ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذي أبا عبد القيوم
كنت أنتظر أن تتابع ما بدأت، فقد راقت لي هذه الدروس كثيرا
وأرى ما تراه أختي زهرة:
جزاك الله الخير كله
وجعل جهدك في ميزان حسناتك
تحيتي وتقديري
.
.
وبارك الله فيك أخيتي الكريمة، وجبر خاطرك.
ونفعني الله وإياك بما ينفع يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 04:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماشاء الله أستاذنا عطوان الفاضل فالدرس فعلاً مفهوم مبسط
جزاك الله خيرا أخيتي، الفضل للمتن لا للشرح، فجزى الله ناظمه خيرا.
ولكن لدي استفسار:
لماذا نبقي على دراسة ما نسخه العلماء المتأخرون فما دام إثبات ألف ياء النداء هنا شائعاً اليوم فلم يعاد تدريس الحالة القديمة التي لم يعد يعمل بها؟؟
طبعاً من الممكن أن نقرأها لمعرفة ودراسة (تاريخ وتطور وضع القواعد) أما عند التبسيط فلم نبقيها؟؟
الأصل أختي الكريمة، أن يبقى الشيء على ما هو عليه، إلا لضرورة تطرأ تحتم التجديد والتغيير بالإضافة أو الطرح، وهذا لا يعد نسخا. فالكتابة العربية قبل الإسلام لم تكن بنفس الضبط والدقة التي أصبحت عليها بعد ذلك، فلما دعت الضرورة لفساد الألسن أو دخول غير العرب في الإسلام وتبنيهم اللغة العربية قام علماء العربية بوضع ضوابط تسهل كتابتها وقراءتها كنقط الحروف ونقط الشكل، وربما كان لمحترفي الكتابة علامات خاصة وطريق خاصة في الرسم والضبط وللعامة طريقتهم، ولم يعب أحد أحدا، ولم يخطئ أحدا أحدا ما لم تمس الأصول.
وظل الحال هكذا مع وجود خلافات طفيفة شكلية لا يحس بها أحد ولا يعترض عليها أحد لأنها مستقر عليها في البلدان أو الأقاليم التي تستعملها، ولأنها لا تمس الجوهر كنقط الحروف مثلا فالمغاربة لا ينقطون حروف (ينفق) في آخر الكلمة، ويضعون نقطة الفاء من أسفلها، بينما للقاف نقطة واحدة فوقية، وربما اختلف شكل الصاد والضاد والعين والغين قليلا عما يكتب المشارقة، لكن عند التأمل نجد أن الجوهر لم يمس.
ظل الحال هكذا إلى أخريات القرن التاسع عشر الجريجوري (الغربي)، حين كانت جل الدول العربية والإسلامية تحت الاحتلال الغربي، حيث بدأت الدعوة إلى ما ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب، اتهمت اللغة العربية بأنها سبب تخلف العرب والمسلمين، وذلك لصعوبتها وعجزها عن مجاراة التطور العلمي، فكانت الدعوة إلى التيسير في قواعدها النحوية وطريقة كتابتها، ودعا بعضهم إلى التخلي عن الفصحى وقصرها (بداية) على الأمور التعبدية، فليقرأ العربي القرآن في الصلاة كما يقرؤه الهندي، ولكن في لغة العلم أو الحياة اليومية ليكن لكل لغته، واقتنع بالفكرة بعض (العلماء) الموقرين ممن يفترض فيهم الذود عن العربية، فاقترح بعض فضلائهم أن تستبدل الحركات بحروف، وأن يفك المدغم ف (محمدٌ سودانيٌّ) مثلا تكتب (موحاممادون سووداانيييون) وبعضهم اقترح استبدال الحروف العربية بحروف غربية، وهذا ما حصل بعد ذلك في تركية وبعض البلاد الأخرى في آسيا. وبعض الدعاة إلى مثل ذلك أفاضل، ولعلهم كانوا حسني الظن.
وفشلت هذه الدعوات لأسباب أضعفُها التصدي لها، فمن تصدوا لذلك لم يعد تصديهم مجرد الإنكار كما فعل حافظ إبراهيم رحمه الله بقصيدته المعروفة، وإنما فشلت الدعوة لأن استقرار الأمة على أصولها، وانحصار الدعوة في قلة قليلة أتيح لها أن تسمع هذا الهراء بينما جمهور الأمة يتعلم في الكتاتيب ما توارثته الأمة جيلا عن جيل غير عابئ بل غير عارف بما يروج له فلم يكن ثمة صحف ولا وسائل إعلام ولا شبكة عنكبوتية كأيامنا هذه.
أما الآن فلو سمح أهل العربية بفتح التيسير على حساب الأصول، فالله وحده يعلم إلام تؤول الأمور.
أرى الآن في بعض المواقع الجادة كموقع ويكيبيديا ترجمة باللغة العربية وترجمة باللغة المصرية بزعم أن المصرية غير العربية ولعلنا نرى اللغة الفينيقية والسومرية والأشورية هذا غير ما نسمع عنه من تبني وعودة كثير من جعل العربية لغته والانسلاخ منها إلى لغته العرقية كالأمازيغ والنوبيين والأكراد والتركمان، ثم تتفتت كل منها إلى لغات فرعية وهكذا ...
قد يرى بعض في كلامي تهويلا، وقد يكون محقا.
سؤال آخرلو تكرمتم:
عندنا في سوريا لاتحذف الواو من داوود أو طاووس!!! ما سبب الاختلاف؟
أما نحو داوود وطاووس فالاختلاف فيها قديم ولا يمس الأصول، فها هو ذا ابن قتيبة رحمه الله منذ 1200 سنة يقول (تكتب طاوس وناوس وداود بواو واحدة وتحذف واحدة استخفافا) (وقد كتب ذلك كله بواوين أيضا).
كذلك إثبات ألف يا أيوب وألف إبراهيم وهارون ونحو ذلك لا بأس به، لأنه الأصل، وما جاء على الأصل فلا بأس، ما لم يستقر العرف على خلافه.
لكن هناك بعض (النواسخ) المبتدعة التي لا تدخل تحت مسمى التيسير، لكن ربما وهذا ما يبدو لي من باب الوهم أو طردا لقاعدة لا تطَّرد؛ من ذلك كتابة ابنة بدون ألف فتكتب أسماء بنة أبي بكر، لأن العالم الجليل (الناسخ) ربما قرأ في بعض الكتب بعد ذكر حذف همزة ابن أن (إذا حذفت همزة ابنة فتحت تاؤها) ففهم من فعل الشرط أن همزة ابنة تحذف، ولم يفهم من الجواب أن المقصود اللفظ الآخر لابنة أي بنت، فإما أن نكتب (أسماء ابنة أبي بكر) أو (أسماء بنت أبي بكر) أما (أسماء بنة أبي بكر) فلم يقل بها أحد والله أعلم. ولو اجتهد علماؤنا ولم يصيبوا فنرجو لهم الأجر، أما أن يطلب من أبنائنا في المدارس نحو: (صحح الخطأ فيما يلي: أسماء ابنة أبي بكر، هيئة الأمم المتحدة) فهذا لعمركم البلاء بعينه.
أكرر شكري ثانية وجزاك الله خيراً
بل أنا الذي أشكرك، وأستميحك عذرا للإطالة، ولكن الحديث كما يقولون ذو شجون.
¥