3 – قوله (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) المراد بالظلم الشرك الأكبر فمن انتفى عنه الشرك الأكبر حصل له مطلق الأمن والاهتداء، أما من لم يأت بالشرك الأكبر والأصغر وسائر المعاصي ولم يرتكب كبيرة ولم يصر على صغيرة فهذا له الأمن والاهتداء المطلق فالآية تشمل المعنيين
فالسلامة من الشرك الأكبر وعدم السلامة من سائر المعاصي فهذا له أصل الأمن والاهتداء ولم يحصل له كماله وهو تحت المشيئة، ومن سلم من الشرك الأكبر والأصغر والكبائر فهذا من أهل الجنة قطعاً ومن سلم من الشركين ولم يسلم من الكبائر فهذا تحت المشيئة.
ومن سلم من الشرك الأكبر ولم يسلم من الشرك الأصغر فهذا على قول بعض السلف أنه لا بد أن يدخل النار لأن الله عز وجل لا يغفر أن يشرك به ولكنه لا يخلد في النار وهناك نوع ذكره شيخ الإسلام وهو من سلم من الشرك الأكبر وتلطخ ببعض الشرك الأصغر وبكثير من الذنوب والمعاصي فهذا قطعاً يدخل النار وذكر هذا القول صاحب تيسير العزيز الحميد وسكت عنه والمسألة تحتاج إلى زيادة بحث
4 – قوله (مَنْ شهِدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ) الشهادة لا بد أن تكون عن علم وصدق وعمل فاشتراط العلم حتى يخرج عن صفة النصارى الذين يعملون بلا علم، واشتراط العمل حتى يخرج عن صفة اليهود والصدق حتى يخرج عن صفة المنافقين.
5 – قوله (فَإِنّ الله قَدْ حَرّمَ عَلَى النّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ الله, يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله) من قال لا إله إلا الله ولم يعرف معناها ولم يعمل بمقتضاها فإنها لا تنفعه بإجماع المسلمين.
6 – قوله (وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه) الحديث فيه دراج وهو ضعيف ولكن له شاهد عند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو وظاهر سنده السلامة فيكون هذا الحديث من باب الحسن لغيره.
7 – قوله (وللترمذي وحسنه عن أنسٍ رضي الله عنه) الحديث في سنده مقال ولكن له شاهد عند الإمام أحمد من حديث إبي ذر رضي الله عنه.
8 – الإصرار على الكبيرة فيه نوع شرك لقوله تعالى (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[26 - 12 - 05, 11:27 م]ـ
وقول الله تعالى: ?إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ? [النحل:120].
وقوله: ?وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ? [المؤمنون: 59].
وعن حُصَيْنِ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: أَيّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الّذِي انْقَضّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا. ثُمّ قُلْتُ: أَمَا إِنّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاَةٍ. وَلَكِنّي لُدِغْتُ. قَالَ: فَمَاذَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: اَرْتقَيْتُ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدّثَنَاهُ الشّعْبِيّ. قَالَ: وَمَا حَدّثَكُمُ الشّعْبِيّ؟ قُلْتُ: حَدّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ, أَنّهُ قَالَ: لاَ رُقْيَةَ إِلاّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. قَالَ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ. وَلَكِنْ حَدّثَنَا ابْنُ عباس رضي الله عنه عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيّ الأُمَمُ. فَرَأَيْتُ النّبِيّ وَمَعَهُ الرّهَطُ. وَالنّبِيّ وَمَعَهُ الرّجُلُ وَالرّجُلاَنِ. وَالنّبِيّ ولَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ. إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَظَنَنْتُ أَنّهُمْ أُمّتِي. فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَىَ وَقَوْمُهُ. وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ. فَنَظَرْتُ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمّتُكَ. وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ».
فنَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فَخَاضَ النّاسُ فِي أُولَئِكَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلّهُمُ الّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلّهُمُ الّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ فَلَمْ يُشْرِكُوا بِالله. وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ.
¥