وعن ابن عباس في الآية، قال: لما تغشاها آدم، حملت، فأتاهما إبليس، فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، لتطيعاني أو لآجعلن له قرني أيِّل، فيخرج من بطنك، فيشقه، ولأفعلن، يخوفهما، سمياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا. ثم حملت، فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت فأتاهما، فذكر لهما، فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث، فذلك قوله: ?جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا ءَاتَاهُمَا? [الأعراف:190]. رواه ابن أبي حاتم
وله بسند صحيح عن قتادة، قال: شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته.
وله سند صحيح عن مجاهد، في قوله: ?لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَالِحاً? [الأعراف:189]، قال: أشفقا أن لا يكون إنساناً. وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الخمسون
(عشاء السبت 3/ 5 / 1415)
1 - قول الله تعالى: ?فَلَمَّا ءَاتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا ءَاتَاهُمَا فَتَعَالى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونً? هذه الآية فيها أقوال أشهرها:
أ - أنها في آدم وحواء وأنهما هما اللذان سميا ولدهما عبد الحارث وأن سياق الآية فيهما.
ب - أن المراد بالآية ذرية آدم وحواء وأن منهم من أشرك وعبّد لغير الله وأضاف الشرك لجنس بني آدم.
والقول الأول هو قول جمهور السلف وعليه جمع من الصحابة وبعض التابعين، والقول الثاني عليه بعض العلماء واختاره ابن كثير في تفسيره.
والراجح هو القول الأول بدلالة قوله (من نفس واحدة) وهو آدم (وجعل منها زوجها) وهي حواء التي خلقت من نفس واحدة وهي آدم فخلقت من ضلعه الأيسر وورد في الآية آثار إسرائيلية ولكن القرآن يؤيدها ويدل عليها فسياق الآية واضح أنه في آدم وحواء ورجح القول الأول أبي بن كعب بسند لا بأس به وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وقتادة وهو اختيار ابن جرير.
وقوله تعالى (إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) الصواب فيها أن الشيطان حاكى صوت النبي صلى الله عليه وسلم وألقى في قراءته (تلك الغرانيق العلى) وظاهر القرآن يدل على هذا القول وهو قول السلف.
2 - قوله (قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله، كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب.) إنشاء التسمية الصواب أنه لا يجوز أما الإخبار به لاشتهاره كمثل عبد الدار وعبد شمس فجائز فالاستثناء ليس خاصاً بعبد المطلب بل يلحق به عبد الدار وعبد شمس فباب الإخبار أوسع من إنشاء التسمية.
3 - قوله (وعن ابن عباس في الآية ... ) هذا القول عن ابن عباس في سنده نظر ولكن جاء ما يؤيده عن أبي بن كعب بسند لا بأس به بل جيد وهو عند ابن أبي حاتم وسعيد بن منصور.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 09:50 م]ـ
الباب الحادي والخمسون - باب قول الله تعالى: ?وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ?الآية [الأعراف:180]
ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس: ?يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ? [الأعراف:180]: يشركون.
وعنه: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز. وعن الأعمش: يدخلون فيها ما ليس منها.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والخمسين
(عشاء الاثنين 12/ 5 / 1415)
1 - الإلحاد أنواع:
أ - إلحاد المشركين وهو تسمية الأصنام بأسماء الله عز وجل.
ب - تسميته سبحانه بما لا يليق به كقول النصارى عنه أباًً وقول الفلاسفة عن بأنه علة فاعلة.
ج - تسمية اليهود له بما يتنزه عنه (إن الله فقير ... )
د - نفي ما تضمنته الأسماء والصفات من المعاني.
هـ - إلحاد الممثلة (يد كأيدينا).
2 - جمهور المحدثين أن سرد الأسماء مدرج من بعض الرواة وحكى شيخ الإسلام اتفاق المحدثين على أنها لا تصح مرفوعة وكذا بينه ابن حجر في البلوغ وطرقها عند الترمذي وابن ماجة والحاكم كلها لا تثبت.
3 - قوله (ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس: ?يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ? يشركون.) ذكر ابن جرير أن هذا الأثر عن قتادة وليس عن ابن عباس وما جاء عن ابن عباس هو تفسير الإلحاد بالتكذيب.
4 - قوله (وعنه: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز.) أي عن ابن عباس. أخرجها ابن المنذر من رواية علي بن أبي طلحة ورواية علي بن أبي طلحة البعض يصححها ويقول إن الواسطة بين علي بن أبي طلحة وابن عباس هو مجاهد وهو ثقة , وعلي بن أبي طلحة لا بأس به أخرج له أصحاب السنن.
5 - المراد بالإحصاء في حديث (من أحصاها دخل الجنة):
أ - حفظها كما جاء في حديث صحيح.
ب - معرفة معانيها
ج - العمل بمقتضاها ومدلولاتها.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 09:52 م]ـ
الباب الثاني والخمسون - باب لا يقال: السلام على الله
في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنها قال: كنا إذا كنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في الصلاةِ قلنا: السلامُ على اللهِ من عِبادهِ, السلامُ على فلانٍ وفلان, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوا السلامُ على اللهِ, فإِنّ اللهَ هوَ السلامُ».
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والخمسين
(عشاء السبت 17/ 5 / 1415)
1 - من تحقيق التوحيد ومن كماله أن لا يقال السلام على الله لأنه سبحانه هو السلام ومنه السلام فيطلب منه السلام والسلامة، وخديجة رضي الله عنها حين بلغها جبريل سلام الله عز وجل عليها قالت (هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله وبركاته) فمن عظم فقهها أنها لم تقل (وعلى الله السلام)
¥