ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[18 - 10 - 07, 04:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخو ة الاحبة:
ان الولوج في كبار المسائل مع كبار الطلبة مما يغبن عليه الطالب ويتمناه الباحث، إذ بكل قراءة يزداد علما وبكل مذاكرة يتقد ذهنه وبكل ازدياد من المعرفة يعلم حاجته واحتياجه وعليه فإني اقدم فهما من باحث يرغب بالاستزادة والتعقب تعلما، عله ينال بغيته ويصل إلى مرماه، وإني لما قرأت الليلة هذا التباحث المبارك الذي أظهرت فيه الاقلام شيئا مما غاب عن كثير من الطلاب والكتاب، فرغبت ببيان رأي بدا لي فيما نسب إلى الإمام الترمذي من القول بالتأويل المذموم الذي يساوي التحريف للنصوص وذلك في قوله: (وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا: إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه).
والظاهر لي ان حمل كلام الإمام الترمذي _ الذي هو أحد أعلام السلف في عامة العلوم _ على ما فصّل أولى وأحلى وأحكم، إذ بقوله (بعض أهل العلم) فيه إحالة إلى غيره من القول، وسببه عنده فيما بدا لي أن التفسير من بعض لوازم التأويل، فإذا اقتضى اللفظ معنى متوهما مشكلا في ظاهره عند سامعه يخرج اللفظ عن معنى الاصيل ويفسد المعنى الظاهر المطلوب شرعا، كان إظهار بعض المعنى في الذي تضمنه اللفظ لازما للتدليل على مراد الوحي باللفظ فيما خاطب به العباد كالاستواء ونفي المشاكلة والمشابهة عن الله تعالى فيما أخبرنا به عن نفسه.
وذلك أن الله تبارك وتعالى أخبرنا عن نفسه أنه فوق عرشه، وهذا مسلّم عند أهل السنة أهل الحديث خاصة،لما تواتر في الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة.
غير أنه بدا لبعض أهل العلم استشكال مفهوم بعض النصوص فأدخلو على الذهن ما لا يجوز في ح الله تعالى كالاستدارة اتلي أفسدوا بها معنى الإحاطة لجهلهم وجرأتهم على الله تعالى.
فنفوا بذلك الاستواء، وكذا قول من قال بالحلول والاتحاد والممازجة، فلزم بيان شيئا مما تضمنه معنى النص، لا على باب نفي أصل ما وضع له بل على بيان ما وجب إثباته مع ما يجب تننزيه الله عنه، لذا قال الإمام رحمه الله: (وهو على العرش كما وصف نفسه).
وأما القول: بأنه من أهل التأويل المذموم.
أقول: هذا بعيد عنه ولا يريده رحمه الله ولا يجوز قول ذلك عليه ولا نسبته إليه وذلك: أنا لو فرضنا تأويله في هذا الموطن، فقد بين أنه في كل موطن منهجه وإثباته لها على طريقة أهل الحديث، ومن كان هذا حاله لا ينسب بالمسألة والمسألتين إلى المذاهب الرديئة.
الثاني: إن المعنى الذي قيل لم ينف صفة أثبتها الله لنفسه أو رسوله صلى الله عليه وسلم، خاصة ما بينه في نهاية قوله في مسألة الاثبات التي يحاول نفيها أهل التحريف.
والله أعلم.
ـ[فارس الهميلاني]ــــــــ[21 - 10 - 07, 12:35 ص]ـ
ماهو الرد على هذا الاشعري
لما روى الإمام الترمذي حديث إتيان البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان قال:
((هذا حديث حسن غريب، ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم أنه يجيء ثواب قراءته، كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبه هذا من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن، وفي حديث النوانس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ما فسروا إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأهله الذين يعملون به في الدنيا، ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل وأخبرني محمد بن إسماعيل أخبرنا الحميدي قال: قال سفيان بن عيينة في تفسير حديث عبدالله بن مسعود: ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي، قال سفيان: لأن آية الكرسي هو كلام الله، وكلام الله أعظم من خلق الله من السماء والرض)) (تحفة الأحوذي 8/ 193).
وهذا التأويل بمجيء الثواب لم ينفرد به الإمام الترمذي، بل هو ينقله عن غير واحد من أهل العلم، وممن نقل عنه ذلك الإمام الكبير أبو عبيد القاسم بن سلام رضي الله عنه فإن قال في كتاب (فضائل القرآن) من تصنيفه في باب (فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء) عندما ذكر الحديث السالف ما نصه:
((يعني ثوابهما)) اهـ.
قال الراوي عن أبي عبيد: أبو الحسن علي بن عبدالعزيز البغوي الإمام الحافظ المتوفى سنة 286هـ بعد تأويل أبي عبيد هذا ما نصه:
((تكلم أبو عبيد بهذا والسيف يومئذ يقطر)) اهـ.
يعني أن أبا عبيد تكلم بهذا التأويل في أيام سطوة الجهمية وتطلب العلماء في محنة القرآن فتكلم أبو عبيد بهذا نصرة للقول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وأن حديث إتيان البقرة وآل عمران معناه إتيان ثوابهما.
كما نقل هذا التأويل عن الإمام أحمد بإسناد صحيح ذكره البيهقي وابن كثير وغيرهما، وفي كتاب الرد على الجهمية الذي يعتقد الوهابية بصحة نسبته إلى الإمام أحمد جاء ما نصه:
فهل استسلم الوهابية لتأويل السلف؟؟! لا لم يقتنعوا بهذا فهذا على سبيل المثال المباركفوري (السلفي) يعلق على كلام هذين الإمامين من أئمة السلف ابن عيينة والترمذي فقال متعقبا الإمام الترمذي بما نصه:
((في هذه الدلالة خفاء كما لا يخفى))!!.
وقال متعقبا سفيان بن عيينة بما نصه:
((وفي قول سفيان هذا نظر فإنه يلزم على هذا ألا تكون هذه الفضيلة مختصة بآية الكرسي بل تعم كل آية من آي القرآن لأن كلا منها كلام الله تعالى)) اهـ.
فهذا المباركفوري الذي يدعي بأنه سلفي صار يناقش السلف في استدلالاتهم وتوجيهاتهم وتأويلاتهم في العقيدة ومع هذا هو سلفي!!
¥