ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 11:38 م]ـ
الباب السابع والخمسون - باب ما جاء في الـ (لو)
وقوله الله تعالى: ?يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا? [آل عمران:154].
وقوله: ?الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا? [آل عمران:168].
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «احْرِصْ عَلَىَ مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللّهِ. وَلاَ تَعْجِزَنْ. وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنّي فَعَلْتُ كذا لكَاَن كذا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللّهِ. وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشّيْطَانِ».
&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والخمسين
(عشاء الاثنين 4/ 6 / 1415هـ)
1 - هذا الباب للإشارة أن من كمال تحقيق التوحيد الإيمان بالقضاء والقدر فلا يورد هذه اللفظة مورداً فيه الاعتراض على قدر الله عز وجل والتسخط عليه.
2 - بوب البخاري في صحيحه (باب ما يجوز من اللو) فتجوز في مواضع وتمتنع في مواضع:
أ - في حال الماضي - في شيء مضى وانقضى - فإما أن يكون إعتراضاً أو ندماً والاعتراض على قسمين:
على سبيل الظن وإما على سبيل القطع، فإذا كان الاعتراض على سبيل الظن فهذا محرم لأن فيه سوء ظن بالله
وإذا كان الاعتراض على سبيل القطع فهذا محرم وهو أشد من الأول لأنه يفضي إلى قول المعتزلة في أن العبد يصنع فعله.
وأما الاعتراض على سبيل الندم فإن كان ندماً على أمر من الدنيا - كقول لو أني تأخرت فلم أبع كذا لكسبت أكثر - فهذا غير مشروع وأقل أحواله الكراهة.
والندم الآخر هو الندم على أمر في الدين - لو حضرت الدروس العلمية في العام الماضي لحصلت علماً كثيراً - فهذا الندم إن قاله على سبيل التحسر في الماضي والعزم على الجد والإجتهاد في المستقبل هذا أمر مشروع وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لسقت الهدي)
فإن قال ذلك على سبيل التحسر والندم ولم يكن له الهمة عى استدراك ما فات فهذا مكروه لأنه يفتح عمل الشيطان.
ب - أن يقولها في حال الاستقبال: فإذا قال في أمر مشروع - لو لقيت هذا العالم لدرست على يديه - فهذا نوع طلب لأمر مشروع فلا بأس به لكونه يدفع إلى العمل فهذا تمني عمل من الخير لم يتمكن منه لو تمكن منه لعمل به وهذا مثل حديث (إنما الدنيا لأربعة نفر ..... ) فيثاب على نيته.
والحالة الثانية أن يتمنى أمر من الخير يتمكن من تحصيله وهو قادر عليه ولكنه لعجزه وكسله لم يعمله فهذا مكروه في حقه وهو يفتح باب الشيطان.
3 - قوله (وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللّهِ) خبر مبتدأ تقديره (هذا قَدَرُ الله).
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 11:41 م]ـ
الباب الثامن والخمسون - باب النهي عن سب الريح
عن أُبَيّ بنِ كَعْبٍ صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَسُبّوا الرّيحَ, فإِذَا رَأَيْتُمْ ما تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: الّلهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرّيحِ وَخَيْرِ ما فِيهَا وَخَيْرِ ما أُمِرَتْ بِهِ وَنَعْوذُ بِكَ مِنْ شَرّ هَذِهِ الرّيحِ وَشَرّ ما فِيهَا وَشَرّ ما أُمِرَتْ بِهِ» صححه الترمذي.
&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن والخمسين
(عشاء السبت 9/ 6 / 1415هـ)
1 - جميع ما في الكون مخلوق لله عز وجل وكله متحرك بأمره سبحانه وساكن بإذنه، وفيها من المصالح ما لا يعلمه إلا الله عز وجل وقد تكون هذه المصالح ظاهرة أو خفية.
2 - قوله (عن أُبَيّ بنِ كَعْبٍ رضي الله عنه) صح الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم (أقرؤكم أبي) وقيل توفي سنة (19، 20، 22، 30، 32) والأكثر أنه توفي في آخر خلافة عمر رضي الله عنه.
3 - قوله (لا تَسُبّوا الرّيحَ) فيه تحريم سب الريح.
4 - قوله (, فإِذَا رَأَيْتُمْ ما تَكْرَهُونَ) وهو في حقيقة الأمر ليس مكروهاً بل مكروه في نظرهم.
5 - قوله (الّلهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرّيحِ) أي خير ذاتها فالريح قد تكون خيراً هي وقد تكون بواسطتها الخير بما تحمله وما تؤمر به، وفي صحيح مسلم عن عائشة (اللهم إني أسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ... )
¥