ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[21 - 10 - 07, 12:36 ص]ـ
ثم قال
روى الإمام الترمذي في جامعه الحديث المشهور: ((أنا عند ظن عبدي بي ... وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)) ثم قال بعده:
((هذا حديث حسن صحيح، ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث: (من تقرب مني شبرا تقربت منه ذارعا): يعني بالمغفرة والرحمة، وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول: إذا تقرب إلي العبد بطاعتي وبما أمرت تسارع إليه مغفرتي ورحمتي)) اهـ كلام الإمام الترمذي.
(تحفة الأحوذي 10/ 64).
إذن فالترمذي ـ وهو إمام من أئمة السلف بلا شك ـ يؤول الهرولة والإتيان والتقرب في هذا الخبر بأنه بالمغفرة والرحمة، هذا قوله رحمه الله وتأويله وهو ينقله عن بعض أهل العلم ممن تقدمه منهم الإمام سليمان بن مهران الأعمش وهؤلاء من أئمة السلف بلا شك، وقد تبع الإمام الترمذي والأعمش من أهل العلم ثلة:
يقول المباركفوري رحمه الله وغفر له في تحفته في ذكرهم:
((وكذا قال الطيبي، والحافظ العيني، وابن بطال، وابن التين، وصاحب المشارق، والراغب وغيرهم من العلماء .... وكذا فسره النووي وغيره كما عرفت)) اهـ
فما هو موقف السلفيين على المجاز في هذا العصر من تأويل السلف على الحقيقة لا المجاز؟؟؟!! ماذا كان تعليق المباركفوري (السلفي المجازي) هلى هذا التأويل الذي قال به (السلف على الحقيقة)؟؟؟ اسمعوا عبارته:
قال:
((قلت: لا حاجة إلى هذا التأويل))!!!!!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 10 - 07, 02:14 ص]ـ
الرد على الأشعري هداه الله:
روى الترمذي بسنده عن نواس بن سمعان
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران قال نواس وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال تأتيان كأنهما غيابتان وبينهما شرق أو كأنهما غمامتان سوداوان أو كأنهما ظلة من طير صواف تجادلان عن صاحبهما
وفي الباب عن بريدة وأبي أمامة.
قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه.
ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم أنه يجيء ثواب قراءته كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبه هذا من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن.
وفي حديث النواس عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ما فسروا إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم وأهله الذين يعملون به في الدنيا ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل.
فهنا فسروا الحديث بقرينة معينة وردت فيه، وهي قوله (وأهله الذين يعملون به)،فالذي جعلهم يفسرون الحديث بالثواب هو نفس لفظ الحديث، وليس في هذا تأويل (بمعنى التحريف) كما زعم هذا الكاتب الأشعري، وإنما هو تأويل تفسير.
فهل هذا الفعل هو نفس فعل الأشاعرة الذين يحرفون صفات الله بحجة التأويل بغير برهان ولادليل صحيح؟ حاشا وكلا.
فهذا النقل حجة على الأشعري الملبس، فالسلف فسروا مجيء سورة البقرة وآل عمران بمجيء ثوابها بقرينة في نفس الحديث تدل على ذلك، وردوا على سلف الأشعري الذين فهموا من الحديث أن القرآن مخلوق وأنه يأتي بنفسه، فرد عليهم السلف بأنه وورد في نفس الحديث ما يدل على تفسيره بالثواب وهو أن أهل القرآن يأتون معه فيأتي أمامهم ثواب القرآن، ومن أحسن ما فسرت به النصوص بعضها ببعض، فالسلف فسروا هذا الحديث بتتمة الحديث، واستنبطوا منها أن أهل القرآن وهم مخلوقين تقدمهم سورة البقرة وآل عمران أي ثوابهما لأنهما غير مخلوقتين، فليس معنى هذا أن نفس كلام الله تعالى الذي هو صفة من صفاته يأتي أمامهم كما فهم الجهمية.
وكونها تظل صاحبها يوم القيامة قرينة على تفسيرها بهذا المعنى لأن المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة
في غريب الحديث لإبراهيم الحربي - (ج 1 / ص 224)
وقوله: كأنهما غيايتان يظلان من كان يقرؤهما نسب الفعل إليهما وإنما المعنى لثواب يفعله الله بمن يقرأ بهما لقوله: ظل المؤمن صدقته يقول: ثواب صدقته.
وفي مجموع الفتاوى لابن تيمية - (5/ 398)
¥