ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 10:39 م]ـ
الباب الثامن والأربعون - باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
وقول الله تعالى: ?وَلَئِنْ سَأَلتَهُمْ لَيَقُولُن إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبالله وآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ? [التوبة:65].
عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة، دخل حديث بعضهم في بعض: أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائناً هؤلاء، أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عن اللقاء (يعني رسول الله صلى الله عليه وسيلم وأصحابه القراء). فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أرتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق. قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقاً بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة تنكب رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ?أَبالله وآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ? [التوبة:65 - 66]، ما يلتفت إليه وما يزيده عليه.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن والأربعين
(عشاء الاثنين 27/ 12 / 1414)
1 - الردة أعظم من الكفر الأصلي بالإجماع والكافر المرتد ليس له الأمان ولا العهد فجنس الردة أعظم من الكفر الأصلى ولكن قد يكون الكافر الأصلى قد اقترن بكفره ما يجعله أعظم وأشد كفراً من المرتد لما اقترن به كأئمة الكفر فرعون وهامان وأبي لهب وأبي جهل.
2 - الردة قد تكون قولاً كأن يسب نبياً أو يسب الدين، وقد تكون فعلاً كأن يلطخ المصحف بالقاذروات أو يسجد لأحد وقد تكون شكاً كشكه في نبوة نبي من الأنبياء، وقد تكون اعتقاداً كاعتقاد قدم العالم وقد تكونً استهزاءً وما أشار إليه المصنف هو الكفر استهزاءً.
3 - قوله (عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة، دخل حديث بعضهم في بعض ... ) أصل القصة ثابت والقرآن يدل عليها ويشهد لها ولكن تفاصيلها محل اجتهاد والقصة صحيحة لتعدد طرقها فجاءت عن ابن عمر عند ابن جرير وابن أبي حاتم وسندها مقارب وعن أبي الدرداء عند أبي نعيم، وعن ابن عباس عند ابن جرير، وجاءت في روايات مرسلة عند ابن جرير وغيره، والمراسيل إذا جاءت من مخارج عدة وتعددت طرقها كانت كافية في ثبوتها وصحتها كما نص عليه العلماء، فكيف وقد جاءت مرفوعة إلى الصحابة.
4 - آية التوبة أصل في كفر المستهزئ وأن لم يكن اعتقاداً والصواب عند العلماء أنهم كانوا مسلمين مؤمنين لأنه أثبت لهم الإيمان (قد كفرتم بعد إيمانكم) ولم يصب من قال إنهم منافقون لأن المنافقين لم يزالوا كافرين فلا يقال (فد كفرتم بعد إيمانكم)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 10:41 م]ـ
الباب التاسع والأربعون - باب قول الله تعالى: ?وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولُنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ? [فصلت:50]
قال مجاهد: هذا بعملي، وأنا محقوق به. وقال ابن عباس: يريد: من عندي. وقال آخرون: علي علم من الله أني له أهل.
وقوله: ?قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي? [القصص:78]، قال قتادة: علي علم مني بوجوه المكاسب، وقال آخرون: على علم من الله أني له أهل، معني قول مجاهد: أوتيته على شرف.
¥