أباعبدالله:احسنت في اختيار الموضوع فجزاك الله خيراً.
الفرق بين الإيمان المطلق ومطلق الإيمان
قال الشيخ ابن عثيمين: (والفرق بين مطلق الشيء والشيء المطلق أن الشيء المطلق هو الشيء الكامل،ومطلق الشيء يعني أصل الشيء وإن كان ناقصاً.
فالفاسق الملّي لايعطى الاسم المطلق في الإيمان وهو الاسم الكامل، ولايسلب مطلق الاسم فلا نقول:ليس بمؤمن بل نقول: مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته.
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ (8/ 586) وهذا المجلد شرح العقيدة الواسطية.
الفرق بين الفأل والطيرة
قال ابن تيمية:
(الفأل هو أن يفعل أمراً أو يعزم عليه متوكلاً على الله فيسمع الكلمة الحسنة التى تسره مثل أن يسمع يا نجيح يا مفلح يا سعيد يا منصور ونحو ذلك، وأما الطيرة بأن يكون قد فعل أمراً متوكلاً على الله أو يعزم عليه فيسمع كلمة مكروهة مثل ما يتم أو ما يفلح ونحو ذلك فيتطير ويترك الأمر فهذا منهى عنه).
مجموع الفتاوى (23/ 67،66) بتصرف.
وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي في القول السديد تحت باب الطيرة
(والفرق بينهما أن الفال الحسن لا يخل بعقيدة الإنسان ولا بعقله وليس فيه تعليق القلب بغير الله بل فيه من المصلحة النشاط والسرور وتقوية النفوس على المطالب النافعة , وصفة ذلك أن يعزم العبد على سفر أو زواج أو عقد من العقود أو على حالة من الأحوال المهمة ثم يرى في تلك الحال ما يسره: أو يسمع كلاما يسره مثل يا راشد أو سالم أو غانم , فيتفاءل ويزداد طمعه في تيسير ذلك الأمر الذي عزم عليه: فهذا كله خير , وآثاره خير , وليس فيه من المحاذير شيء.
وأما الطيرة فإنه إذا عزم على فعل شيء من ذلك من الأمور النافعة في الدين أو في الدنيا , فيرى أو يسمع ما يكره أثر في قلبه أحد أمرين أحدهما أعظم من الآخر. (أحدهما): أن يستجيب لذلك الداعي , فيترك ما كان عازما على فعله أو بالعكس فيتطير بذلك , وينكص عن الأمر الذي كان عازما عليه , فهذا كما ترى قد علق قلبه بذلك المكروه غاية التعليق وعمل عليه , وتصرف ذلك المكروه في إرادته وعزمه وعمله فلا شك أنه على هذا الوجه أثر على إيمانه , وأخل بتوحيده وتوكله. ثم بعد هذا لا تسأل عما يحدثه له هذا الأمر من ضعف القلب ووهنه وخوفه من المخلوقين وتعلقه بالأسباب وبأمور ليست أسبابا , وانقطاع قلبه من تعلقه بالله. وهذا من ضعف التوحيد والتوكل , ومن طرق الشرك ووسائله ومن الخرافات المفسدة للعقل.
الأمر الثاني: أن لا يستجيب لذلك الداعي ولكنه يؤثر في قلبه حزنا وهما وغما , فهذا وإن كان دون الأول لكنه شر وضرر على العبد , وضعف لقلبه وموهن لتوكله وربما أصابه مكروه فظن أنه من ذلك الأمر فقوي تطيره , وربما تدرج به إلى الأمر الأول ... ).
وقد أحسن الكلام حول هذه المسألة الدكتور عبدالله الدميجي في كتابه (التوكل على الله تعالى وعلاقته بالأسباب صـ246 - 249).
ـ[عبد]ــــــــ[12 - 05 - 05, 03:34 م]ـ
ولو سمحت لي بإضافة رغبة في المثوبة ... أثابك الله
الفرق بين العلم واليقين:
قال أبو هلال العسكري رحمه الله في معجم الفروق اللغوية:
"الفرق بين العلم واليقين: أن العلم هو إعتقاد الشئ على ما هو به على سبيل الثقة، واليقين هو سكون النفس وثلج الصدر بما علم، ولهذا لا يجوز أن يوصف الله تعالى باليقين، ويقال ثلج اليقين وبرد اليقين ولا يقال ثلج العلم وبرد العلم، وقيل الموقن العالم بالشئ بعد حيرة الشك، والشاهد أنهم يجعلونه ضد الشك فيقولون شك ويقين وقلما يقال شك وعلم، فاليقين ما يزيل الشك دون غيره من أضداد العلوم، والشاهد قول الشاعر:
وأيقن أنا لاحقان بقيصرا" أ. هـ
وقال في الفرق بين الجحد الإنكار:
" الفرق بين الجحد والانكار: أن الجحد أخص من الانكار وذلك أن الجحد انكار الشئ الظاهر، والشاهد قوله تعالى " باياتنا يجحدون " (1) فجعل الجحد مما تدل عليه الآيات ولا يكون ذلك إلا ظاهرا وقال تعالى " يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها " (2) فجعل الانكار للنعمة لان النعمة قد تكون خافية، ويجوز أن يقال الجحد هو انكار الشئ مع العلم به والشاهد قوله " وجحدوا بها وإستيقنتها أنفسهم " (3) فجعل الجحد مع اليقين، والانكار يكون مع العلم وغير العلم." أ. هـ.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 05 - 05, 04:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم، ونرجو من الإخوة إضافة ما يقفون عليه ليعم النفع ..
قال ابن القيم في كتاب الروح ص262:
الفرق بين إثبات حقائق الأسماء والصفات وبين التشبيه والتمثيل
ما قاله الإمام أحمد، ومن وافقه من أئمة الهدى: أن التشبيه والتمثيل أن تقول: يد كيدي، أو سمع كسمعي، أو بصر كبصري، ونحو ذلك.
وأما إذا قلت: سمع وبصر ويد ووجه واستواء لا يماثل شيئا من صفات المخلوقين، بل بين الصفة، والصفة من الفرق كما بين الموصوف، والموصوف فأي تمثيل ههنا؟ وأي تشبيه؟ لولا تلبيس الملحدين، فمدار الحق الذي اتفقت عليه الرسل على أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تشبيه ولا تمثيل إثبات الصفات ونفى مشابهه المخلوقات، فمن شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد حقائق ما وصف الله به نفسه فقد كفر، ومن أثبت له حقائق الأسماء والصفات، ونفى عنه مشابهة المخلوقات فقد هدى إلى صراط مستقيم.
¥