر، فللشعراء ترخيصات في قطع ?لموصولة، ووصل ?لمقطوعة.
كما أنّ هناك بعضَ ?لسّمات ?للهجاتيّة ?لقديمة في تحويل ?لقطع إلى وصل، وفي حذف همزة ?لقطع مطلقا في بعض ?لأساليب.
تنحصر ?لمشكلة كما أرى في مسألة أساسيّة وهي: هل تُرسمُ ?لقطعةُ معَ همزات ?لوصل ?لأولى وتحرّك، أم يُكْتَفى بتحريكها دون رسم ?لقطعة، أم تُرسَم همزةَ وصلٍ تعلوها ?لصّادُ ?لصّغيرة (?) مطلقا؟ وفي ?لحالات كلّها، أتُسمّى هذهِ ?لملفوظةُ همزةَ وصل أم همزةَ قطع؟ وتلك الموظّفة للوصل، أتُسمّى همزةً أم ألِفًا؟ إجابةً عن هذه ?لتساؤلات أقول:
1.
قضيّة ?لقطع و?لوصل قضيّة صواتيّة قبل أن تكون قضيّة إملائيّة، فهمزات ?لقطع تلفظ وترسم قطعةً (ء)، أو أحرفَ علّةٍ مصحوبةً ب?لقطعةِ وفقَ ?لقواعدِ ?لإملائيّة ?لمعمولِ بها (أ، إ، ؤ، ئ، ئـ، ئ، إ، أ، ئ). أمّا همزات ?لوصل، و?لتي ترسم بصورة الألف مطلقا (?- ا)، فليست من مادّة ?لكلمة في شيء، إذ إنها حرف زائد مُجتَلَب لمهمّة نطقيّة أو تعويضيّة، ولذا تتعرّض للسقوط اللّفظيّ حينا: " إنّ ?لله معَ (?ل) صّابرين"، " في (?) لْبيت"، و?للّفظيّ و?لكتابيّ حينا: " بِسْمِ (باسم) ?لله ?لرحمن ?لرحيم"، " لله (لالله) أنت! "، ? وللآخرة خيرٌ لك من ?لأولى? (ولالآخرة)، أمّا في أوّل ?لكلام فإنّها جُلبت للتّوصّل إلى ?للفظ ب?لساكن، أو كما قال ?لخليل:"… لتكون ?لألف عمادا وسلّما للّسان إلى حرف البناء، لأنّ ?للّسانَ لا ينطلق ب?لسّاكنِ من ?لحروف فيحتاج إلى ألف ?لوصل" (العين: 1: 49)، وعلى هذا نميل إلى تسميتها ألف/ همزة ?لتوصُّل، وما ?ستعمال ?لوصل في مثل هذا ?لموقع إلا من باب ?ستعمال ?سم ?لمصدر بدلا من ?لمصدر ?لقياسيّ. وحيث إنّها مجلوبة للفظ ب?لساكن، فإنّ في ?لأمر حقيقتين:
هي ليست همزة قطع، فهذه لم تجلب لمهمّة صواتيّة، فهي على ?لغالب؛
1. أصليّة، كما في: أخذ، سأل، نبأ، أنت…
أو لها مهامّ أخرى محدّدة، كما في:
2. همزة ?لاستفهام، نحو: أأنتَ فعلتَ هذا؟، أجئتَ مبكرا؟
3. اَلمضارَعَة، نحو: أَدْرُسُ، أَكْتُبُ…، للمتكلّم/ ة أو المخبر/ ة عن نفسه/ ا.
4. اَلتّسوية، نحو: سواءٌ أقالوا أم لم يقولوا.
5. اَلنداء، نحو: أعينيَّ جودا ولا تجمدا…
6. بناء ?لوزن ?لرابع "أَفْعَلَ"، نحو: أَكْرَمَ، أَقْبَلَ… من باب أمن ?للبس، لشبهه بأمر ?لمجرد ?لثلاثيّ " اِفْعَلْ"، وفي ?لمواضع ?لتي يؤمن فيها ?للبس تسقط ?لهمزة هذه، كما في مضارع "أَفْعَلَ- يُفْعِلُ"، حيث يقوم ضمّ حرف ?لمضارعة ب?لمهمّة- ثبتت هذه ?لهمزة في بعض ?لمأثور ?للهجاتي-، وكذا في ?لأمر من هذا ?لوزن، نحو: أكرِمْ، أقبِلْ، أعِزَّ، أجِلَّ… وفي مصدر هذا ?لوزن ?لقياسيّ "إفعال" نحو: إكرام، إقفال، إخراج… حيث جاءت مقطوعة محقّقة مكسورة، لتمييزها من ?لجموع ?لمفتوحة ?لهمزة ?لمشابهة إملاء، نحو: أقفال وأخراج جمعين لقُفل وخُرج… وكذا ?لأمر في ?لمشتقات من هذا ?لبناء.
7. اَلتّعديَة، كما في: أحزَنَ، أفرحَ…
8. اَلسّلب، كما في أعجَمَ أي أزال ?لعُجمةَ، ومنها سمّيَ ?لمعجمُ معجمًا (كما يرى بعضهم).
¥