تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1) لماذا لم يحدث هذا الدس الشنيع إلا في كتب أو كتاب الشعراني؟ لماذا لم يحدث مع غيره من العلماء - حتى من الصوفية -؟ أم أنه الوحيد الذي له أعداء؟ وما موقف العلماء المعاصرين له من ذلك وأقوالهم حول هذا الأمر؟ ولماذا بقي الكتاب يُطبع طيلة هذه المدة دون تغيير علما بأن أحد الطبعات وهي طبعة دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة 1954م كُتِبَ في آخرها ما يلي: " بحمد الله تعالى!!! قد تم طبع كتاب [الطبقات الكبرى، المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار] لأبي المواهب الشيخ " عبد الوهاب الشعراني "

مصححا بمعرفة لجنة من العلماء!!!! برياسة الشيخ أحمد سعد علي

القاهرة في يوم الثلاثاء 20 ربيع الأول سنة 1374 - 16 نوفمبر 1954 م "

(وبالمناسبة أريد معرفة ترجمة أحمد سعد علي الذي ترأس لجنة التصحيح ‍‍‍ هذه والذي صحح أكثر من كتاب من كتب الفقه وغيره في تلك الفترة فعلى من يعرف في هذا شيئا من الأخوة أن يسعفني به)

2) إذا كان هذا المحقق قد أثبت أن الشعراني لم يكتب هذا الكلام وفقا لما حصل عليه من مخطوطات فهل أثبت أن الشعراني لم يكتب أيضا في مقدمة وداخل كتابه هذا وغيره من كتبه عن " الذوق " وعن الظاهر والباطن وغيرها من مصطلحات الصوفية الفاسدة؟

أقصد أننا لا نستطيع تبرئة الشعراني إلا إذا رمينا أيضا في المزبلة أصوله وتقعيداته هذه، لأنك لا تستطيع التخلص من الشجرة برمي ثمارها ما دامت الشجرة تضرب بجذورها في الأرض.

هو يقول في مقدمة كتابه هذا ص 6 " فافهم يا أخي ولا يصدنك عن تلقي هذه المعاني الغريبة!!! عن فهوم العلوم من هذه الطائفة الشريفة قول ذي جدل ومعارضة: إن هذا إحالة لكلام الله تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه ليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قالوا لا معنى للآية الشريفة أو الحديث إلا هذا الذي قلناه "!!!

ويقول في المقدمة نفسها ص 11: " قلت: ومن هنا أخفى الكاملون من أهل طريق (كذا ولعل الصواب: الطريق) الكلام في مقامات التوحيد الخاص شفقة على عامة المسلمين ورفقا بالمجادل من المحجوبين!!! وأدبا مع أصحاب ذلك الكلام من أكابر العارفين. وكان الجنيد رضي الله عنه لا يتكلم قط في علم التوحيد إلا في قعر بيته بعد أن يغلق أبواب داره ويأخذ مفاتيحها تحت وركه!!! ويقول أتحبون أن يُكذِّب الناس أولياء الله تعالى وخاصته ويرمونهم بالزندقة والكفر "!!!

ويقول في نفس المقدمة ص 12: " ولا يجوز أن يُعتقد في هؤلاء السادة أنهم زنادقة في الباطن لكتمهم ما هم متحققون به في الباطن عن العلماء والعوام!! وإنما يجب علينا حملهم على المحامل الحسنة من كوننا جاهلين باصطلاحاتهم فإن من لم يدخل حضرتهم لا يعرف حالهم "!!!

ويقول في مقدمة كتاب: " الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية " وهو مطبوع بهامش الطبعة المذكورة سابقا من كتاب الطبقات ص 14: " .. على أني حذفت غالب ما لا يُدرك إلا بالذوق خوفا من رده إذا رآه من لم يذق ممن يقبل الكلام على التقليد لأن كل من زُين له اعتقاد يرد ما أتى بخلاف معتقده وإن كان حقا ولأن طريق القوم ذوق لا نقل!!! فمن لم يذق وأنكر فهو معذور وكل عالم إذا ذاق علما فوق علمه لا يمكنه التقيد معه ويترك لأدنى درجة وليس من نقل كمن شهد "

إذاً فلا يمكن لك على مذهب المتصوفة أن تحاسب أحدا أوتُخطِّأه على ضوء الكتاب والسنة لأن المسألة مسألة ذوق " ومن ذاق عرف "

3) الذي يدعوني إلى التردد أو رفض هذا التشكيك من المحقق وغيره في نسبة ما ذكره الأخوة للشعراني - أن القوم عندهم إنفصام في هذا الأمر كما ذكر الأخ " أبو خالد السلمي "، والدليل ما يذكره الشعراني في المقدمة وداخل تضاعيف هذا الكتاب وغيره من كتبه من تبريرات يهيء بها القاريء إلى ما سيقرأ من أمور غريبة وطوام عجيبة، إلا إذا قلنا أن المقدمة أيضا وديباجة التراجم وما تخللها من تعليقات الشعراني مدسوس عليه وعندها لا يكون ثمة كتاب الطبقات للشعراني.

وهذا الإنفصام والتفريق عند المتصوفة بين الحقيقة والشريعة والظاهر والباطن وبين كلامهم عن الأمور الفقهية والأمور الروحية السلوكية معروف عند غيره من منحرفي الصوفية ومعروف حتى عند باقي الصوفية كالغزالي وغيره بل إم مصحح كتاب الطبقات " أحمد سعد علي " المذكور سابقا قد قام بتصحيح كتاب الطبقات وتصحيح كتب تتناقض معه بالمرة ككتب الفقه وغيرها، رغم أنه شيخ يُشار إليه بالبنان - كما هو واضح - ويرأس لجان تصحيح لكتب دينية، فلولا هذا الإنفصام لما وُجِد اسم هذا الشيخ المصحح على الشيء ونقيضه، أو أنه بيَّن خطأ وتهافت هذه النصوص التي ذكرها الأخوة وغيرها مما هو موجود في الكتاب مما ذكرتُ شيئا منه، ولكنه مر هو ولجنته!!! على هذه الطوام دون أن يُهمِّش عليها بشيء، وهذا دليل على وجود هذا الإقتناع بأن هذه المسائل ذوقية!! لا تُناقش بنصوص الشرع!

4) لماذا لم يتبرأ الصوفية وهم المعنيون بهذا الكلام والمتهمون به - لماذا لم يتبرأوا من هذه الطوام ويُكذِّبوها، وهذا الكلام ينطبق على الشيعة أيضا، فهم أيضا إذا جوبهوا بطوام كتبهم وكفريات كُتَّابهم أنكروها وعارضوها ولكنهم يعيدون طبعها ويتداولونها ويوزعونها ولم يجرؤ أحد من الطرفين أن يخرج على الملأ ليقول أن الكلام المذكور في كتاب فلان وفلان خطأ ومردود شرعا، وهم لا يستطيعون القيام بهذه الخطوة حتى وإن اقتنعوا باعتراضاتنا لأنهم يقدسون شيوخهم ولأنهم يعلمون أن أكثر طقوسهم وغرائبهم وأذكارهم لا تقوم على الكتاب والسنة فإذا تحاكموا إلى الكتاب والسنة في هذه النصوص فإن هذا يُلزمهم بأن يُحاكموا منهجهم برمته إلى الكتاب والسنةوهذا ما لا يريدونه أو يستطيعونه لأنه يهدم مسلكهم من الأساس.

لهذا فأنا لا أميل إلى أن هذا الكلام مدسوس على الشعراني فقد عُرف الكثير من الصوفية بنقل مثل هذه القباحات في كتبهم ولولا خشية الإطالة - وقد أطلت - لذكرت شيئا من هذا هنا.

آمل أن أكون اضفت ما يفيد في هذا الموضوع والحمد لله أولا وآخرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير